الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب ما يقوله من جاء يخطب امرأة من أهلها لنفسه أو لغيره
يستحبُّ أن يبدأ الخاطب بالحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدُهُ ورسوله، جئتكم راغباً في فتاتكم فلانة، أو في كريمتكم فلانة بنت فلان أو نحو ذلك.
روينا في "سنن أبي داود وابن ماجه" وغيرهما، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"كُلُّ كلامٍ"
ــ
به بعض أصحابنا وقيل إنه حقيقة فيهما بالاشتراك اللفظي وله عدة أسماء جمعها أبو القاسم اللغوي فبلغت ألف اسم وأربعين اسماً كذا في شرح البخاري لابن النحوي.
باب ما يقول من جاء يخطب امرأة من أهلها لنفسه أو غيره
عبر بقوله من أهلها لأنه هو الغالب وإلا فيستحب للخاطب أن يأتي بما سيأتي من الخطبة وما بعدها ولو خطبها من نفسها. قوله: (يستحب أن يبدأ الخاطب بالحمد الله الخ) قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه: أحب أن يقدم المرء بين يدي خطبته وكل أمر أهمه حمد الله تعالى والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الخطبة بضم الخاء للخطبة بكسرها وهي سنة والخطبة عند العقد آكد منها كما سيأتي في كلامه. قوله: (جئتكم راغباً الخ) يقوله هكذا إن كان الخاطب هو الخاطب فإن كان الخاطب للزوج غيره قال: قد جاءكم فلان. وقوله: (راغباً) حال من ضمير الفاعل. وقوله: (فلانة) كناية عن اسمها فيستحب أن يسميها باسمها وكما تستحب الخطبة من الخاطب تستحب أيضاً للمجيب فيحمد الله ويصلي ويسلم على نبيه صلى الله عليه وسلم ثم يقول للخاطب: لست بمرغوب عنك أو نحوه من الألفاظ الجميلة.
قوله: (روينا في سنن أبي داود وابن ماجه الخ) تقدم الكلام على تخريج الحديث وبعض ما يتعلق به في كتاب الحمد ونزيد هنا بنقل كلام المصنف في أول شرح مسلم قال فيه بدأ بالحمد لحديث
وفي بعض الروايات "كُل أمْرٍ لا يُبْدَأ فِيهِ بالحَمْدُ لِلَّهِ فَهُوَ أجْذَمُ".
وروي "أقْطَعُ" وهما بمعنى، هذا حديث حسن. وأجذم بالجيم والذال المعجمة ومعناه: قليل البركة.
وروينا في "سنن أبي داود والترمذي" عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ خُطْبَةٍ لَيسَ فِيها تَشَهُّدٌ فَهِيَ كاليَدِ الجَذْماءِ" قال الترمذي: حديث حسن.
ــ
أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أقطع" وفي رواية بحمد الله وفي رواية بالحمد فهو أقطع وفي رواية فهو أجذم وفي رواية لا يبدأ فيه بذكر الله وفي رواية ببسم الله الرحمن الرحيم روينا كل هذا في كتاب الأربعين للحافظ عبد القادر الرهاوي بسماعنا من صاحبه الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن سالم الأنباري عنه ورويناه فيه أيضاً من رواية كعب بن مالك الصحابي والمشهور رواية أبي هريرة والحديث حسن رواه أبو داود وابن ماجه في سننهما والنسائي في كتاب عمل اليوم والليلة روي موصولاً ومرسلاً ورواية الموصول إسنادها جيد اهـ.
قوله: (وفي بعض الروايات كل أمر) هو هكذا عند أبي داود وابن ماجه كما ذكره السخاوي في
المقاصد الحسنة. قوله: (وروي أقطع) قال السيوطي في الجامع الصغير رواه البيهقي عن أبي هريرة.
قوله: (وهما بمعنى) في النهاية الجذم القطع وفي شرح مسلم يقال منه جذم يجذم كعلم يعلم. قوله: (ومعناه قليل البركة) أي ومعناه المراد في هذا المقام وإلا فالجذم القطع وهو يقتضي تفسير ذلك بمقطوع البركة من أصلها كما قيل به. قوله: (كل خطبة) هي بضم الخاء ثم قيل المراد بها الخطبة المعروفة: من خطبة الجمعة والعيد ونحوهما وخطبة الحاجة لأنها المعهودة في عهد الشارع دون خطب نحو الكتب وفي ترك الإتيان بها الترمذي في جامعه وشمائله وكذا أبو داود وهما راويا الحديث فدل صنيعهما على تخصيصه بما ذكر وقيل: بل الخطبة على عمومها ولعل أبا داود والترمذي أتيا بها لفظاً وأسقطاها خطأً وذلك كاف. قوله: (كاليد الجذماء) تشبيه بها في قلة الانتفاع ونقصه.