الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذه القراءة: فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك.
قال الصحابة: فما تشير به؟ قال أرى أن تجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف. فقال الصحابة فنعم ما رأيت.
هنالك أرسل عثمان إلى حفصة بنت عمر أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف يريد ما كان أبو بكر قد أمر زيد بن ثابت بجمعه، فنسخ منها ثم ردها.
وأمر عثمان زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام بنسخ هذه الصحف في المصاحف.
وأرسل عثمان إلى كل جند من أجناد المسلمين بمصحف، والمشهور أن هذه المصاحف أربعة: وجه واحدًا إلى الكوفة والثاني إلى البصرة والثالث إلى الشام وأمسك عنده الرابع.
روي عن الإمام علي رضي الله عنه قوله: لو وليت ما ولي عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل، وفي رواية لو لم يصنعه لصنعته.
يقول الرزكشي، رحمه الله:"لقد وفق عثمان رضي الله عنه لأمر عظيم، ورفع الاختلاف وجمع الكلمة وأراح الأمة".
الأسلوب القرآني في الطلب والتخيير:
إن للقرآن الكريم أسلوبًا خاصًّا في بيان الأحكام وفي الدلالة على تحريم الأشياء أو إباحتها أو طلبها.. فلم يأت بما قد تسأمه النفوس من التعبير عن الحرام بكلمة "حرام" فقط، بل أتى بأساليب متنوعة: منها التحذير ومنها الوعيد والتهديد، ومنها بيان المضار التي تحيق بالإنسان ومجتمعه إذا ما ارتكب تلك الأفعال.. وغير ذلك من الأساليب المختلفة التي اقتضتها بلاغته ليكون مشوقًا وباعثًا على القبول وحب الامتثال، فنراه يسوق الأحاديث ممزوجة بالتبشير تارة ترغيبًا في الفعل، وتارة بالإنذار والوعظ والتذكير تحذيرًا من إتيان الباطل والمنكر..ويورد الصيغ الدالة على رضاه تعالى عن الفعل والفاعل إشعارًا بإباحة هذا الفعل أو بطلبه، أو مقرونة بسخطه ومقته للفعل والفاعل إيذانًا بتجنب هذا
العمل المشين. وقد وضع الفقهاء لهذه الصيغ اصطلاحات فقهية هي: المباح، والمندوب والواجب، والمحرم والمكروه.
وقد استعان الفقهاء في التمييز بين هذه الأسماء بالعرف العربي الجاري في الاستعمال. وبما قارنها في القرآن الكريم من صيغ الوعد والوعيد والمديح والذم والدلالة على الطلب والنهي.
وسأورد نماذج من الأسلوب القرآني في طلب الفعل، وفي إباحته، وفي تحريمه لمعرفة كيفية استنباط الأحكام من القرآن الكريم:
أ- نماذج من الأسلوب القرآني في طلب الفعل:
1-
صريح الأمر: كما في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} 1.
2-
فعل الأمر أو المضارع المقرون باللام: نحو {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} 2، ونحو {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ} 3.
3-
الإخبار بأن الفعل مكتوب أو مفروض نحو قوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} 4، ونحو {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} 5، وقوله سبحانه:{قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ} 6.
4-
الإخبار عن الفعل بأنه خير أو بر أو موصل للبر: كما في قوله تعالى: {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ} 7، {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} 8، {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} 9.
1 سورة النساء: 58.
2 سورة البقرة: 43.
3 سورة الحج: 29.
4 سورة النساء: 103.
5 سورة البقرة: 183.
6 سورة الأحزاب: 50.
7 سورة البقرة: 220.
8 سورة البقرة: 189.
9 سورة آل عمران: 192.
5-
وقوع الفعل جزاء للشرط: {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} 1، {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} 2.
ب- نماذج من الأسلوب القرآني في بيان الإباحة:
1-
لفظ الحل: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ} 3. {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} 4.
2-
نفي الإثم أو الجناح أو الحرج: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ} 5، {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ} 6. {وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ} 7، {وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ} 8.
جـ- نماذج من الأسلوب القرآني في تحريم الفعل:
1-
صريح النهي أو التحريم: {وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} 9، {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ} 10، {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} 11، {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} 12.
2-
صغية النهي أو الأمر بالترك: {وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا
1 سورة البقرة: 196.
2 سورة البقرة: 280.
3 سورة المائدة: 1.
4 سورة المائدة: 5.
5 سورة البقرة: 173.
6 سورة النور: 61.
7 سورة النساء: 24.
8 سورة البقرة: 235.
9 سورة النحل: 90.
10 سورة الممتحنة: 9.
11 سورة النساء: 23.
12 سورة المائدة: 3.