الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والعلوم صَاحب الاهالي والاعالي حَتَّى صَار ملازما من الْمُفْتِي عَلَاء الدّين عَليّ الجمالي ثمَّ تولى بعض الْمدَارِس وَجعل يزاول الْعُلُوم ويمارس حَتَّى قلد مدرسة اورج باشا بقصبة ديموتوقه بِخَمْسَة وَعشْرين ثمَّ مدرسة الْمولى المشتهر بِابْن الْحَاج حسن بِثَلَاثِينَ ثمَّ مدرسة الْمولى عرب بقصبة ثيره باربعين ثمَّ القلندرية بالوظيفة الاولى ثمَّ الْمدرسَة الحلبية بِخَمْسِينَ ثمَّ مدرسة ابي ايوب الانصاري ثمَّ احدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ مدرسة السُّلْطَان يايزيدخان بادرنه ثمَّ قلد قَضَاء الْمَدِينَة على ساكنها أفضل الصَّلَوَات مَا تعاقب النُّور والظلمات ثمَّ عزل ثمَّ قلد قَضَاء حلب ثمَّ عزل وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَكَانَ رحمه الله مَعْرُوفا بِالْعلمِ وَجمع الاماثل فِي زمن تدريسه فصيحا حازما جيد المحاضرة مَقْبُول المناظرة مَحْمُود السِّيرَة فِي قَضَائِهِ وَقد رَأَيْت اهل الْمَدِينَة يبالغون فِي ثنائه رَحمَه الله تَعَالَى وَأحسن اليه يَوْم جَزَائِهِ
وَمِنْهُم الْعَالم الْفَاضِل فَخر الاماجد والافاضل الَّذِي تفتخر بِمثلِهِ الادوار والازمان الْمولى مصلح الدّين المشتهر ببستان
ولد رَحمَه الله تَعَالَى سنة ارْبَعْ وَتِسْعمِائَة بقصبة ثيره فَلَمَّا نَشأ وشب وَبلغ ابان الطّلب ترك التواني والتناعس وهجر التقاعد والتقاعس فَخرج من تِلْكَ الْبِلَاد وتشبث بذيل السَّعْي وَالِاجْتِهَاد حَتَّى انتظم فِي سلك ارباب الاستعداد وَاجْتمعَ من الافاضل بِمن يُمكن مَعَه الِاجْتِمَاع كالمولى محيي الدّين الفناري وَالْمولى شُجَاع ثمَّ عطف الزِّمَام نَحْو الِاشْتِغَال على الْمولى الْمُعظم المشتهر بِابْن الْكَمَال فَجعل العكوف على التَّحْصِيل لزاما فَملك من الْعُلُوم عنانا وزماما واحرز عِنْده من الْفَضَائِل مَا احرز سَابق فِي مضمار المعارف فبرز وَجرى فِي ميدانها الى ابعد امد وَبنى بَيت التَّقَدُّم على اثْبتْ عمد وَصَارَ ملازما من الْمولى خير الدّين معلم السُّلْطَان سُلَيْمَان ثمَّ تقلد مدرسة الْمولى يكان بِمَدِينَة بروسه ثمَّ عَن لَهُ بعض الامور واقتضت بعض الحيثيات اخْتِيَاره قَضَاء بعض القصبات ثمَّ رَجَعَ عَنهُ بعد مَا بَاشر الْقَضَاء برايه الرصين وَأخذ مدرسة الْمولى عرب بقصبة ثيره باربعين ثمَّ ساعده الدَّهْر وأعانه الزَّمَان حَيْثُ انتسب الى زَوْجَة السُّلْطَان سُلَيْمَان فاعطته مدرسته المبنية فِي
قسطنطينية المحمية فَبعد قَلِيل من الزَّمَان نقل الى احدى الْمدَارِس الثمان ثمَّ قلد قَضَاء بروسه ثمَّ قَضَاء ادرنه ثمَّ قَضَاء قسطنطينية فَلَمَّا وصلت مُدَّة قَضَائِهِ الى ارْبَعْ سِنِين ولي قَضَاء الْعَسْكَر بِولَايَة اناطولي فَبعد عشرَة ايام توفّي الْمولى الشَّيْخ مُحَمَّد المشتهر بجوى زَاده وَهُوَ قَاض بالعكسر بِولَايَة روم ايلي فَنقل المرحوم الى مَكَانَهُ وَاسْتقر فِيهِ خمس سِنِين ثمَّ عزل وَعين لَهُ كل يَوْم مائَة وَخَمْسُونَ درهما وَتُوفِّي فِي الْعشْر الاخير من رَمَضَان سنة سبع وَسبعين وَتِسْعمِائَة وَدفن لَيْلَة الْقدر بِقرب زَاوِيَة السَّيِّد البُخَارِيّ خَارج قسطنطينية كَانَ رحمه الله من أكَابِر الْعلمَاء والفحول الْفُضَلَاء تَنْشَرِح النُّفُوس بروائه وَيضْرب الْمثل بذكائه يغبطه النَّاس على نقاء قريحته وَسُرْعَة بديهته المعيا فطنا لبيبا لوذعيا فَذا اديبا وَكَانَ اذا باحث اقام للاعجاز برهانا وأصمت الْبَاب واذهانا وَكَانَت الْمَشَاهِير من كبار التفاسير مركوزة فِي صحيفَة خاطره كانها مَوْضُوعَة لَدَى ناظره وَأما الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة فَهُوَ ابْن بجدتها وآخذ بناصيتها وَقد كتب حَاشِيَة على تَفْسِير الْبَيْضَاوِيّ لسورة الانعام وعلق حَوَاشِي على مَوَاضِع اخر الا انه لم يَتَيَسَّر لَهُ التبييض والاتمام بِسَبَب انه سلك مَسْلَك الزّهْد وَالصَّلَاح وانسم بسمة اصحاب الْفَوْز والفلاح وَكَانَ جَامعا بَين الْعلم وَالتَّقوى متمسكا من حبال الشَّرِيعَة الشَّرِيفَة بِالسَّبَبِ الاقوى وَكَانَ يحفظ الْقُرْآن الْكَرِيم وَيخْتم فِي صلواته فِي كل اسبوع مرّة وَقَالَ يَوْمًا اني مُنْذُ خمسين سنة لم يتَّفق لي قَضَاء صَلَاة الصُّبْح فَكيف غَيرهَا وَكَانَ رحمه الله يَقُول لَا بُد اني اموت فِي انْقِضَاء رَمَضَان وأدفن لَيْلَة الْقدر وَكَانَ الامر كَمَا قَالَ وَكَانَ مَشَايِخ زَمَانه يَقُولُونَ انه كمل الطَّرِيقَة الصُّوفِيَّة وَكَانَ المرحوم الْوَالِد بالي ابْن مُحَمَّد شَرِيكا لَهُ فِي زمن اشْتِغَاله وَصَارَ ملازما من الْمولى كَمَال باشا زَاده فِي الْقَضِيَّة الْوَاقِعَة بَين الْمولى الْمَزْبُور وَبَين جوي زَاده وخلاصة ذَلِك الْخَبَر انه لما
فتح احدى الْمدَارِس الثمان امتحن الْمولى محيي الدّين الفناري وَالْمولى القادري وَالْمولى جوي زَاده وَالْمولى اسرافيل زَاده وَالْمولى اسحق وَوَقع الامتحان من كتب الْهِدَايَة والتلويح والمواقف فطالعوا فِيهَا وحرروا رسائل وَكَانَ الْمولى كَمَال باشا زَاده يؤمئذ مفتيا بدار السلطنة وَقد كَانَ كتب قبل هَذَا كتابا فِي اصول الْفِقْه وَسَماهُ تَغْيِير التَّنْقِيح فاتفق ان لَهُ فِي مَحل الامتحان من ذَلِك الْكتاب ردا على صَاحب التَّنْقِيح فَلَمَّا وقف عَلَيْهِ الْمولى جوي زَاده نَقله فِي رسَالَته بِلَفْظ قيل واجاب عَنهُ فَلَمَّا تمّ الامتحان وتقرر رُجْحَان الْمولى جوي زَاده سعى بعض اعدائه الى الْمُفْتِي الْمَزْبُور بانه كتب كلامك فِي رسَالَته بتَخْفِيف وتنقيص فَغَضب الْمُفْتِي وشكا الى السُّلْطَان فامر بحبسه وتسلية الْمُفْتِي فارسل اليه من يتعرف ذَلِك فَقَالَ الْمُفْتِي لَا اتسلى بِدُونِ قَتله فعزم السُّلْطَان على ان يقْتله فِي الْبَحْر الا انه لم يُسَارع فِيهِ لما انه كَانَ يسمع فِي الْمولى جوي زَاده من الْفضل وَالتَّقوى ثمَّ اشار الى بعض الرؤساء بَان يسعوا فِي ازالة غضب الْمُفْتِي واثاره فسعى طَائِفَة من الْعلمَاء وَغَيرهم استشعفوا وَتَضَرَّعُوا اليه وغيروا الرسَالَة وعرضوها عَلَيْهِ وَقَالُوا ان مَا ذكر كذب وافتراء عَلَيْهِ فملا احسوا مِنْهُ الْميل الى الْعَفو اتوا بِهِ اليه فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ باس نَعله فَخرج من عِنْده فَعَفَا عَنهُ السُّلْطَان وَذهب الى احدى المدرستين المتجاورتين بادرنه وَحرم من الدُّخُول فِي الْمدَارِس الثمان ثمَّ قصد السُّلْطَان الى الْمُفْتِي بالاحسان تَسْلِيَة للامر السَّابِق وَجَزَاء للعفو الْمَذْكُور فارسل اليه من الْكتب والانية وَغَيرهَا وَطلب مِنْهُ ان يعين عدَّة من طلبته للملازمة فعين رحمه الله فَمِمَّنْ عين المرحوم الْوَالِد وَكَانَ عِنْده بمرتبة ثمَّ درس المرحوم بمدرسة خَاص كوي بِعشْرين ثمَّ مدرسة امير الامراء بادرنه بِخَمْسَة عشْرين ثمَّ سَاقه بعض الامور الى اخْتِيَار منصب الْقَضَاء وَتَوَلَّى عدَّة مناصب حَتَّى توفّي بقصبة جورلي وَهُوَ مُسَافر الى قَصَبَة بوردين بعد تَقْلِيد قَضَائِهِ بِمِائَة وَثَلَاثِينَ وَدفن بالقصبة المزبورة وَذَلِكَ فِي شهر رَجَب وَقد ولد رحمه الله سنة احدى وَتِسْعمِائَة وَقد قَرَأت عَلَيْهِ الصّرْف والنحو ونبذا من علم الْفُرُوع وَأَنا فِي ذَلِك مكمل لاول الْعُقُول وَكَانَ رحمه الله حَدِيد الذِّهْن صَاحب القريحة صَحِيح العقيدة بحاثا بِالْعلمِ مَعْرُوفا بِهِ