الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عِنْده جمع كثير مِنْهُم الا انه لم يشْتَغل بالتصنيف اذ قد اخترمته الْمنية وَلم يمهله الزَّمَان روح الله روحه
وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل الْفَاضِل الْكَامِل الْمولى عَلَاء الدّين عَليّ اليكاني
قَرَأَ رَحمَه الله تَعَالَى على عُلَمَاء عصره ثمَّ صَار مدرسا بِبَعْض الْمدَارِس ثمَّ صَار مدرسا بمدرسة السُّلْطَان بِمَدِينَة بروسه ثمَّ صَار مدرسا باحدى الْمدَارِس الثمان وَعين لَهُ كل يَوْم ثَمَانُون درهما وَنصب مفتيا بِمَدِينَة بروسه وَكَانَ رَحمَه الله تَعَالَى لطيف الطَّبْع سليم الْعقل صافي القريحة شَدِيد الذكاء وَكَانَ مهتما بالدرس وانتفع بِهِ الاكثرون الا انه لم يشْتَغل بالتصنيف توفّي رَحمَه الله تَعَالَى سنة تسع وَتِسْعمِائَة وَقيل فِي تَارِيخه وحيد مَاتَ مرحوما سعيدا
وَمِنْهُم الْعَالم الْعَامِل والفاضل الْكَامِل الْمولى لطف الله التوقاتي الشهير بمولانا لطفي
قَرَأَ رحمه الله على الْمولى سِنَان باشا وَتخرج عِنْده وَلما أَتَى الْمولى عَليّ القوشجي ببلادالروم ارسله الْمولى سِنَان باشا اليه وقرا عَلَيْهِ الْعُلُوم الرياضية وَحصل سِنَان باشا الْعُلُوم الرياضية بوساطته ورباه سِنَان باشا حَال وزارته عِنْد السُّلْطَان مُحَمَّد خَان فَجعله افينا على خزانَة الْكتب واطلع بوساطته عِنْده على غرائب من الْكتب وَلما جرى على الْمولى سِنَان باشا مَا جرى وَنفي عَن الْبَلدة الى سفريحصار صحب مَعَه الْمولى لطفي وَلما جلس السُّلْطَان بايزيدخان على سَرِير السلطنة اعطاه مدرسة السُّلْطَان مرادخان بِمَدِينَة بروسه ثمَّ اعطاه مدرسة فلبه ثمَّ اعطاه مدرسة دَار الحَدِيث بادرنه وَعين لَهُ كل يَوْم اربعين درهما ثمَّ اعطاه احدى الْمدَارِس الثمان ودرس فِيهَا مُدَّة من الزَّمَان ثمَّ اعطاه مدرسة جده السُّلْطَان مرادخان ببروسه وَعين لَهُ كل يَوْم سِتِّينَ درهما كَانَ رحمه الله فَاضلا لَا يجارى وعالما لَا يُبَارى وَكَانَ يُطِيل لِسَانه على اقرانه وعَلى السّلف ايضا ولكثرة فضائله حسده اقرانه ولاطالة لِسَانه ابغضه الْعلمَاء الْعِظَام وَلِهَذَا نسبوه الى الالحاد والزندقة حَتَّى فتشوه وَلم يحكم الْمولى افضل الدّين باباحة دَمه وَتوقف فِيهِ وَحكم الْمولى خطيب زَاده باباحة دمة فَقَتَلُوهُ وَقَالَ المؤرخ فِي تَارِيخه
وَلَقَد مت شَهِيدا
يحْكى ان الْمولى خطيب زَاده لما حكم بقتْله واتى منزله قَالَ خلصت كتابي من يَده وَكَانَ يسمع انه يقْصد ان يزيف كِتَابه وَلَقَد سمعنَا مِمَّن حضر قَتله انه كَانَ يُكَرر كلمة الشَّهَادَة ونزه عقيدته عَمَّا نسبوها اليه من الالحاد حَتَّى قيل انه تكلم بِكَلِمَة الشَّهَادَة بعد مَا سقط رَأسه على الارض وَكَانَ عمي رحمه الله يَقُول كنت اقْرَأ عَلَيْهِ وَهُوَ يروي صَحِيح البُخَارِيّ وَكَانَ عِنْد فتح الْكتاب يَقُول كنت أَقرَأ عَلَيْهِ وَهُوَ يروي صَحِيح البُخَارِيّ وَكَانَ عِنْد فتح الْكتاب ينزل دموع عَيْنَيْهِ على الْكتاب وَكَانَ يبكي الى ان يخْتم الْكتاب قَالَ وَحكى يَوْمًا وَهُوَ يبكي ان عَليّ بن ابي طَالب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ ضرب فِي بعض الْغَزَوَات بِسَهْم فَبَقيَ نصله فِي بدنه فجزع عِنْد قصد اخراجه فصبروا حَتَّى اشْتغل بِالصَّلَاةِ فاخرجوه وَلم يحس بذلك قَالَ عمي وَقد حكى الْمولى لطفي هَذِه الْحِكَايَة ثمَّ قَالَ وَهُوَ يبكي هَذِه هِيَ الصَّلَاة حَقِيقَة واما صَلَاتنَا فَهِيَ قيام وَانْحِنَاء فَلَا فَائِدَة فِيهَا قَالَ عمي رَحمَه الله تَعَالَى احْلِف بِاللَّه تَعَالَى اني سَمِعت هَذِه الْحِكَايَة مِنْهُ على هَذَا الْوَجْه قَالَ وَحين اخذوا الْمولى الْمَذْكُور شهد شُرَكَاء الدَّرْس عَلَيْهِ بانه قَالَ الصَّلَاة قيام وَانْحِنَاء لَا عِبْرَة بهَا قَالَ عمي رَحمَه الله تَعَالَى انْظُرُوا ايْنَ مَا قَالَه مِمَّا شهدُوا بِهِ عَلَيْهِ رُوِيَ ان الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى الشَّيْخ محيي الدّين القوجوي لما سمع قَتله قَالَ اني اشْهَدْ بَان الْمولى الْمَذْكُور بَرِيء من الالحاد والزندقة وَكَانَ يلبس الالبسة الرَّديئَة وَكَانَ يركب دَابَّته وَيَجِيء الى الْمدرسَة وعلف الدَّابَّة بِيَدِهِ فَينزل فِي بَاب الْمدرسَة ويربط الدَّابَّة بِحَلقَة الْبَاب ويلقي قدامها الْعلف ثمَّ يدرس الى وَقت الْعَصْر ثمَّ يركب دَابَّته وَيذْهب الى زَاوِيَة الشَّيْخ الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى ابْن الْوَفَاء قدس سره ويروي هُنَا صَحِيح البُخَارِيّ الى اذان الْمغرب ثمَّ يذهب الى بَيته وَكَانَ هَذَا دأبه كل يَوْم وَمن نوادره العجيبة انه كَانَ على جبل بروسه حِين كَانَ مدرسا بهَا فَذهب يَوْمًا مَعَ اصحابه فِي التَّنَزُّه الى جنب عين جَارِيَة فِي ذَلِك الْجَبَل وَلما جَلَسُوا جَاءَ رجل من اهل الْقرى وَبِيَدِهِ خطام دَابَّة وعَلى عُنُقه مخلاة فَشرب من المَاء ثمَّ اسْتلْقى على ظَهره فَقَالَ الْمولى لطفي لاصحابه بعد مَا تَأمل سَاعَة ان هَذَا الرجل من قَصَبَة ابْنة كول وَقد ضلت دَابَّته وَهُوَ فِي طلبَهَا ثمَّ تَأمل سَاعَة وَقَالَ اسْم