الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المَطلب الثَّاني
سَوْق المُعارضاتِ الفكريَّة المعاصرةِ
لأحاديث إتيانِ النَّبي صلى الله عليه وسلم نساءَه
أجلبَ المُخالفون على هذه الأخبارِ النَّبويَّةِ جملةً مِن الشُّبهات، ترتكز على دعوى الانتقاص مِن مَقامِ النَّبي صلى الله عليه وسلم وأهلِ بَيتِه، تضمَّنتها المعارضات التَّالية:
المعارضة الأولى: أنَّ في خَبَرِ طَوافِه صلى الله عليه وسلم على نِسائِه ما يَتعارض مع المُستقِرِّ علمُه مِن حالِه، في قضائِه لَيالِيه قِيامًا وذِكرًا، ونهارَه دعوةً وجهادً وتدبيرًا لشؤون أمَّتِه، فلم يكُن بالمُستهلِك أوقاتَه بالمُضاجعةِ إلى هذه الدَّرجةِ مِن الهَوَس! كذا قالوا
(1)
.
المعارضة الثَّانية: أنَّ في خَبرِ إتيانِ النَّبي صلى الله عليه وسلم لعائشةَ وغيرها مِن زوجاتِه وهُنَّ حُيَّض: هَتكٌ لحُرمةِ بيتِ النُّبوة! وذِكرٌ لخواصِّ فِراشِه بلا ضرورَة، وهو مع ذلك مُخالفٌ لأمرِ الله تعالى بعدَمِ قُربانِ الحُيَّض، في قوله:{فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} [البقرة: 222]
(2)
.
(1)
انظر «القرآن وكفى مصدرا للتشريع» (ص/112 - 113)، و «دين السلطان» (ص/541 - 544)، و «الحديث والقرآن» (ص/315)، و «الحديث النبوي بين الدراية والرواية» (ص/631).
(2)
انظر «كشف المتواري في صحيح البخاري» لجواد خليل (1/ 118 - 120)، و «القرآن وكفى مصدرًا للتشريع» (ص/113 - 115)، و «دين السلطان» (ص/530).
المعارضة الثَّالثة: أنَّ في خَبرِ جوابِه للسَّائل بحصولِ نفسِ ما سَأَل عنه مِن إكسالٍ له مع زوجِه عائشة، مُشيرًا إليها في المجلسِ: غَضًّا لما عُلِم عنه صلى الله عليه وسلم مِن شدَّة الحياء، فضلًا عن مناقضتِه لحديثٍ آخرَ يجعلُ شرطَ الغُسلِ الإنزالَ، لا مُجرَّد الإيلاج
(1)
.
المعارضة الرَّابعة: أنَّ في خَبَرِ نَظَرِه صلى الله عليه وسلم إلى امرأةٍ أجنبيَّةٍ، ما يُوحي باستيعابِه جميعَ هيئتِها، وإلَّا لم تَثُر شَهوتُه، وفي هذا ما يُناقض فريضةَ غضِّ البَصَر
(2)
.
(1)
انظر «كشف المتواري» (2/ 201)، و «دين السلطان» (ص/536)، والحديث المَعنيُّ سيأتي ذكره قريبًا.
(2)
انظر «كشف المتواري في صحيح البخاري» (3/ 115).