الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسودات لَكِنَّهَا بعد وَفَاته تَفَرَّقت ايادي سبا
…
فجزء حوته الدبور
…
وجزء حوته الصِّبَا
…
وَخلف ابْنَيْنِ اسْم الاكبر مِنْهُمَا شيخ مُحَمَّد صَار هُوَ مدرسا فِي حَيَاة ابيه بمدرسة جنديك بِمَدِينَة بروسه وَضم اليها قَضَاء كسكل كته ثمَّ ترك التدريس وَالْقَضَاء فِي حَيَاة وَالِده وَرغب فِي التصوف واتصل بِخِدْمَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه الشَّيْخ حاجي خَليفَة من طَريقَة المذينية ثمَّ ذهب مَعَ بعض مُلُوك
الْعَجم الى بِلَاد الْعَجم وَتُوفِّي هُنَاكَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ اَوْ ثَلَاث وَتِسْعمِائَة وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى رَحمَه وَاسِعَة محققا مدققا يحل المباحث الغامضة بِقُوَّة فكرته وَكَانَ مشاركا فِي الْعُلُوم كلهَا وَكَانَ لَهُ اخْتِصَاص بالعلوم الْعَقْلِيَّة وَاسم الاصغر مِنْهُمَا عبد الله كَانَ طَالبا للْعلم ومشتغلا بِهِ وَكَانَ صَاحب ذكاء وفطنة وطلاقة لِسَان وجراءة جنان مَاتَ وَهُوَ شَاب قَالَ الْمولى الْوَالِد لَو عَاشَ هُوَ لَكَانَ لَهُ شَأْن عَظِيم فِي الْعلم روح الله تَعَالَى أَرْوَاحهم وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل الْكَامِل الْفَاضِل الْمولى شمس الدّين احْمَد بن مُوسَى الشهير بالخيالي
كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما عَاملا فَاضلا تقيا نقيا زاهدا متورعا وَكَانَ ابوه قَاضِيا قَرَأَ عِنْده بعض الْعُلُوم ثمَّ وصل الى خدمَة الْمولى حضربك جلبي وَهُوَ مدرس بسلطانية بروسه وَصَارَ معيد الدرسه ثمَّ صَار مدرسا بِبَعْض الْمدَارِس ثمَّ انْتقل الى مدرسة فلبه وَكَانَ لَهُ كل يَوْم ثَلَاثُونَ درهما وَكَانَ الْمولى ابْن الْحَاج حسن فِي ذَلِك الْوَقْت قَاضِيا بِمَدِينَة كليبولي فَأخذ لَهُ الْوَزير مَحْمُود باشا من السُّلْطَان مُحَمَّد خَان مرادية بروسه فحسده الْمولى الخيالي على ذَلِك وَكتب الى الْوَزير مَحْمُود باشا كتابا وارسله اليه واورد فِيهِ هذَيْن الْبَيْتَيْنِ لنَفسِهِ
…
اعجوبة فِي آخر الايام
…
تبديك صِحَة ظفرة النظام
وَفَسَاد آراء الْحَكِيم لانها
…
فِي الان قطع مَسَافَة الاعوام
…
وَلما قَرَأَ الْوَزير مَحْمُود باشا هذَيْن الْبَيْتَيْنِ قَالَ ان الْمولى لَا يعرف هَذَا الرجل وَهُوَ مُسْتَحقّ لذَلِك ثمَّ ان الْمولى تَاج الدّين المشتهر بِابْن الْخَطِيب لما توفّي بازنيق
وَهُوَ مدرس بهَا عرضه الْوَزير مَحْمُود باشا فتأسف عَلَيْهِ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان تأسفا عَظِيما ثمَّ قَالَ للوزير الْمَزْبُور اطلب مَكَانَهُ رجلا فَاضلا شَابًّا مهتما بالاشتغال فتبادر ذهن الْوَزير الى الْمولى الخيالي لَكِن لم يتَكَلَّم فِي ذَلِك الْمجْلس ثمَّ عرض الْمولى الخيالي فِي مجْلِس آخر فَقَالَ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الْيَسْ هُوَ الَّذِي كتب الْحَوَاشِي على شرح العقائد وَذكر فِيهَا اسْمك قَالَ نعم هُوَ ذَلِك قَالَ انه مُسْتَحقّ لذَلِك فاعطاه الْمدرسَة لمذكورة وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة وَثَلَاثِينَ درهما فَلَمَّا جَاءَ الى قسطنطينية لم يقبل الْمدرسَة لانه قد تهَيَّأ لِلْحَجِّ فأبرم عَلَيْهِ الْوَزير مَحْمُود باشا فَقَالَ ان اعطيتني وزارتك واعطى السُّلْطَان سلطنته لَا أترك هَذَا السِّرّ فَعرض الْوَزير مَحْمُود باشا على السُّلْطَان فَقَالَ هلا ابرمت عَلَيْهِ قَالَ ابرمت وَقَالَ ان اعطيتني وزارتك لَا أترك هَذَا السّفر وَلم يذكر السُّلْطَان استحياء من السلاطين فَحزن لذَلِك السُّلْطَان مُحَمَّد خَان وَأمر ان يدرس معيده فِي تِلْكَ الْمدرسَة الى ان يرجع هُوَ من الْحجاز وَلما رَجَعَ من الْحَج صَار مدرسا بهَا وَلم يلبث الا سِنِين قَليلَة حَتَّى مَاتَ وَكَانَ سنه وقتئذ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ سنة كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى مشتغلا بِالْعلمِ وَالْعِبَادَة لَا يَنْفَكّ عَنْهُمَا سَاعَة وَكَانَ يَأْكُل فِي كل يَوْم وَلَيْلَة مرّة وَاحِدَة ويكتفي بالاقل وَكَانَ نحيفا فِي الْغَايَة حَتَّى رُوِيَ انه كَانَ يحلق سبابته وابهامه وَيدخل فِيهَا يَده الى ان يَنْتَهِي الى عضده وَحكى الْمولى غياث الدّين اني لازمته مِقْدَار سنتَيْن وقرات عَلَيْهِ فِي بَلْدَة ازنيق وَلم اره فَرح وَلَا ضحك وَكَانَ دَائِم الصمت مشتغلا بِالْعبَادَة وملاحظة دقائق الْعُلُوم وَكَانَ لَا يتَكَلَّم الا عِنْد مبَاحث الْعُلُوم وَقد اجْتمع يَوْمًا مَعَ الْمولى خواجه زَاده فِي الْجَامِع وباحث مَعَه فغلب عَلَيْهِ فَلَمَّا رَجَعَ الى بَيته قَالَ لَهُ بعض الْحَاضِرين الْيَوْم غلبت على خواجه زَاده فَقَالَ اني مَا زلت اضْرِب على راس ابْن صَالح الْبَخِيل وَكَانَ يلقب جد الْمولى خواجه زَاده بذلك قَالَ الرَّاوِي مَا رَأَيْت ضحكه الا فِي هَذِه السَّاعَة يحْكى ان الْمولى خواجه زَاده مَا نَام على الْفراش قطّ الى ان مَاتَ الْمولى الخيالي خوفًا مِنْهُ لفضله وَقَالَ بعد وَفَاته انا استلقي بعد ذَلِك على ظَهْري وَكَانَ الشَّيْخ عبد الرحيم المرزيغوني خَليفَة الشَّيْخ زين الدّين الخافي لقن الْمولى الخيالي كلمة الذّكر بالجامع الْجَدِيد بادرنه رَأَيْته مَكْتُوبًا بِخَطِّهِ على ظهر