الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاجتماعي وأنها تعني كل الأشكال المادية والروحية في المجتمع، وأنها تشكل عناصر عقلية مشتركة بين أفراد المجتمع، ومن ثم فإنها تفرض على أعضاء المجتمع التزامات معينة وسلوكيات محددة"1.
هذه التعريفات تنبع من التركيز الجزئي على بعض الجوانب، بحيث تطغى على بقية الجوانب، لكنها عند اجتماعها يكمل بعضها بعضا. وليس ثمة تعارض بين هذه التعريفات النوعية للثقافة وبين التعريف السابق لها، بل إنه لا وجود للتعارض بين الثقافة والحضارة والمدنية؛ لأنها جميعا تعتبر مظهرا من مظاهر الرقي الإنساني ودليلا على مستواه العقلي.
1 انظر: ركائز علم الاجتماع د. زيدان عبد الباقي ص161.
الثقافة الإسلامية:
من الركائز الطبيعية للثقافة الإسلامية ومن مقوماتها المميزة ومن أهدافها المحددة يمكن أن نستنبط تعريفا لها فنقول: "إنها الصورة الحية للأمة الإسلامية. فهي التي تحدد ملامح شخصيتها، وقوام وجودها، وهي التي تضبط سيرها في الحياة، وتحدد اتجاهها فيه. إنها عقيدتها التي تؤمن بها، ومبادئها التي تحرص عليها، ونظمها التي تعمل على التزامها وتراثها الذي تخشى عليه من الضياع والاندثار، وفكرها الذي تود له الذيوع والانتشار"1.
وعلى هذا فالثقافة الإسلامية هي الشخصية الإسلامية التي تقوم على عقيدة التوحيد وعلى تطبيق الشريعة الإسلامية والأخلاق الإيمانية المستقاة من مصادر الإسلام الأساسية وهي الكتاب والسنة.
1 لمحات في الثقافة الإسلامية للأستاذ عمر عودة الخطيب ص 13.
الفرق بين الثقافة الإسلامية وغيرها من الثقافات:
تختلف الثقافة الإسلامية عن غيرها من الثقافات الأخرى غربية كانت أو شرقية من حيث الأسس والمقومات والأهداف، فالثقافة الإسلامية تستمد كيانها من الإسلام متمثلا في كتاب الله وسنة رسوله بينما تقوم الثقافة الغربية على استمداد مصادرها من الفكر اليوناني والقانون الروماني وتفسيرات المسيحية التي وصلتها.
والثقافة الإسلامية تهدف إلى نشر العدل والأخوة الإنسانية بين كافة الأجناس والفئات البشرية، بينما الثقافة الغربية تهدف إلى استغلال الغني للفقير والعظيم للحقير واستعباد الناس بعضهم بعضا واستعمار القوي للضعيف والتسلط على خيرات البلاد واستخدامها وفق ما يحقق لهم النفع والمصلحة الخاصة.
ومن هنا يبدو الفرق واضحا بين الثقافة الإسلامية وغيرها من الثقافات الأخرى، كما يتجلى بوضوح خطأ القول بوحدة الثقافة العالمية، "ولو قيل وحدة المعرفة العالمية لكان ذلك مقبولا، لأن المعرفة تضم المعارف والعلوم العامة التي هي ملك للبشرية كلها. ذلك لأن الثقافات ذاتية وخاصة ومتصلة بأممها لا تنفك عنها، وهي من أجل ذلك لا تنصهر ولا تذوب في بوتقة واحدة، ولكنها تتلاقى وتتعارف ويأخذ بعضها من البعض الآخر ما يزيده قوة، ويرفض بعضها من البعض الآخر ما يضاد وجوده أو يتعارض مع الأصول الأساسية لمقومات فكره وكيانه وذاتيته"1.
1 الثقافة للأستاذ أنور الجندي. ص6.