الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرجل فيعجبني، فأقول: أله حرفة، فإن قالوا لا. سقط من عيني.
واشترى سليمان وسقا من طعام وهو ستون صاعا فقيل له في ذلك فقال: إن النفس إذا أحرزت رزقها أطمأنت.
قال بعضهم في السعي:
خاطر بنفسك كي تصيب غنيمة
…
إنّ الجلوس مع العيال قبيح
وقيل: إن أول من صنع لسان الميزان عبد الله بن عامر، وكان الناس إنما يزنون بالشاهيني. وعن أنس رضي الله عنه قال: غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا رسول الله: سعّر لنا، فقال: إن الله الخالق القابض المسعر الرازق، وإن لأرجو أن ألقى الله تعالى وليس أحد يطلبني بمظلمة ظلمته بها في أهل ولا مال.
وأما ما جاء في العجز والتواني:
فقد روي عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال:
من أطاع التواني ضيع الحقوق، ومن العجز طلب ما فات مما لا يمكن استدراكه وترك ما أمكن مما تحمد عواقبه.
قال الشاعر:
على المرء أن يسعى ويبذل جهده
…
ويقضي إله الخلق ما كان قاضيا
ومثله قوله:
على المرء أن يسعى ويبذل نفعه
…
وليس عليه أن يساعده الدهر
وقيل: احذر مجالسة العاجز، فإنه من سكن إلى عاجز أعداه من عجزه، وأمده من جزعه وعوده قلة الصبر، ونسّاه ما في العواقب، وليس للعجز ضدّ إلا الحزم.
وقال بعض العلماء: من الخذلان مسامرة الأماني ومن التوفيق بغض التواني. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«باكروا في طلب الرزق والحوائج فإن الغدو بركة ونجاح» .
وقال الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه: احرص على ما ينفعك، ودع كلام الناس فإنه لا سبيل إلى السلامة من ألسنة الناس. وقال علي رضي الله تعالى عنه: التواني مفتاح البؤس، وبالعجز والكسل تولدت الفاقة ونتجت الهلكة، ومن لم يطلب لم يجد وأفضى إلى الفساد.
وقال حكيم: من دلائل العجز كثرة الإحالة على المقادير. وقال بعض الحكماء: الحركة بركة والتواني هلكة والكسل شؤم، وكلب طائف خير من أسد رابض ومن لم يحترف لم يعتلف. وقيل: من العجز والتواني تنتج الفاقة. قال هلال بن العلاء الرّفاء هذين البيتين من جملة أبيات:
كأنّ التّواني أنكح العجز بنته
…
وساق إليها حين زوّجها مهرا
فراشا وطيئا ثم قال لها اتكي
…
فإنكما لا بدّ أن تلدا الفقرا
وقال آخر:
توكل على الرحمن في الأمر كلّه
…
ولا ترغبن في العجز يوما عن الطلب
ألم تر أنّ الله قال لمريم
…
وهزّي إليك الجذع يسّاقط الرّطب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزّه
…
جنته ولكن كلّ رزق له سبب
وسأل معاوية رضي الله عنه سعيد بن العاص عن المروءة فقال: العفة والحرفة. وكان أيوب السختياني يقول: يا فتيان احترفوا فإني لا آمن عليكم أن تحتاجوا إلى القوم، يعني الأمراء. وقال رجل للحسن: إني أنشر مصحفي فاقرأه بالنهار كله، فقال: اقرأه بالغداة والعشي ويكون يومك في صنعتك وما لا بد منه. ومر رحمه الله تعالى بإسكاف، فقال يا هذا: اعمل وكل، فإن الله يحب من يعمل ويأكل ولا يحب من يأكل ولا يعمل.
وقال أبو تمام:
أعاذلتي ما أحسن الليل مركبا
…
وأحسن منه في الملمّات راكبه
ذريني وأهوال الزمان أقاسها
…
فأهواله العظمى تليها رغائبه
أرى عاجزا يدعى جليدا لقسمه
…
ولو كلّف المقوى لكلّت مضاربه «1»
وعفّا يسمى عاجزا بعفافه
…
ولولا التقى ما أعجزته مذاهبه
وليس بعجز المرء أخطأه الغنى
…
ولا باحتيال أدرك المال كاسبه
وقال آخر:
فلا تركن إلى كسل وعجز
…
يحيل على المقادر والقضاء «2»