الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسومًا بالية تحقق مصالحهم الانتهازية المادية ويسمونها "أخلاقًا شيوعية"، فالأخلاق في نظرهم ما هي إلا تعليمات تقتضيها مصلحة الشيوعية، وما هي إلا وسائل تحقق لهم مصالحهم الخاصة، وتمكن اليهودية من وضع قبضتها على المصالح الاقتصادية العالمية..، ولتحقيق أهوائهم الخاصة نادوا بأن "الغاية تبرر الواسطة" ونادوا بـ"الانتهازية".
وعلى هذا فالخلق في عرف الماركسية يعني تحقيق مصالحهم الخاصة، والقضاء على كل قيمة دينية ثابتة عريقة.
والأخلاق الماركسية تميزت بالعنف والقسوة والوحشية والاستبداد والظلم والاعتداء على الآخرين وسلب الآمنين أموالهم وحقوقهم وحرياتهم.. والسعي لكتم أصوات الحق، والتخلص من كل داعية مؤمن، وسفك دم كل من يطالب بتحقيق الحرية الدينية، والكفالة الشخصية.. فهل هذه أخلاق أم قيود حديدية وكمامات خانقة توضع بالأيدي الساعية إلى الخير وبالأفواه الناطقة بالحق؟!!.
{وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} 1.
1 سورة إبراهيم: 42.
الغزو الشيوعي:
إن من أخطر أنواع الغزو الفكري الذي هاجم المسلمين في ديارهم ذلك الغزو الشيوعي الشرس العنيف الدموي الذي يحمل في طياته مكر اليهود وخبثهم ولؤمهم وحقدهم كما يحمل بقايا خربة عفنة من الوثنيات الضالة التي كادت البشرية أن تتخلص منها.
وكانت الشيوعية في محاولتها للدخول إلى الديار الإسلامية تتخذ أساليب المكر والخداع وتخفي أهدافها الرهيبة ورغباتها الهدامة، فكانت تعتصم بجدار "الاشتراكية".. أو كلمة "اليسار" ودعت لفتح باب الحوار مع الدين، وأنها لا تعارض الدين البتة، وأن هناك انفصامًا بين العقيدة وبين الشيوعية، فالشيوعية منهج سياسي واقتصادي واجتماعي والدين يقتصر على العقيدة القلبية.. ولكنها ما لبثت أن انكشفت حقيقتها واستبان أمرها وأنها أرادت أن تهدم العقيدة والخلق
والروابط الاجتماعية والنظام الإسلامي السياسي والاقتصادي، وتحل هي دينًا محله وكانت الماركسية في العالم الإسلامي تهدف إلى خلق تيارات شيوعية من المسلمين أنفسهم يساعدون اليهود على تحقيق مكاسبهم وتنفيذ مخطط صهيون.
والعالم الإسلامي يواجه كل تجربة ترزأ العالم العربي بسبب التحدي الشيوعي، وقد وجد من بين أبناء المسلمين -مع الأسف الشديد- من يدعو إلى التجديد، ويروج البضاعة الشيوعية في الصحافة والسينما والمسرح والإعلام كله.. وما هي إلا سنوات قليلة حتى انكشف الفكر الماركسي، واستبانت حقيقة دعوته، فجر ذيول الخيبة وفر هاربًا.. وصمدت الثقافة الإسلامية في وجهه ورابطت لتحمي الثغور الإسلامية، وظهر سمو الفكر الإسلامي وأصالته واستجابته الحقيقية لأشواق المسلمين وتطلعاتهم، واتضح للعالم أجمع أن الإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة، لا يقبل التجزئة ولا التفرقة ولا المساومة ولا التلفيق ولا الترقيع. {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} 1.
صورة واقعية للفتك الشيوعي في البلاد الإسلامية:
تعتبر تركستان من البلدان الإسلامية التي خضعت للشيوعية الفاشية بحد السيف وتحت أزيز المدافع وألسنة النيران. وكان من هذه البلاد الإمامان الجليلان: البخاري ومسلم، والمفسران: الزمخشري والنسفي وأئمة البلاغة وإعجاز القرآن: عبد القاهر الجرجاني وسعد الدين التفتازاني ويوسف السكاكي، ومنها الفارابي وابن سينا، ومن علماء الرياضة والفلك: خالد والبلخي، ومن علماء الهندسة بنو موسى، ومنها البيروني والماتريدي والخوارزمي والسرخسي، وغيرهم2.
تقول التقارير التي قدمت من بعض المهاجرين من الحكم البلشفي الغاشم هذه الحقائق:
1 سورة المائدة: 50.
2 من كتاب أساليب الغزو الفكري للدكتور على محمد جريشة وزميله: ص126.
قتل الشيوعيون في هذه البلاد سنة "1934م" مائة ألف مسلم ونفوا ثلاثمائة ألف مسلم، ومات ثلاثة ملايين جوعًا نتيجة استيلاء الروس على محاصيلهم وإعطائهم للصليبيين ليحلوا محلهم، وفيما بين سنة "1937-1939" ألقوا القبض على "500 ألف مسلم" أعدموا منهم فريقًا ونفوا الباقي، وأعدموا عددًا كبيرًا من علماء المسلمين منهم قاضي القضاة والمفتي وأهل العلم والصلاح..
وفي سنة "1949م" هرب من المسلمين "2000" شخص مات منهم على الطريق "1200".
وفي سنة "1950م" قتلت روسيا سبعة آلاف مسلم من الذين فروا من التعذيب.