المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الثالثدفع المعارضات الفكرية المعاصرةعن حديث فرار الحجر بثياب موسى عليه السلام - المعارضات الفكرية المعاصرة لأحاديث الصحيحين - جـ ٣

[محمد بن فريد زريوح]

فهرس الكتاب

- ‌المبحث السادسنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديث غارَتِه صلى الله عليه وسلم على بني المُصطلِق

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حديثِ غارَتِه صلى الله عليه وسلم على بني المُصطلِق

- ‌المَطلب الثَّانيسَوق المُعارضات الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديث إغارته صلى الله عليه وسلم على بني المُصطلق

- ‌المَطلب الثَّالثدفع المُعارضات الفكريَّةِ المُعاصرةِعن حديثِ غارَتِه صلى الله عليه وسلم على بني المُصطلق

- ‌المَبحث السَّابعنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديث العُرَنيِّين

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حديثِ العُرَنيِّين

- ‌المطلب الثَّانيسَوْق المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديثِ العُرَنيِّين

- ‌المطلب الثَّالثدفع المُعارضاتِ الفكريَّةِ المعاصرةِعن حديث العُرنيِّين

- ‌المَبحث الثَّامننقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديثِ أَمْرِه صلى الله عليه وسلم بقتلِ المُتَّهَم بأمِّ ولدِه

- ‌المَطلب الأوَّلسَوْق حديثِ أَمْرِه صلى الله عليه وسلم بقتلِ المُتَّهَم بأمِّ ولدِه

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديث أمْرِه صلى الله عليه وسلم بقتلِ المُتَّهم بأمِّ ولدِه

- ‌المَطلب الثَّالثدَفعُ المُعارضاتِ الفِكريَّةِ المُعاصرةِعن حديث أمرِه صلى الله عليه وسلم بقتلِ المُتَّهم بأمِّ وَلدِه

- ‌المَبحث التَّاسعنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديثِ دعاء النَّبي صلى الله عليه وسلم بالخيرِ لِمَن آذاه أو لَعنه مِن المسلمين

- ‌المَطلب الأوَّلسَوْق حديثِ دعاء النَّبي صلى الله عليه وسلمبالخيرِ لِمَن آذاه أو لَعنه مِن المسلمين

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق المُعارضات الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديثِ دعاءِ النَّبي صلى الله عليه وسلم بالخير لِمَن آذاه أو لَعَنه

- ‌المَطلب الثَّالثدفع المُعارضاتِ الفكريَّةِ المعاصرةِعن حديثِ دعاء النَّبي صلى الله عليه وسلم لِمَن آذاه أو لَعنه مِن المسلمين

- ‌المَبحث العاشرنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديث: «إنَّ أبي وأباك في النَّار»

- ‌المَطلب الأوَّلسَوْق حديثِ «إنَّ أبي وأباك في النَّار»

- ‌المطلب الثَّانيسَوْق المُعارضاتِ الفكريَّة المعاصرةِلحديثِ «إنَّ أبي وأباك في النَّار»

- ‌المَطلب الثَّالثدفعُ المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِعن حديثِ: «إنَّ أبي وأباك في النَّار»

- ‌المَبحث الحادي عشرنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديث خَلوَتِه صلى الله عليه وسلم بامرأةٍ مِن الأنصارِ

- ‌المَطلب الأوَّلسَوْق حديثِ خَلوَتِه صلى الله عليه وسلم بامرأةٍ مِن الأنصارِ

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةلحديثِ خَلْوتِه صلى الله عليه وسلم بامرأةٍ مِن الأنصارِ

- ‌المَطلب الثَّالثدَفع المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِعن حديثِ خَلْوتِه صلى الله عليه وسلم بامرأةٍ أنصارِيَّة

- ‌المَبحث الثَّاني عشرنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لأحاديثِ دخولِ النَّبي صلى الله عليه وسلم على أمِّ حرامٍ وأختِها

- ‌المَطلب الأوَّلسَوْق أحاديثِ دخولِ النَّبي صلى الله عليه وسلم على أمِّ حرامٍ وأختِها

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِلدخول النَّبي صلى الله عليه وسلم على أمِّ حرامٍ وأختِها

- ‌المَطلب الثَّالثدفعُ المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِعن دخولِ النَّبي صلى الله عليه وسلم على أمِّ حرامٍ وأختِها

- ‌المَبحث الثَّالث عشرنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لأحاديثِ المتعلِّقة بإتيانِ النَّبي صلى الله عليه وسلم نساءَه

- ‌المَطلب الأوَّلسَوْق الأحاديثِ المتعلِّقة بإتيانِ النَّبي صلى الله عليه وسلم نساءَه

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق المُعارضاتِ الفكريَّة المعاصرةِلأحاديث إتيانِ النَّبي صلى الله عليه وسلم نساءَه

- ‌المَطلب الثَّالثدفع دعوى المُعارضاتِ الفكريَّة المعاصرةِعن أحاديث إتيانِ النَّبي صلى الله عليه وسلم نساءَه

- ‌المَبحث الرَّابع عشرنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديثِ عَرْضِ أبي سفيان أمَّ حبيبة على النَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حديثِ عَرْضِ أبي سفيان أمَّ حبيبة على النَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديثِ عَرْضِ أبي سفيان أمَّ حبيبة على النَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المَطلب الثَّالثدراسةُ المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديثِ عَرْضِ أبي سفيان أمَّ حَبيبةَ على النَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المَطلب الرَّابعخلاصة القول في حديث عرض أبي سفيان لابنته على النَّبي صلى الله عليه وسلموردُّ رَميِ ابن حزم له بالوَضعِ

- ‌المَبحث الخامس عشرنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديثِ طَلاقِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم للجَوْنيَّة

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حديثِ طَلاقِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم للجَوْنيَّة

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق المُعارضاتِ الفكريَّةِ المعاصرةِلحديثِ طَلاقِه صلى الله عليه وسلم الجونيَّة

- ‌المَطلب الثَّالثدفع المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِعن حديث طلاقِه صلى الله عليه وسلم الجونيَّة

- ‌الفصل الخامسنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة للأحاديث المُتعلِّقة بباقي الأنبياء

- ‌المَبحث الأوَّلنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديث: «خلقَ الله آدمَ على صورتِه»

- ‌المَطلب الأولسَوْق حديث «خلقَ الله آدمَ على صورتِه»

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديثِ «خلَقَ الله آدمَ على صورتِه»

- ‌المَطلب الثَّالثدفع دعاوى المعارضاتِ الفكريَّةِ المعاصرةِعن حديثِ «خَلَقَ الله آدمَ على صورتِه»

- ‌المَبحث الثَّانينقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديثِ: «لم يكذبْ إبراهيم عليه السلام إلَّا ثلاثَ كذِبات»

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حديثِ: «لم يكذبْ إبراهيم عليه السلام إلَّا ثلاثَ كذِبات»

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق دعاوى الُمعارضات الفكريَّة المعاصرةلحديث «لم يكذب إبراهيم إلَّا ثلاث كذبات»

- ‌المطلب الثَّالثدفعُ دعوى المعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِعن حديث: «لم يكذب إبراهيم إلَّا ثلاث كذبات»

- ‌المَبحث الثَّالثنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديث فرارِ الحجرِ بثيابِ موسى عليه السلام

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حديث فرارِ الحجرِ بثيابِ موسى عليه السلام

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق المعارضاتِ الفكريَّة المُعاصرةِلحديث فِرارِ الَحجرِ بثيابِ موسى عليه السلام

- ‌المَطلب الثَّالثدفعُ المُعارضاتِ الفكريَّة المعاصرةِعن حديثِ فِرارِ الحَجرِ بثيابِ موسى عليه السلام

- ‌المَبحث الرَّابعنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديث لَطْمِ موسى عليه السلام لملَكِ الموتِ

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حديث لَطْمِ موسى عليه السلام لملَكِ الموتِ

- ‌المَطلب الثَّانيسَوق المعارضات الفكريَّةِ المُعاصرةلحديث لطمِ موسى عليه السلام لملَكِ الموتِ

- ‌المَطلب الثَّالثدفعُ المعارضاتِ الفكريَّةِ الُمعاصرةِعن حديث لطمِ موسى عليه السلام لملَكِ الموتِ

- ‌المَبحث الخامسنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديثِ طوافِ سليمان عليه السلام على نسائِه في ليلةٍ

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حديثِ طوافِ سليمان عليه السلام على نسائِه في ليلةٍ

- ‌المَطلب الثانيسَوْق المُعارَضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديثِ طوافَ سليمان عليه السلام على نسائِه في ليلةٍ

- ‌المَطلب الثَّالثدَفعُ دعاوي المعارَضاتِ الفكريَّة المعاصرةعن حديثِ طوافِ سليمان عليه السلام على نسائِه في ليلةٍ

- ‌المَبحث السَّادسدفع دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة عن حديثِ «نحن أحقُّ بالشَّك مِن إبراهيم

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حديثِ «نحن أحقُّ بالشَّك مِن إبراهيم

- ‌المَطلب الثَّانيسَوق دعاوي المعارضات المعاصرةعلى حديث: «نحن أحقُّ بالشَّك مِن إبراهيم عليه السلام»

- ‌المَطلب الثَّالثدفع دعاوي المعارضاتِ الفكريَّةِ المعاصرةِعن حديثِ «نحن أحقُّ بالشَّك مِن إبراهيم»

- ‌الفصل السادسنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة للأحاديث المُتعلِّقة بالطَّبيعيَّات

- ‌المَبحث الأوَّلنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديث التَّصبُّح بسبعِ تمَرات عَجوة

- ‌المَطلب الأوَّلسوق حديث التَّصبُّح بسبعِ تمَرات عَجوة

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْقُ المُعارضاتِ الفِكريَّةِ المُعاصرةِلحديثِ التَّصبُّحِ بسبعِ تمَراتٍ عَجوة

- ‌المَطلب الثَّالثدَفعُ دعاوي المعارضاتِ الفكريَّةِ المعاصرةِعن حديثِ التَّصبُّح بسبعِ تمراتٍ عَجوة

- ‌المَبحث الثَّانينقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديث الحبَّة السَّوداء شفاء

- ‌المَطلب الأوَّلسَوْق حديثِ الحبَّةِ السَّوداءِ

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق المعارضاتِ الفكريَّةِ المعاصرةِلحديثِ الحبَّةِ السَّوداءِ

- ‌المَطلب الثَّالثدفع المعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِعن حديثِ الحبَّةِ السَّوداءِ

- ‌المَبحث الثَّالثنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديث نفخِ الرُّوح في الجَنين

- ‌المَّطلب الأوَّلسَوق حديث نفخِ الرُّوح في الجَنين

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق المُعارَضاتِ الفكريَّةِ المعاصرةِلحديث نفخِ الرُّوحِ في الجَنينِ

- ‌المَطلب الثَّالثدفع المعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِعن حديثِ نفخِ الرُّوحِ في الجنينِ

- ‌المَبحث الأوَّلنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديثِ: «لولا بنو إسرائيل لم يخنِز اللَّحم»

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حديثِ: «لولا بنو إسرائيل لم يخنِز اللَّحم»

- ‌‌‌المَطلب الثَّانيسَوْق المعارضاتِ الفكريَّة المعاصرةِلحديث: «لولا بنو إسرائيل لم يخنِز اللَّحم»

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق المعارضاتِ الفكريَّة المعاصرةِلحديث: «لولا بنو إسرائيل لم يخنِز اللَّحم»

- ‌المَطلب الثَّالثدفع دعاوي المعارضات الفكريَّةِ المعاصرةِعن حديث: «لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللَّحم»

- ‌الفصل السابعنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة للأحاديث المُتعلِّقة بالمرأة

- ‌المَبحث الأوَّلنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديث خلق المرأةِ من ضِلع

- ‌المَطلب الأوَّلسَوْقُ حديث خلقِ المرأةِ من ضِلع

- ‌المَطلب الثَّانيسَوق المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديث خلق المرأةِ مِن ضلع

- ‌المَطلب الثَّالثدفعُ المعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةعن حديثِ خلق المرأةِ مِن ضَلعٍ

- ‌المَبحث الثَّانينقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديث: «إذا دَعا الرَّجلُ اِمرَأتَه إلى فراشِه»

- ‌المَطلب الأوَّلسَوْق حديث: «إذا دَعا الرَّجلُ اِمرَأتَه إلى فراشِه»

- ‌المَطلب الثَّانيسَوق المعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديثِ: «إذا دَعا الرَّجل امرَأته إلى فراشِه»

- ‌المَطلب الثَّالثدفعُ المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِ

- ‌المَبحث الثَّالثنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديث: أنَّ النِّساء أكثر أهلِ النَّار وأنَّهنَّ ناقصات عَقْلٍ ودينٍ

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حديث أنَّ النِّساء أكثر أهلِ النَّاروأنَّهنَّ ناقصات عَقْلٍ ودينٍ

- ‌المَطلب الثَّانيسَوق دعاوي المعارضات الفكريَّة المعاصرةلحديث ناقصات عقلٍ ودين

- ‌المَطلب الثَّالثدفع دعوى المعارضات الفكريَّة المعاصرةعن حديث ناقصات عقلٍ ودين

- ‌المَبحث الرَّابعنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديث: «لَنْ يُفلح قَومٌ وَلَّوا أمرَهم اِمرأةً»

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حديث «لَنْ يُفلح قَومٌ وَلَّوا أمرَهم اِمرأةً»

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديثِ: «لنْ يُفلح قومٌ ولَّوا أمرَهم امرأةً»

- ‌المَطلب الثَّالثدفعُ المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِعن حديثِ: «لن يفلح قومٌ وَلَّوا أمرَهم امرأةً»

- ‌المَبحث الخامسنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديثِ: «لولا حَوَّاءُ ما خَانَتْ أنثى زوجَها»

- ‌المَطلب الأوَّلسَوْق حديث: «لولا حَوَّاءُ ما خَانَتْ أنثى زوجَها»

- ‌المَطلب الثَّانيسَوْق المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديثِ: «لولا حوَّاءُ ما خَانَتْ أنثى زوجَها»

- ‌المَطلب الثَّالثدَفعُ المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِعن حديثِ: «لولا حوَّاء ما خانَت أنثى زوجَها»

- ‌المَبحث السَّادسنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحَديثِ الشُّؤم في الدَّار والمرأة والفَرس

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حَديثِ الشُّؤم في الدَّار والمرأة والفَرس

- ‌المطلب الثَّانيسَوْق المعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديثِ الشُّؤم في الدَّار والمرأة والفَرس

- ‌المَطلب الثَّالثدفعُ المعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِعن حديثِ الشُّؤمِ في الدَّارِ والمرأةِ والفَرسِ

- ‌المَبحث السَّابعنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديثِ: «يَقطعُ الصَّلاةَ المرأةُ والحمارُ والكلب»

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حديث: «يَقطعُ الصَّلاةَ المرأةُ والحمارُ والكلب»

- ‌المَطلب الثَّانيسَوق المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديث: «يَقطعُ الصَّلاةَ المرأةُ والحمار والكلب»

- ‌المَطلب الثَّالثدفع المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِعن حديث: «يَقطعُ الصَّلاةَ المرأةُ والحمار والكلب»

- ‌المَبحث الثَّامننقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحَديث رَضاعُ الكَبيرِ

- ‌المَطلب الأوَّلسَوْق حديث رضاع الكبير

- ‌المَطلب الثَّانيسَوق دعاوي المعارضاتُ الفكريَّة المعاصرةلحديثِ رضاعِ الكَبيرِ

- ‌المَطلب الثَّالثدفعُ دعوى المعارضات الفكريَّةِ المعارضةِعن حديثِ رَضاعِ الكبيرِ

- ‌المَبحث التَّاسعنقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لحديث سِنِّ عائشةَ عند زواجِها بالنَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المَطلب الأوَّلسَوق حديث سِنِّ عائشةَ عند زواجِها بالنَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المَطلب الثَّانيسَوقُ المُعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِلحديثِ سِنِّ عائشة عند زواجها بالنَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المَطلب الثَّالثدَفعُ المعارضاتِ الفكريَّةِ المُعاصرةِعن حديثِ سِنِّ عائشة عند زواجِها بالنَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الثامننقد دعاوي المُعارضات الفكريَّة المُعاصرة لأحاديث «الصَّحيحين» بدعوى أنَّها إسرائيليَّات

- ‌المَبحث الأوَّلتعريف الرِّوايات الإسرائيليَّة

- ‌المَبحث الثَّانيالدَّعاوي المُعاصرة لاشتمالِ «الصَّحيحين» على إسرائيليَّات

- ‌المَبحث الثَّالثأقسام المَرويَّات الإسرائيليَّات وحكمها

- ‌المَبحث الرَّابعمَوقف الصَّحابة مِن روايةِ الإسرائيليَّات

- ‌المَبحث الخامسموقف أهل الحديث من الإسرائيليَّات

- ‌المَبحث السَّادسمسالك المعاصرين في دعوى اشتمال الصَّحيحين على الإسرائيليَّات

- ‌المَطلب الأوَّلالمَسْلك الإسناديُّ لدعوى احتواءِ «الصَّحيحين» على إسرائيليَّات، ونقضُه

- ‌المَطلب الثَّانيالمَسلك المتنيُّ الَّذي مَشَى عليه الطَّاعنون المُعاصِرونفي دعواهم بوجود الإسرائيليَّات في «الصَّحيحين»

- ‌الخاتمة

- ‌ثَبت المَصادر والمَراجع

الفصل: ‌المطلب الثالثدفع المعارضات الفكرية المعاصرةعن حديث فرار الحجر بثياب موسى عليه السلام

‌المَطلب الثَّالث

دفعُ المُعارضاتِ الفكريَّة المعاصرةِ

عن حديثِ فِرارِ الحَجرِ بثيابِ موسى عليه السلام

أمَّا دعوى المعارضة الأولى: من كونِ الحالَ الَّتي بُرِّأ بها موسى عليه السلام فيها كشف مُحرَّم لعورتِه، وإسقاطٌ لقدرِه عند قومِه:

فإنَّا ننفي أن يكونَ للمُعترضِ بهذا دليلٌ على كونِ ما جَرى لموسى عليه السلام من كشفِ عَوْرَتِه أمام الرِّجال مُحرَّمًا في شرعِه، بل الظَّاهر المُستفاد مِن الحديث أنَّ التَّسَتُّرَ لم يكُن وَحْيًا واجبًا بين الرِّجالِ في شرعِه عليه السلام، ولا وَرَد عنه النَّهيُ لهم عن التَّكشُّفِ في الجِنسِ الواحد، فلأجلِ أنَّ هذا كان مَعلومًا لدى قومِه، أنكرَ عليه ظَلَمَتُهم التَّسَتُّر عنهم

(1)

.

أمَّا احتِجابُ موسى عليه السلام عن رؤيةِ الرِّجالِ له عاريًا، فلا يدلُّ ذلك منه على وجوبِ ذلك على قومِه، على ما تَقرَّر في الأصولِ أنَّ الفِعْلَ المُجرَّد لا يدلُّ على الوُجوبِ

(2)

؛ ولكنْ كان اغتساله عليه السلام خاليًا أخذًا في حَقِّ نفسِه بالأكملِ والأفضلِ.

(1)

«إكمال المعلم» (2/ 189)(7/ 350).

(2)

انظر «الإحكام» للآمدي (1/ 173)، و «إيضاح المحصول» للمازري (ص/353).

ص: 1466

وأمَّا إخراجُه بين أظهرهِم عُريانًا ففيه تحقيقٌ لمصلحةِ البراءةِ، وقد علِمنا إباحةَ ذلك في الأصلِ

(1)

، ولولا هذه الإباحة لمَا قُدِّر لموسى عليه السلام مِن ذلك حتَّى يُبرَّأ عندهم ممَّا آذوه به، فـ «إنَّ الله لا يقدِّر لنبيِّه ما ليس بجائزٍ في شَرْعِه»

(2)

.

أمَّا افتراضُ المعترضِ أوْلوِيَّةَ بَقاءِ موسى عليه السلام في مكانِه، حتَّى يُؤتى بثيابِه أو بساترٍ غيرها

(3)

:

فإنَّ هذا من المُعترض مُقتَضى عجزِه عن مَزيدِ تأمُّلٍ لحَيْثِيَّاتِ الواقعةِ! وذلك أنَّ موسى عليه السلام كان في خَلوةٍ وحده كما هو ظاهر الخَبَر، فليس ثَمَّة في ظنِّه مَن يَعْلَم بحالِه حتَّى يطلب منه بسَاترٍ! فلذا طَفِق يتبعُ الحَجَر بنفسه، فاتَّفَقَ أنْ جازَ على مقربةٍ من رجالٍ مِن قومِه فرَأَوه، فإنَّ جوانِبَ الأنهارِ -وإنْ خَلَتْ- لا يُؤمَن وجودُ قريبٍ منها، وقد بَنىَ موسى عليه السلام الأمرَ أنَّه لا يَراه أحَدٌ على ما رآه مِن خَلاءِ المكانِ، حتَّى وَقَف عند مَجلسٍ لبني إسرائيل، فكان فيهم مَن قال فيه ما قال

(4)

.

وأمَّا جواب المعارضةِ الثَّانية في دعوى المعترض سَفَاهة غضبِ موسى على الحَجٍ، وهو يعلمُ أنَّه مَقسورٌ على ذلك، مع ضَربِه ومُناداتِه وهو جمادٌ لا يَعقِل! فيُقال في جوابِه:

إنَّ موسى عليه السلام وإن كان نَبيًّا مِن أنبياء الله تعالى، لا يخرجه ذلك أن يكون مِن جملةِ بني آدم ممَّن تغلِبُ عليه طِباعُ البَشَر.

فلِفَجأةِ ما ابتُلي به مِن ذهابِ ثيابِه، واستفظاعِه لانكشافِ عَوْرَتِه: لم يَلْوِ على شيءٍ إلَّا رَدَّ ثيابِه قبل أن يُرَى على ما يكرَه هو، وهذا مَقامٌ صَدْمَةٍ يَذهلُ فيه الرَّجل عن تَحَقُّقِ سَببِ تلك الحَركة، كما كان ذَهَل هو نفسُه بغَضَبِه عمَّا بِيَدِه، حتَّى {أَلْقَى الألْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ} [الأعراف: 150]!

(1)

«طرح التثريب» (2/ 225).

(2)

«فتح الباري» لابن رجب (1/ 330).

(3)

«أبو هريرة» لعبد الحسين الموسوي (ص/89).

(4)

انظر «كشف المشكل» لابن الجوزي (3/ 496)، و «فتح الباري «لابن حجر (6/ 438).

ص: 1467

فلمَّا أنْ أدرَكَ الحَجرَ مُستقرًّا مكانَه صَبَّ عليه جَمَّ غضَبِه حيث صَدَر عن الحَجر فِعْلُ مَن يَعقِل

(1)

! فانتقلَ عنده مِن حُكمِ الجَمادِ إلى حُكمِ الحيوان، ولذلك نَادَاه قبلُ، إذْ المُتَحرِّك يُمكن أن يَسْمَع ويُجيب، فلمَّا لم يُعْطِه ما أراد ضَرَبَه بعفويَّة

(2)

، فإنَّ مَخلوقًا إذا أمكنَ أن يمشيَ، أمْكنَ أن يُحسَّ بالضَّرْبِ ويَخشاه

(3)

!

هذا؛ ولا أُحيل أن يكون ما صَدَر منه عليه السلام مِن ضَربٍ للحجر مُجرَّد تنَفيسٍ جِبِليٍّ لا شعوريٍّ عن غَضبِه، كما يجري مثلُه لكثيرٍ مِن النَّاس ذَوي المَزاجِ الحادِّ حين تَعْطُب بعضُ آلاتِهم بعد إياسٍ مِن تَطويعِها، فتراهم يَضرِبون الآلةَ أو يركلونها بدافعِ الغَضَبِ والضَّجرِ! ليس ذلك إلَّا ردَّة فِعلٍ طبيعيَّة، مَدفوعين بفطرةِ الإنسانِ للانتقامِ مِمَّن آذاه، بغَضِّ النَّظر عن طبيعةِ هذا المُؤْذِي.

ثمَّ إنَّ ضربَ موسى عليه السلام للحَجَرِ كان لأجلِ فعلِ الحَجَر، «فلم يَدْرِ موسى ولا عَلِم مُرادَ الله تعالى بذلك، وأنَّه ممَّا يُبَرِّئه الله تعالى به»

(4)

، حيث كان جَرْيُ الحَجَرِ معجزةً ظاهرةً له على قومِه، وكذا في حُصولِ النَّدْبِ فيه مِن ضَربِه بعصاه، كأنَّه أَثَرُ الجَرحِ إذا لم يَرتفِع عن الجِلْد

(5)

؛ والمُراد من ذلك أنْ يقف حتَّى ينظُرَ إليه جماعةٌ مِن بني إسرائيل، ثمَّ يُشاهدوه حَجَرًا جَمادًا، فيعلموا أنَّما هي آيةٌ رادِعةٌ، عمَّا اختلقوه على نبيِّهم.

يقول العِراقيُّ: «هذه معجزة لموسى عليه السلام -يعني النَّدْبَ في الحَجر- بعد انقضاءِ المُرادِ مِن المعجزةِ الأولى، وهو فِرار الحَجَر بثوبِه، وإلجاؤُه إلى الخروجِ على بني إسرائيل على تلك الهيئةِ، وكأنَّ المعنى في هذه المعجزة أمور:

أحدُها: بقاءُ هذا الأثَر في الحَجَر على طولِ الزَّمان، فيُتذَكَّر به هذه الواقعة، ويُعلَم به فضلُ موسى عليه السلام وبراءته ممَّا اختلقوا عليه.

(1)

«المُفهم» لأبي العبَّاس القرطبي (19/ 103).

(2)

«كوثر المعاني الدراري» للخضر الشنقيطي (5/ 460).

(3)

«شرح صحيح البخاري» لابن بطال (1/ 394).

(4)

«الإفصاح» لابن هبيرة (7/ 210).

(5)

«إكمال المعلم» (7/ 350).

ص: 1468

ثانيها: أنَّه حَصَل عند السَّيد موسى عليه السلام في ذلك الوقتِ حِدَّة، فلولا تَأثُّر الحَجَر بضربِه، وظهور أثَرِه فيه: لزادَتْ حِدَّةُ السَّيد موسى مِن عَدَم حصولِ مقصودِه، وهذا كتشبيهِ مَن يحاول أمرًا ولا يصِل إليه: بالضَّاربِ في حديدٍ باردٍ، فلولا تأثُّر الحَجر بالضَّرب لكان الضَّرب فيه كالضَّرب في حديدٍ باردٍ.

ثالثُها: أنَّه لولا تأثُّر الحَجر بالضَّرب، وبقاء النَّدب فيه: لعَدَّ أهلُ السَّفاهةِ والجهلِ والعُتوِّ والاختلاقِ هذا عَبَثًا، فكان يحصُل لموسى عليه السلام بذلك أذًى زائدٌ على ما تقدَّم، والقصد رفعُ الأذى عنه، لا جلبُه إليه»

(1)

.

وأمَّا جواب المعارضةِ الثالثة: في دعواه أنَّ المقصود بالآية الكريمةِ تحذيرَ الأمَّة من إيذاءِ النَّبي صلى الله عليه وسلم كما آذت بنو إسرائيل موسى عليه السلام حين اتَّهمته بالسِّحر والكذب أو قتلِ أخيه .. إلخ:

فلا يُنكَر اختلافُ أهل التَّأويل في المُراد مِن قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} .

فإنَّ منهم مَن قال: إنَّ بني إسرائيلَ قالت أنَّ بموسى آفةً في جسَدِه من أدرةٍ أو برصٍ ونحوهما، كما ذكرنا في الحديث.

وقيل: أنَّه صَعِد الجَبَل ومعه هارون، فمات هارون فقالوا: أنتَ قتلتَه، رُوي ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

وقيل: أنَّ قارون استأجَرَ بَغِيَّةً لتقذف موسى بنفسِها على ملأٍ من بني إسرائيل، فعصمها الله، وبرَّأ موسى مِن ذلك، قاله أبو العالية

(2)

.

والقول الرَّابع: أنَّهم رَموه بالسِّحر والجُنون، حكاه الماوَرديُّ

(3)

.

(1)

«طرح التثريب» (2/ 231).

(2)

رفيع بن مهران، أبو العالية الريَّاحى البصرى، المقرِئ، الحافِظُ، المُفَسِّرُ، ثقة من كبار التابعين، توفي (90 هـ وقيل 93 هـ)، انظر «سير أعلام النبلاء» (4/ 207).

(3)

انظر هذه الأقوال في «جامع البيان» للطبري (19/ 190)، و «النكت والعيون» للماوردي (4/ 427)، و «زاد المسير» لابن الجوزي (3/ 485).

والماورديُّ: هو علي بن محمد حبيب، أبو الحسن البصري، من علماء الشَّافعية، ومن أقضى قضاة عصره، انتقل من البصرة إلى بغداد، وكان يميل إلى مذهب الاعتزال، من تصانيفه «النكت والعيون» في التفسير، و «أدب الدنيا والدين» ، انظر «تاريخ بغداد» (13/ 578)، و «الأعلام» للزركلي (4/ 327).

ص: 1469

أمَّا القولان الأخيران: فمَحْضُ اجتهادٍ مِن أصحابِها، وأَمارة الرَّفع فيها ضَعيفة.

وأمَّا القول الثَّاني في ما رُوِيَ عن عليٍّ رضي الله عنه

(1)

: فعلى تقديرِ صِحَّتِه عنه، فلا تَعارُضَ بين قولِه وحديثِ أبي هريرة هذا؛ بما أبَان عنه الطَّحاوي في قولِه:«مَن لا عِلْم عنده مِمَّن وَقَف على هذين الحديثين يَرَى أنَّهما مُتضادَّان، وحاشا لله أن يكونا كذلك! لأنَّه قد يجوز أن تكون بنو إسرائيل آذتْ موسى عليه السلام مِمَّا ذُكِر، مِمَّا كان، مِمَّا آذته به، في كلِّ واحدٍ مِن الحديثين، حتَّى برَّأه الله مِن ذلك بما بَرَّأه به مِن ذلك، ممَّا هو مَذكور في هذين الحديثين»

(2)

.

وفي مثلِ هذا المَقام مِن الاختلافِ في التَّفسير يسوغ لنا أن نقول: إنَّ كلَّ الأقوالِ الأربعةِ السَّالفِ ذكرُها في الآيةِ لا تَضادَّ بينها، ما دام لفظُ الآية يتناولها كلَّها، لصدقِ أنْ يكون كلٌّ منها أَذيَّةٌ لموسى حقيقةً، وأنَّ الله برَّأه منها كلِّها مِمَّا اِفتَرَوه عليه.

فالأربعةُ مِن قبيلِ اختلافِ التَّنوعِ بين أوجِه التَّفسير لا اختلافِ التَّضاد، وأصلُ كلِّها داخلٌ في بابِ «التَّفسير بالمثالِ» ، ومعناه:«أن يَعْمدَ المفسِّر إلى لفظٍ عامٍّ، فيذكُرَ فَرْدًا مِن أفراده على سَبيل المثالِ لهذا الاسمِ العامِّ، لا على سَبيلِ التَّخصيصِ أو المُطابقة»

(3)

.

وفي تقريرِ احتمالِ الآيةِ لتنوُّعِ مَحامِلها، يقول ابن جَرير: «أَوْلى الأقوال في ذلك بالصَّوابِ، أن يُقال: إنَّ بني إسرائيل آذَوْا نَبيَّ الله ببعضِ ما كان يَكرَه أن يُؤذَى به، فبَرَّأه الله ممَّا آذوه به، وجائزٌ أن يكون ذلك كان قِيلَهم: إنَّه أبْرَص،

(1)

أخرجه عنه أبو حاتم في «تفسيره» (10/ 3158، رقم: 17802)، والطبري في «تفسيره» (19/ 194)، والطحاوي في «مشكل الآثار» (1/ 68)، وضعَّف ابن حجر سَنده في «الفتح» (6/ 438)، ولم يبيِّن وجهَ ضعفِه مع أنَّ ظاهر إسناده الصحَّة.

(2)

«شرح مشكل الآثار» (1/ 69).

(3)

انظر شرح هذا النوع من التفسير في «أصول التفسير» لابن تيمية (ص/14).

ص: 1470

وجائزٌ أن يكون كان ادعاءُهم عليه قَتْلَ أخيه هارون، وجائزٌ أن يكون كلُّ ذلك، لأنَّه قد ذُكِر كلُّ ذلك أنَّهم قد آذَوْه به»

(1)

.

وفي حديث أبي هريرة هذا مثالٌ عجيبٌ على أذِيَّةِ بني إسرائيل لموسى عليه السلام واختلافهم، فإنَّهم أوَّلًا خالفوا نبيَّهم ولم يتَّبعوه في طريقتِه، ثمَّ لم يكتفوا بذلك حتَّى لم يَحْمِلوا فِعْلَه الَّذي هو في غايةِ الحُسنِ على مَحملٍ حَسنٍ، وهو التَّمسُّك بمَحاسِن الأخلاق، بل جَعلوا سَبَبَه نَقْصًا في بَدَنِه! هذا الافتراء في نفسِه أذًى، وإن لم يَكُن واجبَ التَّنزيه عمَّا اختُلِق عليه.

ثمَّ هم لم يذكروا ذلك على سَبيلِ الاحتمالِ، بل جَزَموا به! وأكدَّوا ذلك بأن أقسموا عليه، وحَصَروا الأمرَ فيه، فلم يجعلوا الحاملَ له عليه سِواه، وهذا غايةُ العُتوِّ، ونهاية التَّجَنِّي.

فلهذا أظهر الله براءتَه بأمرٍ اشتمَلَ على عِدَّةِ خَوارق للعادات، وقَصَّ قصَّتَه على نبيِّه صلى الله عليه وسلم، كي يكونَ لأمتِّه في ذلك عِبرة

(2)

؛ والحمد لله.

(1)

«جامع البيان» (19/ 194 - 195)، وانظر «تفسير ابن كثير» (6/ 486).

(2)

انظر «طرح التثريب» (2/ 228 - 229).

ص: 1471