الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في مسائل تتعلق بما تقدم
مسألة: يستحبُّ إجابة من ناداك: "لبيك وسعديك" أو "لبيك" وحدها، ويستحبُّ أن يقول لمن ورد عليه: مرحباً، وأن يقول لمن أحسن إليه أو رأى منه فعلاً جميلاً: حفظك الله، وجزاك الله خيراً، وما أشبهه، ودلائل هذا من
ــ
باب في مسائل تتعلق بما تقدم
المسألة والنتيجة والمقدمة والمطلوب والأخبار والخبر والقضية واحد باعتبار الذات مختلف بالاعتبار قال الشيخ سعد الدين التفتازاني في التلويح المركب التام المحتمل للصدق والكذب يسمى من حيث اشتماله على الحكم قضية ومن حيث احتماله الصدق والكذب خبراً ومن حيث إفادته الحكم أخباراً ومن حيث كونه جزءاً من الدليل مقدمة ومن حيث يطلب بالدليل مطلوباً ومن حيث يحصل من الدليل نتيجة ومن حيث يقع في العلم ويسأل عنه مسألة فالذات واحدة واختلاف العبارات باختلاف الاعتبارات اهـ. قوله: (تستحب إجابة من ناداك بلبيك وسعديك) أي لما في صحيح مسلم عن معاذ قال كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل فقال: يا معاذ بن جبل قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك الحديث وفيه تكرار ذلك منه صلى الله عليه وسلم ومن معاذ ثلاثاً وتقدم معنى لبيك وسعديك في كتاب أذكار الحج والأظهر أن المراد منهما هنا إجابة لك بعد إجابة وساعدت طاعتك مساعدة أشار إليه المصنف في حديث معاذ. قوله: (وأن يقول لمن ورد عليه مرحباً) أي لما في حديث الإسراء من قوله كل ملك ذلك لجبريل لما يذكر ورود النبي صلى الله عليه وسلم لهم معه فيقولون: مرحباً به ولقول كل الأنبياء له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ولقوله صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس مرحباً بالقوم ومرحباً منصوب على المصدر استعملته العرب وأكثرت منه تريد به البر وحسن اللقاء ومعناه صادفت رحباً وسعة أي مكاناً واسعاً فأنزل. قوله: (وأن يقول لمن أحسن إليه الخ) أي لحديث مسلم السابق وقوله لأبي قتادة لما كان يحرسه صلى الله عليه وسلم تلك الليلة في سفره إلى تبوك
الحديث الصحيح كثيرة مشهورة.
مسألة: ولا بأس بقوله للرجل الجليل في علمه أو صلاحه أو نحو ذلك: جعلني الله فداك، أو فداك أبي وأمي، وما أشبهه، ودلائل هذا من الحديث الصحيح كثيرة مشهورة حذفتها اختصاراً.
مسألة: إذا احتاجت المرأة إلى كلام غير المحارم في بيع أو شراء، أو غير ذلك من المواضع التي يجوز لها كلامه فيها، فينبغي أن تُفَخم عبارتها وتغلظها ولا تُلينها مخافة من طمعه فيها.
قال الإِمام أبو الحسن الواحدي من أصحابنا في كتابه "البسيط": قال أصحابنا: المرأة مندوبة إذا خاطبت الأجانب إلى الغلظة في المقالة، لأن ذلك أبعدُ من الطمع في الزيبة، وكذلك إذا خاطبت محرَّماً عليها بالمصاهرة، ألا ترى أن الله تعالى أوصى أمهاتِ المؤمنين وهن محرَّمات على التأبيد بهذه الوصية، فقال تعالى:{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: 32].
قلت: هذا الذي ذكره الواحدي من تغليظ صوتها، كذا قال أصحابنا. قال الشيخ إبراهيم المروزي من أصحابنا؛ طريقها في تغليظه أن تأخذَ ظهر كفِّها بفيها وتجيب
ــ
من هذا؟ فقال أبو قتادة فقال: حفظك الله بما حفظت به نبيه أو كما قال صلى الله عليه وسلم وفي الحديث: "من صنع معكم معروفاً فكافئوه فإن لم تستطيعوا أن تكافئوه فكافئوه بالدعاء" وتقدم مزيد في هذا المعنى في باب دعاء المدعو والضيف لأهل الطعام وسيأتي له مزيد في باب دعاء الإنسان لمن فعل معه معروفاً.
قوله: (لا بأس بقوله للرجل الجليل الخ) أي سواء كان أبو القائل حيين أو لا مسلمين أو لا لأن القصد منهما ليس الحقيقة أي جعلهما فداء له وإنما المراد الإيناس للمخاطب وقد ورد كما تقدم
أنه صلى الله عليه وسلم قال لكل من الزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما فداك أبي وأمي وأما قول الصحابة ذلك له صلى الله عليه وسلم ولبعضهم بعضاً وإقراره صلى الله عليه وسلم-