الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا طَنَّتْ أُذُنُ أحَدكم فَلْيَذْكُرْنِي، وَلْيُصَلِّ عَلي، وَلْيَقُلْ: ذَكَرَ اللهُ بِخَير مَنْ ذَكَرِني".
باب ما يقوله إذا خدرت رجله
روينا في كتاب ابن السني عن الهَيْثم بن حَنَش قال: "كنا عند عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فخَدِرَت رجله، فقال له رجل: اذكر أحبَّ النّاس
ــ
قال السخاوي في القول البديع رواه الطبراني وابن عدي وابن السني في اليوم والليلة والخرائطي في المكارم وأبو موسى المديني وابن بشكوال وسنده ضعيف وفي رواية بعضهم إذا طنت أذن أحدكم فليذكرني وليصل عليّ وليقل ذكر الله من ذكرني بخير قلت وهي رواية ابن السني قال السخاوي وقد أخرجه ابن خزيمة في صحيحه ومن طريقه أبو اليمن بن عساكر وذلك عجيب لأن إسناده غريب كما صرح به أبو اليمن وغيره وفي ثبوته نظر وقد قال أبو جعفر العقيلي إنه ليس له أصل اهـ، وأخرجه ابن أبي عاصم أيضاً كما نقله القسطلاني في مسالك الحنفا قال ابن حجر الهيتمي في الدر المنضود الحديث أخرجه جمع بسند ضعيف وإخراج ابن خزيمة له في صحيحه متعجب منه فإن إسناده غريب بل قال العقيلي: ليس له أصل اهـ. قوله (فليذكرني) أي لأن بذكره صلى الله عليه وسلم تنشرح النفس ويحصل النشاط ويزول أثر ذلك وذلك بأن يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نظير
ما يأتي فيمن خدرت رجله. قوله: (وليصل عليّ) أي بأن يأتي بها بعد ذكره فالعطف على أصله من التغاير واستظهر في الحرز أنه تفسيري. قوله: (ذكر الله بخير من ذكرني) أي بخير والجملة خبرية مبنى إنشائية معنى والله أعلم.
باب ما يقول إذا خدرت رجله
بفتح المعجمة وكسر المهملة أي رقدت من الخادر بمعنى الفاتر الكسلان على ما في الصحاح وفي المصباح خدر العضو خدراً من باب تعب استرخى فلا يطيق الحركة اهـ. قوله: (روينا في كتاب ابن السني عن الهيثم) هو بفتح الهاء المهملة وسكون التحتية وبالمثلثة المفتوحة وحنش بفتح المهملة والنون آخره معجمة ورواه ابن بشكوال من طريق أبي سعيد فذكره قال
إليك، فقال: يا محمد، صلى الله عليه وسلم، فكأنما نُشِطَ من عِقَال.
وروينا فيه عن مجاهد قال: "خَدِرَتْ رِجل رجُل عند ابن عباس، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: اذكر أحبَّ النّاس إليك، فقال: محمد صلى الله عليه وسلم، فذهب خَدَرُه".
ــ
السخاوي: ولا أعلم أبو سعيد أكنية الهيثم أم لا قلت: وأخرجه ابن السني أيضاً من طريق أبي سعيد وكذا أخرجه أبو نعيم في المستخرج على كتاب ابن السني. قوله: (فكأنما نشط من عقال) بضم النون وكسر المعجمة آخره طاء مهملة أي فك من عقال وهو الحبل الذي يعقل به البعير وهو كناية عن ذهاب الكسل أو المرض وحصول النشاط أو الصحة وفي النهاية كأنما أنشط من عقال أي حل وقد تكرر في الحديث وكثيراً ما يجيء في الروايات نشط من عقال أي بحذف الألف وليس بصحيح يقال: نشطت العقدة إذا عقدتها وأنشطتها وانتشطتها إذا حللتها اهـ، ومثله في المصباح وعبارته نشطت الحبل نشطاً من باب ضرب عقدته بأنشوطة والأنشوطة أفعولة بضم الهمزة ربطة دون العقدة إذا مدت بأحد طرفيها انفتحت وأنشطت الأنشوطة بالألف حللتها وأنشطت العقال حللته وأنشطت البعير من عقاله أطلقته اهـ، والأولى حمل ما في الروايات على أنه تجوز بلفظ نشط واستعمل في معنى أنشط أو أن ذلك لغة قليلة وما ذكره في النهاية والمصباح هو الكثير والله أعلم.
قوله: (وروينا فيه عن مجاهد الخ) يحتمل أن يكون هو الحديث قبله والرجل المبهم الذي خدرت رجله هو ابن عمر المصرح باسمه في الرواية السابقة وابن عباس القائل اذكر أحب النّاس إليك هو المبهم في الرواية الأولى وتكون القصة شهدها كل من مجاهد والهيثم ولا مخالفة بين قول مجاهد كذا عند ابن عباس وقول الهيثم عند ابن عمر لأنهما كانا كبيري المجلس والحضور المدلول عليه بعند كان عند كل منهما فذكر كل منهما من يروي عنه كثيراً ويحتمل تعدد القصة وهذا ظاهر سياق الشيخ وغيره وقد جاء عند ابن السني أيضاً عن عبد الرحمن بن سعد قال: كنت عند ابن عمر فخدرت رجله فقلت: يا أبا عبد الرحمن ما لرجلك قال: اجتمع عصبها من
وروينا فيه عن إبراهيم بن المنذر الحزامي أحد شيوخ البخاري الذين روى عنهم في "صحيحه" قال: كان أهل المدينة يعجبون من حسن بيت أبي العتاهية:
وتَخْدَرُ في بعض الأحايين رِجْلُهُ
…
فإن لم يقل: يا عتْبُ لم يَذْهِبَ الخَدَر
ــ
ها هنا قلت: ادع أحب النّاس إليك قال: يا محمد فانبسطت ولعل عبد الرحمن هو المبهم القائل له ذلك في الرواية المذكورة في حديث ابن عمر المذكور أول الباب والله تعالى أعلم.
قوله: (وروينا فيه) أي في كتاب ابن السني وكذا أخرجه أبو نعيم أيضاً في كتاب عمل اليوم والليلة. قوله: (أحد شيوخ البخاري الخ) هذا التعريف من المصنف مزيد على كتاب ابن السني وإبراهيم بن المنذر بن المغيرة الحزامي بالزاي القرشي المدني أبو إسحاق روى عنه البخاري في مواضع من الصحيح ثم روى فيه عن محمد بن أبي غالب عنه في الاستئذان قال ابن منصور: سألت يحيى بن معين عن الحزامي فقال ثقة مات سنة ست وثلاثين ومائتين بالمدينة وجرت له مع أحمد قصة أعرض فيها عنه لما جاءه ذكرها الكرماني في أول كتاب العلم من شرح البخاري. قوله: (يعجبون) أي من حيث كمال المحبة بهذا المحبوب بحيث تمكن حبه في الفؤاد حتى إذا ذكره ذهب عنه الخدر وفي كتاب ابن السني أيضاً في معنى ذلك قال الوليد بن يزيد بن عبد الملك في حياته:
أثيبي مغرماً كلفاً محباً
…
إذا خدرت له رجل دعاك
وفيه أيضاً عن أبي بكر الهذلي قال: دخلت على محمد بن سيرين وقد خدرت رجلاه فنقعهما بالماء وهو يقول:
إذا خدرت رجلي تذكرت قولها
…
فناديت لبني باسمها ودعوت
دعوت التي لو أن نفسي تطيعني
…
لألقيت نفسي نحوها فقضيت