الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كالصبّ حاول قبلة من إلفه
…
فرأى المراقب فانثنى متوجّعا
وقال ابن تميم:
وحديقة ينساب فيها جدول
…
طرفي برونق حسنها مدهوش
يبدو خيال غصونها في مائه
…
فكأنّما هو معصم منقوش
وقال أيضا عفا الله عنه:
لم لا أهيم إن الرياض وحسنها
…
وأظلّ منها تحت ظل صافي
والزهر حيّاني بثغر باسم
…
والماء وافاني بقلب صافي
وقال آخر:
قد سعينا نبغي زيارة دوح
…
قد حبانا باللطف والإكرام
ناولتنا أيدي الغصون ثمارا
…
أخرجتها لنا من الأكمام
ومما قيل في الأزهار والثمار
.
قال بعضهم في الورد:
يا راقدا ونسيم الصبح منتبه
…
في روضة القصف والأطيار تنتحب
الورد ضيف فلا تجهل كرامته
…
فهاتها قهوة في الكاس تلتهب
سقيا له زائرا تحيا النفوس به
…
يجود بالوصل شهرا ثم يحتجب
وقال بعضهم:
ولقد رأيت الورد يلطم خدّه
…
ويقول وهو على البنفسج يحنق
لا تقربوه وإن تضوع نشره
…
من بينكم فهو العدوّ الأزرق
ومما قيل في البنفسج.
قال ابن المعتز:
ولا زوردية وافت بزورتها
…
بين الرياض على زرق اليواقيت
كأنما فوق طاقات صففن بها
…
أوائل النار في أطراف كبريت
وقال آخر:
إشرب على زهر البنفسج قهوة
…
تهدي السرور لكلّ صب مكمد
فكأنه قرص بخدّ مهفهف
…
أو أعين زرق كحلن بأثمد
ولبعضهم في الورد:
للورد فضل على زهر الربيع سوى
…
أنّ البنفسج أزكى منه في المهج
كأنه وعيون الناس ترمقه
…
آثار قرص يد في خدّ ذي غنج
وقال آخر:
يا مهديا لي بنفسجا أرجا
…
يرتاح صدري له وينشرح
بشّرتني عاجلا مصحّفة
…
بأنّ ضيق الأمور ينفسح
وقال غيره في النرجس:
وقضب زمرّد تعلو عليها
…
عيون لم تذق طعم الغماض
توهّمت الغمام لها رقيبا
…
فنكّست الرؤوس إلى الرياض
قال آخر فيه:
أنت يا نرجس روض
…
لزهور الأرض ستّ
ودليل القول فيك
…
أنّ أوراقك ستّ
وقال آخر:
أقول وطرف النرجس الغصن شاخص
…
إليّ وللنّمام حولي إلمام
أيا رب حتى في الحدائق أعين
…
علينا وحتى في الرياحين نمّام
وقال أيضا فيه:
لما تمادى الورد في زهوه
…
وراح من إعجابه يرأس
تلوّن المنثور مما به
…
واصفرّ من غيظ به النرجس
ومما قيل في اللينوفر لابن المعز المصري:
وبركة تزهو بلينوفر
…
نسيمه يشبه نشر الحبيب «1»
مفتّح الأجفان في نومه
…
حتى إذا الشمس دنت للمغيب
أطبق جفنيه على خدّه
…
وغاص في البركة خوف الرقيب «1»
وقال تميم بن المعز المصري:
رأيت في البركة لينوفر
…
فقلت ما شأنك وسط البرك
فقال لي غرقت في أدمعي
…
وصادني ظبي الفلا بالشّرك
فقلت ما بال اصفرار بدا
…
فيك وما هذا الذي غيّرك
فقال لي ألوان أهل الهوى
…
صفر ولو ذقت الهوى صفّرك
ومما قيل في البان:
قد أقبل الصيف وولّى الشتا
…
وعن قليل تسأم الحرّا
أما ترى البان بأغصانه
…
قد قلب الفرو إليّ تبرا
وقال آخر فيه:
أو ما ترى البان الذي يزهو على
…
كل الغصون بقده الميّاس
وافى يبشّر بالربيع وقربه
…
يختال في السنجاب والبرطاس
وقال في الشقيق:
حييته بشقائق في مجلس
…
ورأى الرقيب فشقّ ذاك عليه
فاحمرّ من خجل فأنبت خدّه
…
أضعاف ما حملت يداي إليه
وقال آخر:
لو لم أعانق من أحبّ بروضة
…
أحداق نرجسها إلينا تنظر
ما انشقّ جيب شقيقها حسدا ولا
…
بات النسيم بذيله يتعثّر
وقيل أن ابن الرومي زار قبر أخيه يوما فوجد الشقائق قد نبتت على قبره فأنشد يقول:
قالت شقائق قبره
…
ولربّ أخرس ناطق
فارقته ولزمته
…
فأنا الشقيق الصادق
وممّا قيل في المنثور:
تخال منثورها في الدوح منتثرا
…
كأنّما صيغ من در وعقيان
والطير ينشد في أغصانه سحرا
…
هذا هو العيش إلّا أنّه فاني
وقال آخر:
قد أقبل المنثور يا سيدي
…
كالدرّ والياقوت في نظمه
ثناك لا زال كأنفاسه
…
ومخّ من يشناك مثل اسمه «2»
ولبعضهم فيه:
ولقد خلوت مع الأحبّة مرّة
…
في روضة للزهر فيها معرك
ما بين منثور أقام ونرجس
…
مع أقحوان وصفه لا يدرك
هذا يشير بأصبع وعيون ذا
…
ترنو إليه وثغر هذا يضحك
ومما قيل في الياسمين:
والأرض تبسم عن ثغور رياضها
…
والأفق يسفر تارة ويقطّب
وكأنّ مخضرّ الرياض ملاءة
…
والياسمين لها طراز مذهب
وقال آخر:
رأيت الفال بشّرني بخير
…
وقد أهدى إليّ الياسمين
فلا تحزن فإنّ الحزن شين
…
ولا تيأس فإن اليأس مين «3»
ومما قيل في السوسن للأخطل الأهوازي:
سقيا لأرض إذا ما نمت نبّهني
…
بعد الهدوّ بها قرع النواقيس
كأنّ سوسنها في كلّ شارقة
…
على الميادين أذناب الطواويس
ومما قيل في الأقحوان لعبد القادر بن مهنا المغربي:
أفدي الذي زارني سرّا فأتحفني
…
باقحوان يحاكي ثغر مبتسم
فبتّ من فرحي أفني مقبله
…
لثما وأرشف من ريق له شبم «1»
ولبعضهم فيه:
إن فاه ثغر الأقاحي في تشبّهه
…
بثغر حبّك واستولى به الطرب
فقل له عندما يحكيه مبتسما
…
لقد حكيت ولكن فاتك الشنب
ومما قيل في الجلنار:
وجلّنار مشرق
…
على أعالي شجره
كأنه في غصنه
…
أحمره وأصفره
قراضة من ذهب
…
في خرقة معصفره
ومما قيل في الآس:
أهديت مشبه قدّك المياس
…
غصنا نضيرا ناعما من آس
فكأنما يحكيك في حركاته
…
وكأنما تحكيه في الأنفاس
ومما قيل في الريحان:
وغصن من الريحان أخضر ناضر
…
نما بين غصني نرجس وشقائق
يريك إذا كفّ الصّبا عبثت به
…
شمائل معشوق وذلة عاشق
وقال آخر:
قضيب من الريحان شاكل لونه
…
إذا ما بدا للعين لون الزّبرجد
فشبّهته لما بدا متجعّدا
…
عذار تبدّى في سوالف أغيد
ومما قيل في الفواكه والثمار على اختلافهما:
في الأترج «2» قال ابن الرومي:
كلّ الخلال التي فيكم محاسنكم
…
تشابهت منكم الأخلاق والخلق
كأنكم شجر الأترج طاب معا
…
حملا ونشرا وطاب العود والورق
ولبعضهم فيه:
حيّاك من تهوى بأترجة
…
ناعمة مقدودة غضّة
فجلدها من ذهب أصفر
…
وجسمها الناعم من فضّة
وقال آخر:
يا حبذا أترجة
…
تحدث للنفس الطرب
كأنّها كافورة
…
لها غشاء من ذهب
في الليمون.
قول أبي الحسن رئيس الرؤساء:
يا حسن ليمونة حيّا بها قمر
…
حلو المقبّل ألمى بارد الشنب «3»
كأنها أكرة من فضّة خرطت
…
واستودعوها غلافا صيغ من ذهب
وفيه أيضا:
أما ترى الليمون في
…
غصن من الزّبرجد
كأكرة «4» من فضة
…
مملوءة من عسجد
في النارنج.
لعبد الله بن المعتز:
نظرت إلى نارنجة في يمينه
…
كجمرة نار وهي باردة اللمس
فقرّبها من خدّه فتألفّت
…
فشبّهتها المريخ في دارة الشمس
وقال آخر:
ونارنجة بين الرياض نظرتها
…
على غصن رطب كقامة أغيد
إذا ميّلتها الريح مالت كأكرة
…
بدت ذهبا في صولجان زبرجد
وقال آخر:
ونارنج يلوح على غصون
…
ومنه ما نرى كالصولجان
أشبّهها ثديّا ناهدات
…
غلائلها صبغن بزعفران
وقال آخر:
وأشجار نارنج كأنّ ثمارها
…
حقاق عقيق قد ملئن من الدر «1»
نطالعها بين الغصون كأنّها
…
قدود عذارى في ملاحفها الخضر
أتت كلّ مشتاق بريّا حبيبه
…
فهاجت له الأشجان من حيث لا يدري
في التفاح.
لبعضهم:
ولما بدا التفاح أحمر مشرقا
…
دعوت بكاسي وهي ملأى من الشفق
وقلت لساقيها أدرها فعندنا
…
خدود الأغاني قد جمعن على طبق
وقال آخر في تفاحة:
وتفاحة من سندس صيغ نصفها
…
ومن جلنّار نصفها وشقائق
كأن الهوى قد ضمّ من بعد فرقة
…
بها خدّ معشوق إلى خدّ عاشق
ولبعضهم فيه:
تفاحة كسيت لونين خلتهما
…
خدي محب ومحبوب قد التصقا
تعانقا فبدا واش فراعهما
…
فاحمرّ ذا خجلا واصفرّ ذا فرقا «2»
وقال آخر:
وتفاحة وردية ذهبية
…
تجلي عن المهموم ليل همومه
كأنّ سلاف الخمر روّى أديمها
…
بخمر فجاءت باحمرار أديمه
تذكّرني شكل الحبيب وحسنه
…
وتوريد خدّيه وطيب نسيمه
وقال آخر:
حمرة التفاح في خضرته
…
أشبه الألوان من قوس قزح
فعلى التفاح فاشرب قهوة
…
واسقنيها بنشاط وفرح
وفيه أيضا:
أهدى لنا التفاح من كفّه
…
من لم يزل يجنيه من خدّه
وخطّ بالمسك على بعضها
…
قد عطف المولى على عبده
وقيل في السفرجل:
حاز السفرجل لذات الورى فغدا
…
على الفواكه بالتفضيل مشهورا
كالراح طعما وشمّ المسك رائحة
…
والتبر لونا وشكل البدر تدويرا
وقال آخر:
سفرجلة صفراء تحكي بلونها
…
محيا شجاه للحبيب فراق
إذا شمّها المشتاق شبه ريحها
…
بريح حبيب لذّ منه عناق
وطيّبة عند المذاق فطعمها
…
كريق حبيب طاب منه مذاق
وقال آخر:
سفرجلة جمعت أربعا
…
فكان لها كلّ معنى عجيب
صفار النّضار وطعم العقار
…
ولون المحبّ وريح الحبيب
وقيل في الكمثرى:
وكمّثرى لذيذ الطعم حلو
…
شهي جاء من دوح الجنان
مناقير الطيور إذا اقتتلنا
…
مغبرة بلون الزعفران
ابن برغش متغزلا:
وكمثرى سباني منه طعم
…
كطعم الشّهد شيب بماء ورد «1»
لذيذ خلقه لما أتانا
…
نهود السمر في معنى وقدّ
وما قيل في المشمش:
بدا مشمش الأشجار يذكو شهابه
…
على غصن أغصان من الروض ميّد «2»
حكى وحكت أشجاره في اخضراره
…
جلاجل تبر في قباب زبرجد «3»
ما قيل في الإجاص:
أنظر إلى شجر الإجاص قد حملت
…
أغصانه ثمرا ناهيك من ثمر
تراه في أخضر الأوراق مستترا
…
كما اختبى الزنج في خضر من الأزر
ما قيل في الخوخ:
أهدى إليّ الصديق خوخا
…
منظره منظر أنيق
من كل مخصوصة بحسن
…
معناه في مثلها دقيق
حمراء صفراء مستعير
…
بهجتها التبر والعقيق
كوجنة مسّها خلوق «4»
…
فزال عن بعضها الخلوق «5»
وما قيل في الفستق:
تفكرت في معنى الثمار فلم أجد
…
لها ثمرا يبدو بحسن مجرّد
سوى الفستق الرطب الجني فإنّه
…
زها بمعان زيّنت بتجرّد
غلالة مرجان على جسم فضّة
…
وأحشاء ياقوت وقلب زبرجد
ومما قيل في البندق:
ولقد شربت مع الحبيب مدامة
…
حمراء صافية بغير مزاج
فتفضل الظبي البهيّ ببندق
…
شبّهته ببنادق من ساج
فكسرته فوجدت ثوبا أحمرا
…
قد لفّ فيه بنادق من عاج
ومما قيل في النبق:
وسدرة كلّ يوم
…
من حسنها في فنون
كأنّما النبق فيها
…
وقد حلا في العيون
جلاجل من نضار
…
قد علقت في الغصون
ومما قيل في اللوز:
ومهد إلينا لوزة قد تضمّنت
…
لمبصرها قلبين فيها تلاصقا
كأنّهما حبّان فازا بخلوة
…
على رقبة في مجلس فتعانقا
في العنب لبعضهم:
هدية شرّفتنا من أخ ثقة
…
نعم الهدية إذا وافتك من يده
نوعان من عنب جاءا على طبق
…
كأنّ طيبهما من طيب محتده
فأبيض العين يحكي لون أبيضه
…
وأسود العين يحكي لون أسوده
وقال في قصب السكر:
ورماح لغير طعن وضرب
…
بل لأكل ومص لب ورشف