الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نظيفا وقورا صبورا مهتما بدرسه مشتغلا بِنَفسِهِ لَهُ تَعْلِيق على كتاب الصَّوْم من الْهِدَايَة وحواش على الْمِفْتَاح من القانون الاول الى آخر بحث الِاسْتِعَارَة وحواش على الهيات شرح المواقف وَله رِسَالَة فِي صف الْقَلَم اولها
…
لَك الحمديا من انطق النُّون والقلم
…
فأوصافه جلت عَن النَّقْص والعدم
واضحك من ثغر طروسا بصنعه
…
وابكى بهَا عين اليراع من السقم
صَلَاة وَتَسْلِيم على الرَّوْضَة الَّتِي
…
تعطر من انفاسها الْمسك والشمم
لقد انت الاقلام شوفا بنانه
…
على ايد كتاب من الْعَرَب والعجم
…
وَقَالَ فِي اثناء التوصيف الا وَهُوَ من عجائب الافاق وغرائب الِاتِّفَاق الَّتِي قَلما تُوجد فِي بطُون الاوراق وَهُوَ شَاب حسن ذُو بلاغة ولسن لَهُ قد كَامِل ولطف شَامِل فَكَانَ يشار اليه بالانامل صبيح الْجَبْهَة فصيح اللهجة جميل الخد محاسنه خَارِجَة عَن الْحَد اعتلى على مَنَابِر الاصابع خَطِيبًا
واطلق لِسَانه فِي ميادين الطروس اديبا فَكَأَنَّهُ رَبِّي بلبان الْبَيَان صَغِيرا ونظم عقودالمعاني فحسبناها لؤلؤا منثورا نَبِي كَامِل الشيم نَاسخ كتب الامم آدم تلقى من ربه كَلِمَات وَهُوَ وليه يُخرجهُ من الظُّلُمَات اَوْ ذُو النُّون التقمه حوت فَمه مَفْتُوح فنبذ بالعراء فَهُوَ سقيم اَوْ ايوب يصبر على الدُّود وَهُوَ مَجْرُوح مَعَ انه على خدمَة باريه مُقيم اَوْ يسوف ارسل مَعَ اخوته يرتع ويلعب وَقد القي فِي غيابة الْجب فياله من عجب نحرير قَادر على التجرير وَسَنَد كَامِل فِي التَّعْبِير اضنى جسده كسالك مرتاض وافنى عمره فِي خدمَة الْبَارِي والى امْرَهْ رَاض
وَمِمَّنْ انْقَطع فِي الطَّرِيق عَن القرين والرفيق الْمولى خضر بيك ابْن عبد الكريم القَاضِي
كَانَ ابوه رحمه الله جلالا المسطور فِي الشقائق النعمانية وَولد رحمه الله بقسطنطينية المحمية وَنَشَأ فِي خدمَة الافاضل الاكارم وصحبة الاماجد الافاخم وَقَرَأَ على فضلاء عصره واوانه وعلماء دهره وزمانه وتشرف مِنْهُم بالاستفادة حَتَّى صَار ملازما من الْمولى احْمَد المشتهر بمعلم
زَاده ودرس اولا بمدرسة جده الْمُفْتِي احْمَد باشا بمحروسة بروسه بِعشْرين ثمَّ صَار وظيفته فِيهَا خمْسا وَعشْرين
ثمَّ بهَا ثَانِيًا بِثَلَاثِينَ ثمَّ بمدرسة ستي خاتون بقسطنطينية المحمية باربعين ثمَّ مدرسة اغا بِالْمَدِينَةِ المزبورة بِخَمْسِينَ ثمَّ عزل عَنْهَا وقلد الْمدرسَة الْمَعْرُوفَة بمناستر بمحروسة بروسه وَتُوفِّي مدرسا بهَا سنة تسع وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة كَانَ المرحوم من الغائصين فِي بحار الْعُلُوم على غرر دُرَر دقائق الفهوم مكبا على الِاشْتِغَال غير انه لَا يَخْلُو عَن القيل والقال مُطلق اللِّسَان فِي السّلف ومزدريا بشان الْخلف مَعَ غَايَة الاعجاب بِنَفسِهِ عَفا الله تَعَالَى عَنهُ بِلُطْفِهِ فِي رمسه كَانَ لَهُ اخ اكبر مِنْهُ يُسمى مُحَمَّدًا ملقبا بزلف نكار من ملازمي الْمولى جَعْفَر الْمَار ذكره فِي هَذِه الجريدة انْتقل مدرسا بمدرسة خواجه خير الدّين بقسطنطينية المحمية بِخَمْسَة وَعشْرين وَله حواش مَقْبُولَة على حَاشِيَة التَّجْرِيد للشريف ورسالة اخرى فِي علم الْفِقْه اول كتاب الْعتاق من الْهِدَايَة ورسالة اخرى فِي علم الْمعَانِي وَغَيره وَكَانَ رحمه الله عَالما عَاملا فَاضلا كَامِلا اديبا لبيبا دينا وقورا خيرا صبورا مشتهرا بالفضيلة التَّامَّة مَقْبُولًا عِنْد الْخَاصَّة والعامة انْتقل رَحمَه الله تَعَالَى سنة ارْبَعْ وَثَمَانِينَ وَتِسْعمِائَة