الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا صَاحِبَ السبْتِيَّتْينِ وَيْحَكَ الْقِ سِبْتِيَّتَيْكَ
…
" وذكر تمام الحديث".
قلت: النعال السبتية بكسر السين: التي لا شعر عليها.
وروينا في كتاب ابن السني عن جارية الأنصاري الصحابي رضي الله عنه -وهو بالجيم- قال: "كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان إذا لم يحفظ اسم الرجل قال: يا ابن عبد الله".
باب نهي الولد والمتعلم والتلميذ أن ينادي أباه ومعلمه وشيخه باسمه
روينا في كتاب ابن السني عن أبي هريرة رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً معه غلام، فقال للغلام: مَنْ هَذَا؟ قال: أبي، قال:
ــ
ماشي أي أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قوله: (يا صاحب السبتيتين الخ) أي فناداه بهذا اللفظ لما لم يعرف اسمه فيقاس به غيره من الثوب والفرس وعن الصديق رضي الله عنه أنه مر به إنسان ومعه ثوب فقال: يا صاحب الثوب أتبيعه فقال: لا يرحمك الله قال: قل لا ويرحمك الله لئلا يلتبس الدعاء لي بالدعاء على أورد الثعلبي في كتاب اللطف واللطائف. قوله: (عن جارية الأنصاري رضي الله عنه وهو بالجيم) أي بالراء المكسورة بعدها تحتية ولم أر له ترجمة في أسد الغابة. قوله: (وكان) معطوف على قوله كنت وينبغي أن يحلق بما في الحديث يابن أمة الله ونحوه يا عبد الله وما أشبهه.
باب نهي الولد والمتعلم والتلميذ
أي بكسر المثناة الفوقية وسكون اللام وكسر الميم بعدها تحتية فذال معجمة المشتغل بالعلم فعطفه على المتعلم من عطف الخاص على العام للاهتمام وقوله (أن ينادي أباه ومعلمه وشيخه باسمه) مفعول نهى وفي العبارة لف ونشر مرتب وكان حكمة تقديم ذكر الوالد على من بعده كونه السبب في وجوده الصوري الظاهري الذي يتأهل به للتعلم وأخذ العلم فهو لكونه سابقاً عليهما قدم في الذكر وإن كان الشيخ أحق بالإكرام لكونه سبباً للحياة الأبدية ويحتمل أن يكون في العبارة ترق لكن يبعده أن المعلم للصناعات ليس أعظم حقاً من الأب بخلاف الشيخ المربي للإنسان المنقذ له من الجهل إلى العرفان فإنه أحق بالإكرام والإحسان والله أعلم وإنما نهى عن دعاء من ذكر باسمه لأنه خال عن التعظيم
فَلا تَمْشِ أمامَهُ، وَلا تَسْتَسِبَّ لَهُ، وَلا تَجْلِسْ قَبْلَهُ، ولَا تَدْعُهُ باسْمِهِ".
قلت: معنى لا تستسبَّ له: أي لا تفعل فعلاً يتعرض فيه لأن يسبك أبوك زجراً لك وتأديباً على فعلك القبيح.
وروينا فيه عن السيد الجليل العبد الصالح المتفق على صلاحه عبيد الله بن زَحْر -بفتح الزاي وإسكان الحاء المهملة- رضي الله عنه قال: يقال: من العقوق أن تسميَ أباك باسمه، وأن تمشيَ أمامه في طريق.
ــ
المطلوب منه مع من ذكر وقد نهى الله عباده أن ينادوا النبي صلى الله عليه وسلم باسمه بل يدعونه بوصفه الشريف من الرسالة والنبوة ونحوهما قال تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} قوله: (فلا تمش أمامه) أي لأن في ذلك صورة ترفع عليه واستهانة بشأنه. قوله: (ولا تستسب له) أي لا تطلب سبه لك بوقوعك في فعل قبيح يدعوه أن يسبك من أجله ويؤذيك على فعله، وإنما نهى عن ذلك لما فيه من إيذائه وهذا ما ذكره المصنف رحمه الله ويحتمل أن يكون المعنى لا تطلب السب له من الغير وذلك بأن تسب ذلك الغير فيسب أباك وفي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من الكبائر شتم الرجل والديه" قالوا: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه قال: يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه متفق عليه. قوله: (ولا تجلس قبله) أي فإن ذلك خلاف الأدب وفيه نوع من التكبر عليه. قوله: (ولا تدعه باسمه) يحتمل أن يراد من الاسم العلم بأنواعه من اسم ولقب وكنية وحينئذٍ فيدعوه بوصفه من نحو يا سيدي أو يا أبي أو يا مولانا أو يا أستاذنا أو نحوه ويحتمل أن المراد من الاسم هنا ما يقابلهما فيدعوه بكنيته ولقبه والأول أقرب إلى رعاية الأدب لكن ظاهر ما يأتي من قول المصنف باب جواز الكنى واستحباب مخاطبة أهل الفضل بها أن المراد من الاسم هنا ما يقابل اللقب والكنية فلا بأس بندائه بلقبه كيا زين
العابدين أو كنيته كيا أبا الخير أو بنحو يا أبت كما في الكتاب العزيز حكاه عن بعض الأنبياء عليهم السلام. قوله: (وعن السيد) أي المرتفع المقدار. قوله: (عبيد الله بن زحر) هو بصيغة التصغير مما عاصر صغار التابعين