الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروينا في كتاب ابن السني وغيره عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الطِّيَرَةِ فقال: "أصْدَقُها الفألُ، ولَا تَرُدُّ مُسْلِماً، وإذَا رأيْتُمْ مِنَ الطيَرَةِ شيئاً تَكْرَهُونَهُ فَقُولُوا: اللهم لا يأتِي بالحَسَناتِ إلا أنْتَ، وَلا يَذْهَبُ بالسيئاتِ إلَاّ أنْتَ، وَلا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلَاّ بالله".
باب ما يقول عند دخول الحمام
ــ
وهي محمولة على العمل بها لا على ما يوجد في النفس من غير عمل على مقتضاه عندهم اهـ. قوله:
(وروينا في كتاب ابن السني وغيره) ورواه أبو داود في سننه وابن أبي شيبة في مصنفه وقال: لا حول ولا قوة إلا بك روياه عن عروة بن عامر المكي وهو مختلف في صحبته ذكره ابن أبي حاتم في ثقات التابعين فالحديث مرسل على كونه تابعياً لكنه يعمل به في مثل ذلك عندنا أيضاً لكونه من الفضائل. قوله: (أصدقها الفأل) قال في النهاية: جاءت الطيرة بمعنى الجنس والفأل بمعنى النوع. قوله: (ولا ترد مسلماً) أي شأن المسلم المعتقد أن الله هو الفعال لما يشاء وأنه ليس لغيره أثر في شيء أن لا ترده الطيرة عما يقصده من شيء وإن وقع في قلبه منها شيء لما تقرر من أن المكلف بتركه هو التطير لأنه المكتسب للإنسان لا الطيرة نفسها لأنه من شأن الطبع أن يتغير منها فلا يؤاخذ به والله أعلم. قوله: (يأتي بالحسنات) قيل: الباء للتعدية أي لا يقدر ولا يحصل المستحسنات (إلا أنت). قوله: (بالسيئات) أي المكروهات.
باب ما يقول عند دخول الحمام
بفتح المهملة وتشديد الميم قال ابن العماد في مؤلفه المسمى بالقول التمام في دخول عربي مذكر لا مؤنث كما نقله الأزهري في تهذيب اللغة عن العرب وجمعه حمامات ويسمى بالديماس أيضاً وأول من اتخذه سليمان صلى الله عليه وسلم وعلى نبينا وعلى سائر النبيين روى الحافظ أبو نعيم في تاريخ أصبهان عن أبي موسى الأشعري عن النبي
قيل: يستحبُّ أن يسميَ الله تعالى، وأن يسألَه الجنَّةَ، ويستعيذَه من النار.
روينا في كتاب ابن السني بإسناد ضعيف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ البَيْتُ الحَمَّامُ يَدْخُلُهُ المُسْلِمُ،
ــ
صلى الله عليه وسلم قال: "أول من صنعت له النورة ودخل الحمام سليمان بن داود فلما دخل وجد حره وغمه فقال: أوه من عذاب الله وأوه قبل ألا تكون أوه" اهـ، وفي الأوائل للسيوطي: أول من دخل الحمام سليمان أخرجه الطبراني عن أبي موسى مرفوعاً وتقدم في الفصول أول الكتاب زيادة في الكلم على الحمام مأخوذة من التهذيب للمصنف قالوا ولم تكن الحمامات بأرض العرب ولم يدخل النبي صلى الله عليه وسلم حماماً وما نقله الدميري من أنه دخل حمام الجحفة ردوه بأنه موضوع ولو ورد حمل على أن المراد بالحمام فيه الماء الحار لا المكان المسمى بذلك والله أعلم. قوله: (قيل يستحب أن يسمي الله تعالى) قال في شرح الروض ويستحب بعدها التعوذ كأن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الرجس النجس الخبيث المخبث ويستحب تقديم يسراه دخولاً ويمناه خروجاً اهـ. قوله: (وأن يسأله الجنة ويستعيذ به من النار) أي يذكر بحرارته برد الجنة فيسألها أو حر النار فيستعيذ منها وفي المجموع في آداب داخل الحمام وأن يذكر بحرارته حر نار جهنم لشبهه بها أي فيستعيذ به منها وظاهر تعبير المصنف بقيل إنه غير مرتض له لكن في المجموع في آداب دخوله والتسمية ثم التقديم وأن يذكر بحرارته حر جهنم الخ، وقد ذكر الشيخ هنا مستند طلب سؤال
الجنة والاستعاذة من النار واستحباب التسمية والتعوذ بالقياس على محل قضاء الحاجة لأنه مظنة لكشف العورة التي يراها الشيطان فأتى بهذا الذكر ليكون عوناً منه ومانعاً له والله أعلم. قوله: (روينا في كتاب ابن السني). قوله: (نعم البيت الحمام) أي لكونه وسيلة إلى التذكر بحر جهنم وبرد الجمعة فيستعاذ من الأولى ويسأل الثانية ويبادر إلى الأعمال الصالحة الموصلة لذلك. قوله: (يدخله المسلم)