الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأبى السيف والسّنان وقالا
…
حدّنا دون ذاك حاشى وكلّا «1»
وله أيضا:
بأبي أهيف المعاطف لدن
…
حسد الأسمر المثقف قدّه
ذو جفون مذ رمت منها كلاما
…
كلّمتني سيوفهنّ محدّه
وقال آخر:
تملّك رقّي شادن قد هويته
…
من الهند معسول اللمى أهيف القد
أقول لصحبي حين يرنو بطرفه
…
خذوا حذركم قد سلّ صارمه الهندي
ومما قيل في الغزل المؤنث
للشيخ شمس الدين بن البديري:
خيال سلمى عن الأجفان لم يغب
…
وطيفها عن عياني غير محتجب
وذكرها أنس روحي وهي نائية
…
والقلب ما زال عنها غير منقلب
لم أصغ فيها للاح راح يعذلني
…
ولا لواش خلي بات يلعب بي
عذابها في الهوى عذب ألذّ به
…
ومرّ هجرانها أحلى من الضّرب «2»
فإن نأت أو دنت وجدي كما علمت
…
تشيب فيه الليالي وهو لم يشب
دعها فأمر هوى المحبوب متّبع
…
وغير طاعته في الحب لم يجب
وقال عفا الله عنه:
سقى طللا حلته سلمى معاهد
…
وحيّاه من دمعي مذاب وجامد
فربع به سلمى مصيف ومربع
…
وأرض نأت عنها قفار جلامد
وحيث ثوت أرضا فأعذب مورد
…
ولو كدّرت منها عليّ الموارد
رعى الله دهرا سالمتني صروفه
…
وظلّت لياليه بسلمى تساعد
وقد غفل الواشون عنّي ولم أزل
…
ويقظان طرف البين عنّي راقد
وأيامنا بالقرب بيض أزاهر
…
وأوقاتنا بالوصل خضر أمالد
وأرواحنا ممزوجة وقلوبنا
…
ونحن كأنا في الحقيقة واحد
وكم قد مرجنا في مروج صبابة
…
ولم يطّرد فينا من البين طارد
نجرّ ذيول اللهو في قمص الهوى
…
تلوح علينا للغرام شواهد
ولم يخطر التفريق منا بخاطر
…
ولم نحسب الأيّام فينا تعاند
فهل أنت يا سلمى وقد حكم الهوى
…
كما كنت لي أم حاد بالقلب حائد
وهل ردّنا باق وإلّا تغيرت
…
على عادة الأيام منك العوائد
وهل محيت آثار رسم حديثنا
…
وأنساك حفظ الود هذا التباعد
وهل تذكرين العهد إذ نحن باللوى
…
وقولك لا عاش الخؤون المعاهد
وهل أنت غيّرت الذي أنا حافظ
…
وهل أنت أحللت الذي أنا عاقد
وهل بدّلت منك المودة بالجفا
…
وفيك يقيني بالوفا منك شاهد
وإنّي ما بدّلت عهدك في الهوى
…
ولا اختلفت فيما علمت العوائد
ولا بتّ مسرورا وعيشك ليلة
…
وكيف سلوّي والحبيب مباعد
فإن كنت حبل الود صرّمت طرفه
…
فودي طريف في هواك وتالد «3»
وإن قلت إنّ الحب غيّره النوى
…
لعمري وجدي بالحشاشة واقد
وإن أوردوا يوما صبابة عاشق
…
فبي يضرب الأمثال من هو وارد
فما شئت كوني إنّي بك مدنف
…
صبور على البلوى شكور وحامد «1»
ومنك تساوى عندي الوصل والجفا
…
وفيك لقد هانت عليّ الشدائد
ولو رمت ألوي عن هواك أعنّتي
…
لقاد زمامي نحو حبّك قائد
نصبت شراك الحبّ صدت حشاشتي
…
فكيف خلاصي والهوى منك صائد
بعدت وقلت البين يسلي أخا الهوى
…
وهل يسلي ذا الأشجان هذا التباعد
وما غيّر التفريق ما تعهدينه
…
وسوق سلوي في المحبّين كاسد
وجلّ مناي القرب منك وإنّما
…
إذا عظم المطلوب قلّ المساعد
وقال عفا الله عنه:
تهدّدني بتبريح وبين
…
وتوعدني بتفريق وصد
وتحلف لي لتلبسني سقاما
…
تهي جلدي به وتذيب جلدي «2»
وترميني بنبل من جفون
…
فتضنيني وتصميني وتردي «3»
وتحرقني بنار الصدّ حتى
…
تذيب حشاشتي كمدا وكبدي
فقلت لها ودمعي في انسكاب
…
يفيض دما على صفحات خدّي
ومن لي أن يقال قتيل وجد
…
واذكر في هواك ولو بصدّي
وقال عفا الله عنه:
سلوي عنك شيء ليس يروى
…
وحبّي فيك سار مع الركّاب
ولم يمرر سواك على ضميري
…
ووجدي فيك أيسره عذابي
ومالك عن سواد العين يوما
…
وما لسواد قلبي من حجاب
وما اخضرّت دواعي الشوق إلّا
…
هززت إليك أجنحة التصابي
وقال عفا الله عنه:
قفا نبك دارا شطّ عنّا مزارها
…
وأنحلنا بعد البعاد أدكارها «4»
وعوجا بأطلال محتها يد النوى
…
فأظلم بالنأي المشت نهارها
فقدنا بها ريما من الإنس إن رنت
…
بمقلتها يصمي القلوب أحورارها
تصيد قلوب العاشقين أنيسة
…
ويحسن منها صدّها ونفارها
ويهزأ بالأغصان لين قوامها
…
إذا مال فوق الغصن منها خمارها
وليس لبدر التمّ قامة قدها
…
وما هو إلّا حجلها وسوارها «5»
منازلها منّي الفؤاد وإن نأى
…
عن العين مثواها ففي القلب دارها
يمثّلها بالوهم فكري لناظري
…
وأكثر ما يضني النفوس افتكارها
وهيّج دمعي حرّ نار صبابتي
…
وما خمدت بالدمع منّي نارها
وساعدني بالأيك ليلا حمائم
…
تهاتف شجوا لا يقرّ قرارها
بكين ولم تسفح لهنّ مدامع
…
وعينيّ فاضت بالدموع بحارها
ولمؤلفه رحمه الله تعالى، وهو قول ضعيف على قدر حاله لكنه يسأل الواقف عليه من أفضاله ستر ما يراه من عيوبه وإن يدعو له بمغفرة ذنوبه:
نسيم الصبا بلّغ سليمى رسائلي
…
بلطف وقل عن حال صبّك سائلي
فقد صار بالأسقام صبّا معذّبا
…
قريح جفون من دموع هوامل
صبورا على حر الغرام وبرده
…
حليف الضنى لم يصغ يوما لعاذل
يبيت على جمر الغضي متقلّبا
…
يئن غراما فارحميه وواصلي
ألا يا سليمى قد أضرّ بي الهوى
…
وهاجت بتبريح الغرام بلابلي «1»
رميت بسهم من لحاظك قاتل
…
فلم يخط قلبي والحشى ومقاتلي
كتمت غرامي في هواك ولم أبح
…
بسر فناحت أدمعي برسائلي
سليمى سلي ما قد جرى لي من النوى
…
فقد عاد لي حال له رقّ عاذلي
لعلّ تجودي للكئيب وتسمحي
…
بوعد وبعد الوعد إن شئت ماطلي
عسى تنطفي بالوعد ناري وأشتفي
…
فبالسقم أعضائي وهت ومفاصلي
خفيت عن العوّاد لولا تأوّهي
…
وعظم أنيني لا يراني مسائلي
فرقّي فقد رقّت عداي لذلتي
…
وفاضت على حالي عيون عواذلي
قطعت زماني في عسى ولعلّها
…
وما فزت في الأيام منك بطائل
فما آن أن ترضي عليّ وترحمي
…
ضني جسدي فالوجد لا شك قاتلي
توسّلت بالمختار في جمع شملنا
…
نبي له فضل على كل فاضل
وله رحمه الله تعالى:
يا ربّة الحسن من بالصد أوصاكي
…
حتى قتلت بفرط الهجر مضناك
ويا فتاة بفتّان القوام سبت
…
من في الورى يا ترى بالقتل أفتاك
لقد جننت غراما مذ رأى نظري
…
في النوم طيف خيال من محياك
ومذ رآه جفا طيب المنام وقد
…
أضحى عليلا حزينا لم يزل باك
عذّبتني بالتجنّي وهو يعذب لي
…
فهل ترى تسمحي يوما برؤياك
إن كنت لم تذكرينا بعد فرقتنا
…
فالله يعلم أنّا ما نسيناك
ما آن أن تعطفي جودا عليّ فقد
…
أضحى فؤادي أسيرا لحظ عيناك
ما كنت أحسب أنّ العشق فيه ضنّى
…
ولا عذاب نفوس قبل أهواك
حتى تولّع قلبي بالغرام فما
…
أمسى أسيرا سوى في حسن معناك
رقّي لعبدك جودا واعطفي وذري
…
ولا تطيلي بحقّ الله جفواك
يا هند رفقا بقلب ذاب فيك أسى
…
ومهجة تلفت ما هند أقساك
رقّ العذول لحالي في الهوى ورثى
…
وأنت يا هند لا ترثي لمضناك
والله لو متّ ما أسلاك يا أملي
…
ولو فنيت غراما لست أنساك
وقال آخر:
كأنّ فؤادي يوم سرت دليل
…
يسير أمام العيس وهو ذليل «2»
فصرت عقيب الظاعنين لكي أرى
…
فؤادي سرى في الركب وهو عجول
وقائلة لي كيف حالك بعدنا
…
لتعلم ما هذا إليه يؤول
فقلت لها قد متّ قبل ترحلي
…
فمن باب أولى أن يجدّ رحيل
وقلت فليلي طال همّا فأنشدت
…
وما زال ليل العاشقين طويل
فقلت وجسمي لم يزل مترجّفا
…
فقالت وجسم العاشقين نحيل
فقلت لها لو كنت أدري فراقنا
…
بيوم وداع ما إليه سبيل
لقلعت عيني في هواك بأصبعي
…
لكيلا أرى يوما عليّ ثقيل
وقال الوأواء الدمشقي عفا الله عنه:
يا من نفت عنّي لذيذ رقادي
…
مالي ومالك قد أطلت سهادي «1»
فبأي ذنب أم بأيّة حالة
…
أبعدتني ولقد سكنت فؤادي
وصددت عنّي حين قد ملك الهوى
…
روحي وقلبي والحشا وقيادي
ملكت لحاظك مهجتي حتى غدا
…
قلبي أسيرا ما له من فادي
لا غرو إن قتلت عيونك مغرما
…
فلكم صرعت بها من الآساد
يا من حوت كلّ المحاسن في الورى
…
والحسن منها عاكف في بادي
رفقا بمن أسرت عيونك قلبه ودعي السيوف تقرّ في الأغماد وتعطّفي جودا عليّ بقبلة فبميم مبسمكي شفاء الصّادي «2»
ماتت أطال الله عمرك سلوتي
…
ولقد فني صبري وعاش سهادي
ومن المنى لو دام لي فيك الضّنى
…
يا حبذا لأراك من عوّادي «3»
وأجيل منك نواظري في ناضر
…
من خدّك المترقرق الوقّاد
وأقول ما شئت اصنعي يا منيتي
…
مالي سواك ولو حرمت مرادي
إلّا مديح المصطفى هو عمدتي
…
وبه سألقى الله يوم ميعادي
وقال البها زهير:
إذا جنّ ليلي هام قلبي بذكركم
…
أنوح كما ناح الحمام المطوّق «4»
وفوقي سحاب يمطر الهمّ والأسى
…
وتحتي بحار بالجوى تتدفّق
سلوا أمّ عمرو كيف بات أسيرها
…
تفكّ الأسارى دونه وهو موثق
فلا أنا مقتول ففي القتل راحة
…
ولا أنا ممنون عليه فيعتق
مجنون ليلى:
وقد خبّروني أنّ تيماء منزل
…
لليلى إذا ما الليل ألقى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنّا ستنقضي
…
فما للنوى يرمي بليلى المراميا
أعدّ الليالي ليلة بعد ليلة
…
وقد عشت دهرا لا أعدّ اللّياليا
وأخرج من بين البيوت لعلّني
…
أحدث عنك النفس بالليل خاليا
ألا أيها الركب اليمانون عرّجوا
…
علينا فقد أمسى هوانا يمانيا
يمينا إذا كانت يمينا فإن تكن
…
شمالا ينازعني الهوى عن شماليا
أصلّي فما أدري إذا ما ذكرتها
…
اثنتين صلّيت الضّحى أم ثمانيا
خليليّ لا والله لا أملك الهوى
…
إذا علم من أرض ليلى بداليا «5»
خليليّ لا والله لا أملك الذي
…
قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا
قضاها لغيري وابتلاني بحبّها
…
فهلّا بشيء غير ليلى ابتلانيا
ولو أنّ واش باليمامة داره
…
وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا
وددت على حبّي الحياة لو أنّه
…
يزاد لها في عمرها من حياتيا
على أنّني راض بأن أحمل الهوى
…
وأخلص منه لا عليّ ولا ليا
إذا ما شكوت الحبّ قالت كذبتني
…
فمالي أرى الأعضاء منك كواسيا
فلا حبّ حتى يلصق الجلد بالحشى
…
وتخرس حتى لا تجيب المناديا
وقال آخر:
قالت لطيف خيال زارني ومضى
…
بالله صفه ولا تنقص ولا تزد
فقال خلّفته لو مات من ظمإ
…
وقلت قف عن ورود الماء لم يرد
قالت عهدت الوفا والصدق شميته
…
يا برد ذاك الذي قالت على كبدي «1»
كمال الدين بن النبيه:
أما وبياض مبسمك النقي
…
وسمرة مسكة اللمس الشهي
ورمّان من الكافور تعلو
…
عليه طوابع الندّ الندي
وقدّ كالقضيب إذا تثنّى
…
خشيت عليه من ثقل الحلي
لقد أسقمت بالهجران جسمي
…
وأعطشني وصالك بعد ريّي
إلى كم أكتم البلوى ودمعي
…
يبوح بمضمر السر الخفي
وكم أشكو للاهية غرامي
…
فويل للشجي من الخلي
صفي الدين الحلي:
أبت الوصال مخافة الرّقباء
…
وأتتك تحت مدارع الظلماء «2»
أصفتك من بعد الصدود مودة
…
وكذا الدواء يكون بعد الداء
أحيت بزورتها النفوس وطالما
…
ضنّت بها فقضت على الأحياء
أمّت بليل والنجوم كأنها
…
درّ بباطن خيمة زرقاء
أمست تعاطيني المدام وبيننا
…
عتب غنيت به عن الصهباء
آبت إلى جسدي لتنظر ما انتهت
…
من بعدها فيه يد البرحاء
ألفت به وقع الصفاح فراعها
…
جزعا وما نظرت جراح حشائي «3»
أمصيبة منّا بنبل لحاظها
…
ما أخطأته أسنّة الأعداء
أعجبت ممّا قد رأيت وفي الحشا
…
أضعاف ما عاينت في الأعضاء
أمسي ولست بسالم من طعنة
…
نجلاء أو من مقلة نجلاء
وله رحمه الله تعالى:
قفي ودعينا قبل وشك التّفرّق
…
فما أنا من يحيا إلى حين نلتقي
قضيت وما أودى الحمام بمهجتي
…
وشبت وما حلّ البياض بمفرقي
قنعت أنا بالذل في مذهب الهوى
…
ولم تفرقي بين المنعّم والشّقي
قرنت الرضا بالسخط والقرب بالنوى
…
ومزّقت شمل الوصل كلّ ممزّق
قبلت وصايا الهجر من غير ناصح
…
وأحببت قول الهجر من غير مشفق
قطعت زماني بالصّدود وزرتني
…
عشية زمّت للترحّل أينقي «4»
قضى الدهر بالتفريق فاصطبري له
…
ولا تذممي أفعاله وترفّقي
وقال عفا الله عنه:
جاءت لتنظر ما أبقت من النهج
…
فعطّرت سائر الأرجاء بالأرج «5»
جلت علينا محيّا لو جلته لنا
…
في ظلمة الليل أغنتنا عن السرج «6»
حوريّة الخد تحمي ورد وجنتها
…
بحارس من نبال الغنج والدّعج
جزت إساءة أفعالي بمغفرة
…
فكان غفرانها يغني عن الحجج
جادت لعرفانها أنّي المريض بها
…
فما عليّ إذا أذنبت من حرج
جسّت يدي لترى ما بي فقلت لها
…
كفّي فذاك جوى لولاك لم يهج «1»
جفوتني فرأيت الصبر أجمل بي
…
والصمت في الحب أولى من اللهج
جارت لحاظك فينا غير راحمة
…
ولذّة الحب جور الناظر الغنج
وقال ابن نباتة:
رقّت لنا حين همّ السّفر بالسّفر
…
وأقبلت في الدّجى تسعى على حذر «2»
راض الهوى قلبها القاسي فجادلنا
…
وكان أبخل من تموز بالمطر «3»
رأت غداة النوى نار الكليم وقد
…
شبّت فلم تبق من قلبي ولم تذر
رشيقة لو تراها عندما سفرت
…
والبدر ساه إليها سهو معتذر
رأيت بدرين من وجه ومن قمر
…
في ظل جنحين من ليل ومن شمر
رشفت درّ الحميّا من مقبّلها
…
إذ نبّهتني إليها نسمة السّحر
رنت نجوم الدجى نحوي فما نظرت
…
من يرشف الراح قبلي من فم القمر
راق العتاب وأبدت لي سرائرها
…
في ليلة الوصل بل في غرّة القمر
وقال ابن الساعاتي:
قبّلتها ورشفت خمرة ريقها
…
فوجدت نار صبابة في كوثر
ودخلت جنّة وجهها فأباحني
…
رضوانها المرجوّ شرب المسكر
وقال آخر:
بكت للفراق وقد راعها
…
بكاء المحب لبعد الدّيار
كأنّ الدموع على خدّها
…
بقية طل على جلّنار
الوأواء الدمشقي تضمين:
قالت متى الظعن يا هذا فقلت لها
…
إمّا غدا زعموا أو لا فبعد غد
فأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت
…
وردا وعضّت على العنّاب بالبرد
لابن نباتة:
عذولي لست أسمع منه قولا
…
على غيداء مثل البدر تمّا
له طرف ضرير عن سناها
…
ولي أذن عن الفحشاء صمّا
وقال آخر:
وربّ ليال في هواها سهرتها
…
أراعي نجوم الليل فيها إلى الفجر
حديثي عال في السّهاد لأنني
…
رويت أحاديث السهاد عن الزّهر
السّراج الورّاق:
يا لائمي في هواها
…
أسرفت في اللوم جهلا
ما يعلم الشوق إلّا
…
ولا الصبابة إلّا
وقال آخر:
وعدت أن تزور ليلا فألوت
…
وأتت في النهار تسحب ذيلا
قلت هلّا صدقت في الوعد قالت
…
كيف صدّقت أن ترى الشمس ليلا
لعز الدين الموصلي:
قد سلونا عن الغزال بخود
…
ذات وجه بها الجمال تفنن
ورجعنا عن التهتّك فيه
…
ودفعناه بالتي هي أحسن
وقال آخر:
قالت وناولتها سواكا
…
ساد بفيها على الأراك
سواي ما ذاق طعم ريقي
…
قلت لها ذاقه سواكي
وقال آخر:
سألتها أن تعيد لفظا
…
قالت محب دعوه يعذر
حديثها سكر شهيّ
…
وأحسن السّكر المكرّر
ابن نباتة:
وملولة في الحب لما أن رأت
…
أثر السقام بجسمي المنهاض «1»
قالت تغيّرنا فقلت لها نعم
…
أنا بالسقام وأنت بالإعراض
وقال أبو الطيب المتنبي:
بأبي الشموس الجانحات غواربا
…
اللابسات من الحرير جلاببا
الناهبات عيوننا وقلوبنا
…
وجناتهنّ الناهبات الناهبا
الناعمات القاتلات المحييات
…
المبديات من الدلال غرائبا
حاولن تفديتي وخفن مراقبا
…
فوضعن أيديهنّ فوق ترائبا
وبسمن عن برد خشيت أذيبه
…
من حر أنفاسي فكنت الذائبا
يا حبّذا المتجمّلون وحبّذا
…
واد لثمت به الغزالة كاعبا
كيف الرجاء من الخطوب تخلّصا
…
من بعد أن أنشبن فيّ مخالبا
وله أيضا من جملة قصيدة:
ولما التقينا والنوى ورقيبنا
…
غفولان عنّا ظلت أبكي وتبسم
فلم أر بدرا ضاحكا قبل وجهها
…
ولم تر قبلي ميّتا يتكلم
الشريف الرضي:
وتميس بين مزعفر ومعصفر «2»
…
ومعنبر وممسّك ومصندل «3»
هيفاء إن قال الشباب لها انهضي
…
قالت روادفها أقعدي وتمهلي
وإذا سألت الوصل قال جمالها
…
جودي وقال دلالها لا تفعلي
ابن اسرائيل:
وعدت بوصل والزمان مسوّف
…
حوراء ناظرها حسام مرهف
نشوانة خصباء منهل ثغرها
…
ورد وريقتها سلاف قرقف
وتخال بين البدر منها والنقا
…
غصنا يميس به النسيم مهفهف
لا تحسبن الخلف شيمة مثلها
…
وعدت ولكنّ الزّمان يسوّف
يا بانة قد أطلعت أغصانها
…
وردا جنيّا باللواحظ يقطف
وغزالة يحكي الغزالة وجهها
…
ويعير ناظرها الحسام الأوطف
ما تأمرين لمغرم تسطو به
…
أجفانك المرضى ولا تستعطف
قسما بوجهك وهو صبح مشرق
…
وسواد شعرك وهو ليل مسدف «4»
وبهز غصن البان منك على النقا
…
مالي إلى أحد سواك تشوّف «5»
ولنذكر إن شاء الله تعالى في هذا الباب نبذة من ملح النظم ورقائق الشعر من غير تبويب ولا ترتيب.
للشيخ شمس الدين بن الريدي:
ولما نأت سلمى وشطّ بها النوى
…
وأيقنت أنّي بالغرام أذوب
علقت بأخرى غيرها متلاهيا
…
ليطفى ضرام في الحشا ولهيب
وكان هيامي والهوى وصبابتي
…
لمن هو في الأولى إليّ حبيب
وله في المعنى:
تلاهيت عنها في الغرام بغيرها
…
وقلت لقلبي هذه هي زينب
وقبّلت فاها مبردا لصبابتي
…
فأضرمت نارا في الحشا تتلهّب
فكنت كمن هو ذا غريقا بلجة
…
تمسّك بالموج الذي يتقلّب
وقال أيضا:
سألت القلب هل ميلي لليلى
…
وهل عند الفؤاد لها التفات
فقال الآن لا لكن تأنّى
…
فقلت الحبّ فيه تقلبّات
فإنّ الحبّ يهجم بعد بأس
…
ويعتاد المحبّ تغيّرات
فلا تظهر لها يوما سلوّا
…
فتفضحك التصابي الواردات
وترمى بالصدود وبالتجنّي
…
وتنحلك الوعود الكاذبات
فكن جلدا ولا تك ذا لجاج
…
فما يغنيك إن فات الفوات
وقال البيطار:
يقولون هذي أمّ عمرو قريبة
…
دنت بك أرض نحوها وسماء
ألا إنّما قرب الحبيب وبعده
…
إذا هو لم يوصل إليه سواء
وقال غيره:
وقالوا بع حبيبك وابغ عنه
…
حبيبا آخرا تحيا سعيدا
إذا كان القديم هو المصافي
…
وخان فكيف أأتمن الجديدا
وقال آخر:
لم أنس إذ قلت من وجدي لها غلطا
…
ووجهها مشرق في حندس الظلم
سلوت عنك فقالت وهي ضاحكة
…
لتقرعنّ عليّ السنّ من ندم
وقال آخر:
أمن المروءة أن أبيت مسهّدا
…
قلقا أبلّ ملابسي بدموعي
وتبيت ريّان الجفون من الكرى
…
وأبيت منك بليلة الملسوع
وقال آخر:
إلى الله أشكو جور أهيف شادن
…
وقعت فما لي من يديه خلاص
جرحت بعيني خدّه وهو جارح
…
بعينيه قلبي والجروح قصاص
وقال آخر:
قد كنت أسمع بالهوى فأكذّب
…
وأرى المحبّ وما يقول فأعجب
حتى رميت بحلوه وبمره
…
من كان يتهم الهوى فيجرّب
وقال آخر:
سألتها التقبيل من خدّها
…
عشرا وما زاد يكون احتساب
فمذ تلاقينا وقبلتها
…
غلطت في العدّ وضاع الحساب
وقال آخر:
يا من سقامي من سقام جفونه
…
وسواد حظي من سواد عيونه
قد كنت لا أرضى الوصال وفوقه
…
واليوم أقنع بالخيال ودونه
وقال آخر:
صبّحته عند المساء فقال لي
…
تهزي بقدري أو تريد مزاحا
فأجبته إشراق وجهك غرّني
…
حتّى توهّمت المساء صباحا
أبو عبد الله الغواص:
من عذيري من عذول في رشا
…
قامر القلب هواه فقمر
قمر لم يبق مني حسنه
…
وهواه غير مقلوب قمر
وقال آخر:
جاذبتها والريح تجذب برقعا
…
من فوق خد مثل قلب العقرب
وطففت ألثم ثغرها فتحجّبت
…
وتسترت عني بقلب العقرب
وقال آخر:
ولو متّ من كثرة الأشواق وانبدلت
…
مدامعي بدم من كثرة السهر
ما اخترت عنك سلوا لا ولا نظرت
…
عيني لغير محيّا وجهك القمر
إبراهيم بن العباس:
تمر الصبّا صفحا بساكن ذي الغضى
…
ويسرع قلبي إذ يهبّ هبوبها
قريبة عهد بالحبيب وإنّما
…
هوى كل نفس أين حلّ حبيبها
وقال النوفلي:
إذا اختلجت عيني رأت من تحبّه
…
فدام لعيني ما حييت اختلاجها
وما ذقت كأسا مذ علقت بحبها
…
فأشربه إلّا ودمعي مزاجها
وقال آخر رحمه الله تعالى:
يا ذا الذي زار وما زارا
…
كأنّه مقتبس نارا
قام بباب الدار من تيهه
…
ما ضرّه لو دخل الدارا
وقال آخر:
ولقد جعلتك في الفؤاد محدّثي
…
وأبحت منّي ظاهري لجليسي
فالكل منّي للجليس مؤانس
…
وجبيب قلبي في الفؤاد أنيسي
ابن نباتة:
أناشده الرحمن في جمع شملنا
…
فيقسم هذا لا يكون إلى الحشر
إذا ما غدا مثل الحديد فؤاده
…
فوالعصر إنّ العاشقين لفي خسر «1»
أمين الدين بن أبي الوفاء:
يا نازلا منّي فؤادا راحلا
…
ومن العجائب نازلا في راحل
أضرمت قلب متيّم أهلكته
…
وسكنته والنار مثوى القاتل
وقال آخر:
يا عاذلي في هواه
…
إذا بدا كيف أسلو
يمرّ بي كلّ وقت
…
وكلّما مرّ يحلو
الحاجبي:
ملأت فؤادي من محبة فاتن
…
أميل إليه وهو كالظبي رائغ
وقلت لقلبي قم لتعشق شادنا
…
سواه فقال القلب ما أنا فارغ
وقال ديك الجن:
ولي كبد حرّى ونفس كأنّها
…
بكفّ عدو ما يريد سراحها
كأنّ على قلبي قطاة تذكرت
…
على ظمإ وردا فهزّت جناحها
وقال عبد الله بن طاهر:
أقام ببلدة ورحلت عنه
…
كلانا بعد صاحبه غريب
أقلّ الناس في الدنيا سرورا
…
محبّ قد نأى عنه الحبيب
وقال آخر:
ما اخترت ترك وداعكم يوم النوى
…
والله لا مللا ولا لتجنّب
لكن خشيت بأن أموت صبابة
…
فيقال أنت قتلته فتقاد بي «2»
وقال ابن المعتز:
هب لعيني رقادها
…
وانف عنها سهادها
وارحم المقلة التي
…
كنت فيها سوادها
كن صلاحا لها كما
…
كنت دهرا فسادها
وقال آخر:
وقالوا دع مراقبة الثريّا
…
ونم فالليل مسعود الجناح
فقلت وهل أفاق القلب حتى
…
أفرق بين ليلي والصّباح
وقال آخر:
ولي فؤاد إذا طال النزاع به
…
طار اشتياقا إلى لقيا معذبه
يفديك بالنفس صبّ لو يكون له
…
أعزّ من نفسه شيّ فداك به
وقال آخر:
وما هجرتك النفسّ يا ميّ إنها
…
قلتك ولا أن قلّ منك نصيبها
ولكنهم يا أحسن الناس أولعوا
…
بقول إذا ما جئت هذا حبيبها
وقال المحاربي:
إذا أنت لم توقن بما صنع الهوى
…
بأهل الهوى فافقد حبيبا وجرّب
ترى حرقات يلدغ القلب حرّها
…
بأنضج من كي الغضى المتلهّب
وقال الأقرع بن معاذ:
أقول لمفت ذات يوم لقيته
…
بمكة والأنضاء ملقى رحالها «1»
بحقّك أخبرني أما تأثم التي
…
أضرّ بجسمي منذ مرّ خيالها
فقال بلى والله أو سيصيبها
…
من الله بلوى في الزمان تنالها
فقلت ولم أملك سوابق عبرة
…
سريع على جيب القميص انهمالها
عفا الله عنها كلّ ذنب ولقيّت
…
مناها وإن كانت قليلا نوالها
وقال آخر:
بالله ربكما عوجا على سكني
…
عاتباه لعلّ العتب يعطفه «2»
وعرّضا بي وقولا في حديثكما
…
ما ضرّ لو بوصال منك تسعفه
فإن تبسّم قولا عن ملاطفة
…
ما بال عبدك بالهجران تتلفه
وإن بدا لكما من سيدي غضب
…
فغالطاه وقولا ليس نعرفه
وقال عبد الله بن أبي الشيص:
ومعرضة تظنّ الهجر فرضا
…
تخال لحاظها للضعف مرضى
كأنّي قد قتلت لها قتيلا
…
فما منّي بغير الهجر ترضى
وقال الحسين بن الضحاك:
بعضي بنار الهجر مات حريقا
…
والبعض أضحى بالدموع غريقا
لم يشك عشقا عاشق فسمعته
…
إلّا ظننتك ذلك المعشوقا
وقال آخر:
وأجيل فكري في هوا
…
ك بلا لسان ناطق
أدعو عليك بحرقة
…
من غير قلب صادق
وقال آخر:
يا ويح من خبل الأحبة قلبه
…
حتى إذا ظفروا به قتلوه «3»
عزّوا ومال به الهوى فأذله
…
إنّ العزيز على الذليل يتيه
أنظر إلى جسد أضرّ به الهوى
…
لولا تقلّب طرفه دفنوه
من كان خلوا من تباريح الهوى
…
فأنا الهوى وحليفه وأخوه
وقال أحمد بن طاهر:
تقول العاذلات تسلّ عنها
…
وداو عليل صبرك بالسلو
فكيف ونظرة منها اختلاسا
…
ألذّ من الشماتة بالعدو
وقال إسحاق مولى المهلب:
هبيني يا معذبتي أسأت
…
وبالهجران قبلكم بدأت
فأين الفضل منك فدتك نفسي
…
عليّ إذا أسأت كما أسأت
وقال أبو العتاهية:
يقول أناس لو نعتّ لنا الهوى
…
ووالله ما أدري لهم كيف أنعت «1»
سقام على جسمي كثير موسع
…
ونوم على عيني قليل مفوّت
إذا اشتدّ ما بي كان أفضل حيلتي
…
له وضع كفي فوق خدي وأسكت
وقال بشار:
يا قرّة العين إني لا أسميك
…
أكني بأخرى أسمّيها وأعنيك
أخشى عليك من الجارات حاسد
…
أو سهم غيران يرميني ويرميك
لولا الرقيبان إذا ودعت غادية
…
قبّلت فاك وقلت النفس تفديك
يا أطيب الناس ريقا غير مختبر
…
إلّا شهادة أطراف المساويك
قد زرتنا مرّة في الدهر واحدة
…
بالله لا تجعليها بيضة الديك
وقال آخر:
ألم تعلمي يا أحسن الناس أنّني
…
أحبّك حبا مستكنّا وباديا
أحبّك ما لو كان بين قبائل
…
من الناس أعداء لجرّ التصافيا
وقال آخر:
أقول لشادن في الحسن أضحى
…
يصيد بطرفه قلب الكمي
ملكت الحسن أجمع في نصاب
…
فأدّ زكاة منظرك البهيّ
وذاك بأن تجود لمستهام
…
برشف من مقبّلك الشهيّ
فقال أبو حنيفة لي إمام
…
يرى أن لا زكاة على الصبي
وقال آخر:
سقى الله ربعا كنت أخلو بوجهكم
…
وثغر الهنا في روضة الحسن ضاحك
أقمنا زمانا والعيون قريرة
…
وأصبحت يوما والجفون سوافك
وقال آخر:
ألم تعلمي يا عذبة الماء أننّي
…
أظلّ إذا لم أسق ماءك صاديا
ومازلت بي يا بين حتى لو أنني
…
من الوجد استبكي الحمام بكى ليا
أبو العباس الشهير بالنفيس:
يا راحلا وجميل الصبر يتبعه
…
هل من سبيل إلى لقياك يتفق
ما أنصفتك جفوني وهي دامية
…
ولا وفى لك قلبي وهو يحترق
الوزير ظهير الدين الملقب بأبي شجاع:
لأعذّبنّ العين غير مفكّر
…
فيها بكت بالدمع أو فاضت دما
ولأهجرنّ من الرقاد لذيذه
…
حتى يعود على الجفون محرّما
هي أوقعتني في حبائل فتنة
…
لو لم تكن نظرت لكنت مسلّما
سفكت دمي فلأسفحنّ دموعها
…
وهي التي بدأت فكانت أظلما
وقال العتبي:
أضحت بخدّي للدموع رسوم
…
أسفا عليك وفي الفؤاد كلوم «2»
والصبر يحمد في المواطن كلّها
…
إلّا عليك فإنه مذموم
الرفاء الأندلسي:
ومهفهف كالغصن إلّا أنه
…
تتحير الألباب عند لقائه
أضحى ينام وقد تكلّل خدّه
…
عرقا فقلت الورد رشّ بمائه
وقال آخر:
اخضرّ واصفرّ لاعتلال
…
فصار كالنرجس المضعّف «1»
كأنّ نسرين وجنتيه
…
بشعر أصداغه مغلف
يرشح منه الجبين ماء
…
كأنّه لؤلؤ منصّف
وقال آخر:
ما زال ينهل من صرف الطلا قمري
…
حتى غدت وجنتاه البيض كالشفق
وقام يخطر والأرداف تقعده
…
طورا وحاول أن يسعى فلم يطق
فعائل فعلت فعل الشمول به
…
فعل النسيم بغصن البانة الورق
جاذبته لعناقي فانثنى خجلا
…
وكلّلت وجنتاه الحمر بالعرق
وقال لي بفتور من لواحظه
…
إنّ العناق حرام قلت في عنقي
وقال آخر:
بأركان هذا البيت إنّي لطائف
…
وفي الكون أسرار وفيه لطائف
رعى الله أياما وناسا عهدتهم
…
جيادا ولكنّ الليالي صيارف
وبي ذهبيّ اللون صيغ لمحنتي
…
يريد امتحاناتي وما أنا زائف
يذيب فؤادا وهو لا غشّ عنده
…
فيا ذهبيّ اللون إنّك خائف
وقال آخر:
أسنى ليالي الدهر عندي ليلة
…
لم أخل فيها الكاس من أعمالي
فرقت فيها بين جفني والكرى
…
وجمعت بين القرط والخلخال
ومما قيل في الرقباء:
لو أن لي في الحب أمرا نافذا
…
وملكت بسط الأمر في التعذيب
لقطعت ألسنة العواذل كلّها
…
ولكنت أقلع عين كلّ رقيب
وقال أعرابي:
بسهم الحبّ كلم في فؤادي
…
ولا كالكلم من عين الرقيب
تمكّن ناظراه به وأضحى
…
مكان الكاتبين من الذنوب
ومن حذر الرقيب إذا التقينا
…
نسلّم كالغريب على الغريب
ولولاه تشاكينا جميعا
…
كما يشكو المحبّ إلى الحبيب
وقال آخر:
من عاش في الدنيا بغير حبيب
…
فحياته فيها حياة غريب
عين الرقيب غرقت في بحر العمى
…
لا أنت لا بل عين كلّ رقيب
وقال أحمد بن أبي سلمة:
يعذلني فيه جميع الورى
…
كأنّني جئت بأمر عجيب
أظنّ نفسي لو تعشّقتها
…
بليت فيها بملام الرقيب
وأنا الغريب فلا ألام على البكا
…
إنّ البكا حسن بكلّ غريب
وقال آخر:
وما فارقت سعدى عن قلاها
…
ولكن شقوة بلغت مداها
بكيت نعم بكيت كلّ إلف
…
إذا بانت حبيبته بكاها
وقال آخر:
وقائلة ما بال دمعك أبيض
…
فقلت لها يا علو هذا الذي بقي
ألم تعلمي أنّ البكا طال عمره
…
فشابت دموعي عندما شاب مفرقي
وعمّا قليل لا دموع ولا دما
…
ولم يبق إلّا لوعتي وتحرّقي
وقال آخر:
ولم أر مثلي غار من طول ليله
…
عليه لأنّ الليل يعشقه معي
وما زلت أبكي في دجى الليل صبوة
…
من الوجد حتى ابيضّ من فيض أدمعي
وقال أخر:
رجوت طيف خيال
…
وكيف لي بهجوع
والذاريات جفوني
…
والمرسلات دموعي «1»
وقال آخر:
يا نازح الطيف من نومي يعاودني
…
فقد بكيت لفرط النازحين دما
أوجبت غسلا على عيني بأدمعها
…
فكيف وهي التي لم تبلغ الحلما
وقال آخر:
ارحم رحمت لوعتي
…
وابعث خيالك في الكرى
ودموع عيني لا تسل
…
عن حالها يا ما جرى
وقال آخر:
أملت أن تتعطفوا بوصالكم
…
فرأيت من هجرانكم ما لا أرى
وعلمت أن فراقكم لا بدّ أن
…
يجري به دمعي دما وكذا جرى
وقال آخر:
إنّ عيني مذ غاب شخصك عنها
…
يأمر السهد في كراها وينهى
بدموع كأنّهنّ الغوادي
…
لا تسل ما جرى على الخد منها
وقال آخر:
يقولون لي والدمع قرّح مقلتي
…
بنار أسى من حبّة القلب تقدح
أدمعك جمر قلت لا تتعجبوا
…
فكلّ وعاء بالذي فيه ينضح
وقال البدر الذهبي:
قالوا تباكى بالدموع وما بكى
…
بدم على عيش تصرّم وانقضى
فأجبتهم هو من دمي لكنّه
…
لما تصاعد صار يقطر أبيضا
قال ابن مطروح في الغيرة:
ولو أمسى على تلفي مصرّا
…
لقلت معذبي بالله زدني
ولا تسمح بوصلك لي فإني
…
أغار عليك منك فكيف منّي
وقال آخر:
أغار عليك من نظري ومنّي
…
ومنك ومن مكانك والزمان
ولو أنّي خبأتك في جفوني
…
إلى يوم القيامة ما كفاني
المظفر بن عمر الآمدي:
قولي لمن قد جفوني إذ لهجت بهم
…
دون الأنام وخير القول أصدقه
أحبّكم وهلاكي في محبّتكم
…
كعابد النار يهواها وتحرقه
وقال غيره:
لم أنس أيام الصبا والهوى
…
لله أيام النجا والنجاح
ذاك زمان مرّ حلو الجنى
…
ظفرت فيه بحبيب وراح
الشريف الرضي:
علّلاني بذكركم واسقياني
…
وامزجا لي دمعي بكأس دهاق «2»