الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.. وَأَيْنَ جِيَاد فِي الورى كَانَ دِرْهَم
…
على النَّاس عَاما فِي الْجُود كرام
طوتهم بأيدي النائبات دهورهم
…
فَلم يبْق مِنْهُم مخبر ووسام
فسبحان من لَا يَنْقَضِي عز ملكه
…
وَلَيْسَ يدانيه الفناء مدام
…
وَقد قَالَ رحمه الله قَرِيبا من رمسه فَكَأَنَّهُ نعي الى نَفسه
…
ديباج عمري ابلاه الجديدان
…
وصرصر الشيب امت هدم بنياني
طلائع الضعْف استولت على بدني
…
فَصَارَ معترك الاوجاع جثماني
آن الرحيل وَلَكِن مَا ادخرت لَهُ
…
وكل حاوي الردى للْمَوْت ماراني
لَا زَالَ موتِي
يأتيني على عجل
…
فيكفت الذيل فِي تخريب اركاني
لهفي على زمن ولى بِمَعْصِيَة
…
ثمَّ انْقَضى الْعُمر فِي غي وخسران
…
وَهِي من قصيدة طَوِيلَة ابياتها قريبَة المآكل منسوجة على هَذَا المنوال وَلما عرضت عَلَيْهِ قصيدته النونية استحسنها وعارضها بقصيدة سنية ولنأت بِبَعْض الابيات من القصيديتين وَحذف الابيات الاخر من الْبَين
…
غنى الطُّيُور بأطيب الالحان
…
فِي شَجَرَة بمنابر الافنان
فاهتز مِنْهَا كل شَيْء فِي الرِّبَا
…
اوما رَأَيْت تمايل الاغصان
فَكَأَنَّهَا تبْكي الرّبيع وَحسنه
…
لما الم الشَّمْس بالميزان
واصفر وَجه الرَّوْض وجنة عاشق بَانَتْ حبيبته مَعَ الاظعان
من بعد مَا ابتسمت بِهِ ازهاره
…
كحبيبة مَالَتْ الى الاحسان
فَبكى الْغَمَام من الغموم على الرِّبَا
…
وصبا النسيم كعاشق ولهان
سقيا لروض قد قصدت نسيمه
…
فاستقبلت بِالروحِ وَالريحَان
واذا أتيت بسحرة فبهاره
…
نظرت الى بمقلتي وَسنَان
لله أَيَّام مَضَت فِي رَوْضَة
…
جلت لطائفها عَن الحسبان
انفقت نقد الْعُمر فِي لذاتها
…
بِعْت الثمين بأرخص الاثمان
…
يَا صَاح ناول قهوة وردية
…
تنسي النديم شقائق النمان
فِي اللَّمْس مَاء فِي الحشى كالنار قد
…
يحمر من ذَا وجنة النشوان
تالله لَو رَأَتْ الْمَجُوس لهيبها
…
فِي كوزها سجدوا الى الكيزان
لَا تَطْلُبُوا الْمِصْبَاح ان ليل دجا
…
فالكأس متقد كخد قيان
عاطيتها خمصانة تسبي النهى
…
من دونهَا بجمالها الفتان
وَرَأَيْت فِي الاقداح عكس روائها
…
فعجبت من حوراء فِي النيرَان
…
وَقد وَقَالَ قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى
…
وَرْقَاء قد غنت على العيدان
…
سحرًا تسجع اطيب الالحان
فَكَأَنَّهَا رَأَتْ الرّبيع فأنشدت
…
فِي حسنه الاشعار للندمان
مَالَتْ اليها الْغُصْن تسمع سجعها
…
قد صَارَت الاوراق كالاذان
واطيب الحان بَدَت من شجوها
…
شقّ الْقَمِيص شقائق النُّعْمَان
وَرَأَيْت فَيْء الرَّوْض مِنْهَا راقصا
…
مذ صفق الامواج فِي الغدران
وافى النسيم على الحدائق فِي السرى
…
فشقائق الاغصان كالخلان
وتكللت تيجان ازهار الرِّبَا
…
من لُؤْلُؤ الانداء فِي القيعان
فالجو لابس حلَّة مائية
…
فَبَدَا بِوَجْه مشرق اللمعان
والورد قد ورد الرياض بشوكه
…
واتى بِكُل حديقة كجنان
والبان نقش غصنه اذنابه
…
والكم قد بسمت كثغر قيان
…
والراح فِي رَاح الحبيب تديرها
…
سقيا لَهَا من رَاحَة الابدان
وعتيقة فِي عصرها اعْجَبْ بهَا
…
توفّي الشُّيُوخ شمائل الفتيان
لَو شاهدت عباد شمس جامها
…
لبريقها خروا على الاذقان
لهفي على ايام انس قد مَضَت
…
هِيَ غرَّة فِي جبهة الازمان
كم لَيْلَة نادمت فِيهَا غادة
…
تسبي النَّهْي بصوارم الاجفان
…
وَله قصيدة فِي قافية اللَّام يعْذر موردها بعد مَا اطال الْكَلَام لغاية لطافتها عَن العذل والملام
…
مَاذَا نواؤك والركائب تحمل
…
ايْنَ التفجح والدموع الهطل
الْغَيْر هَذَا الْيَوْم كنت تصونها
ام عَن تسابلها المدامع تبخل
تالله حق ان تريق بهَا دَمًا
…
يَوْم النَّوَى لَا ادمعا تتسلسل
…
.. هَل وَقْفَة بجنوب قاع فِي النقى
…
يَوْمًا وَهل عِنْد الابيرق منزل
لله در الْحبّ يستنقى بِهِ
…
وضر البصائر والغرائز تنبل
ودعتها وَالْعين ترفل فِي الدما
…
والكبد حرى والفؤاد مُعَلل
يَا صَاح ان السَّيْل قد بلغ الزبى
…
ايه بذكراها بهَا اتعلل
مَا لوعتي وتحنني الا لَهَا
…
لَوْلَا هَواهَا مَا الدُّخُول فحومل
تبدو نوازع عَن صبابتها اذا
…
ازرت برياها الصِّبَا وَالشمَال
انى يواري الصب غلواء الْهوى
…
والدمع جَار والجوانح نحل
لم أنس ايام الْوِصَال بِذِي غضى
…
اذ رَاح واشينا وَدَار السلسل
مَا زَالَ تنقص صبأتي وتصبري
…
فِي كل حِين والتحنق يكمل
وَحَدِيث وجدي فِي الْهوى متواتر
…
لَكِن دمعي مُرْسل ومسلسل
يَا حسنها وجمالها ودلالها
…
شمس الظهيرة من سناها تأفل
ذاب الْفُؤَاد من الجوى ومرامه
…
ريم برامة فِي الاباطح يرفل
ان طرفك الفتاك يجْحَد قتلتي
…
فلجحدك الفاني دَلِيل فيصل
يَا عاذلي لوذقت من برح النَّوَى
…
وغرامها مَا ذقت لم تَكُ تعذل
…
وَمِمَّنْ تعانى الْعلم وَالْعَمَل وَحصل وكمل فالتحق فِي شبابه بالمشايخ الكمل الشَّيْخ محيي الدّين الشهير بيركيلو
كَانَ رحمه الله من قَصَبَة بالي كسْرَى وَكَانَ ابوه رجلا عَالما من أَصْحَاب الزوايا وَلَا غرو فِيهِ فان فِي الزوايا خبايا وَنَشَأ المرحوم فِي طلب المعارف والعلوم وَوصل الى مجْلِس الْعِظَام وَدخل محافل الْكِرَام وَعَكَفَ على التَّحْصِيل والافادة من الافاضل السَّادة مِنْهُم الْمولى محيي الدّين المشتهر بأخي زَاده وَصَارَ ملازما من الْمولى عبد الرَّحْمَن اُحْدُ قُضَاة الْعَسْكَر فِي عهد السُّلْطَان سُلَيْمَان ثمَّ غلب عَلَيْهِ الزّهْد وَالصَّلَاح ولاح فِي جَبينه آيَات الْفَوْز والفلاح فتحول عَن مضايق الشكوك الى مسارح السلوك واتصل بِخِدْمَة المرشد السَّامِي الشَّيْخ عبد الله القرماني البيرامي فخدمه مُدَّة بِحسن الارادة واستفرغ مجهوده فِي الزّهْد وَالْعِبَادَة ثمَّ امْرَهْ شَيْخه بالعهود والاشتغال بمدارسة الْعُلُوم ومذاكرة الْمَنْطُوق وَالْمَفْهُوم والتصدي لِلْأَمْرِ