الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفى المعرب للجواليقي: الفنك أعجمى معرب، وهو جنس من الفراء معروف، وقد تكلمت به العرب؛ قال الشاعر يصف الديكة:
كأنما لبست أو أُلبست فنكًا
…
فقلَّصَتْ من حواشيه عن السُّوقِ (1)
المُفَنَّن:
بضم الميم وفتح الفاء وتشديد النون، اسم مفعول من الفعل فُنِّن، وهو: الثوب المختلف اللون والنسج. والتفنين؛ التخليط، يقال ثوب فيه تفنين إذا كان فيه طرائق ليست من جنسه.
والتفنين: فِعْلُ الثوب إذا بلى فتفزَّر بعضه من بعض، وفى المحكم: التفنين تفزّر الثوب إذا بلى من غير تشقّق شديد، وقيل: هو اختلاف عمله برقَّة في مكان وكثافة في آخر، وبه فَسَّر ابن الأعرابي قول أبان بن عثمان: مَثَل اللحن في الرجل السرىّ وذى الهيئة كالتفنين في الثوب الجيد، وثوب مُفنَّن: مختلف، وقال ابن الأعرابي التفنين البقعة السخيفة السمجة الرقيقة في الثوب الصفيق (2).
الفُوطة:
الفوطة بضم الفاء وفتح الطاء: كلمة هندية الأصل؛ دخلت الفارسية؛ وعرفتها العربية عن طريق الفارسية؛ وهي في الفارسية: فُوته؛ ومعناها: الإزار (3)، وهي في التركية أيضًا: فوته؛ وهي في الهندية: بوته، ويبدو أنها من الألفاظ المشتركة بين الهندية والفارسية والتركية.
وفى المخصص: والفوط -بضم الفاء وفتح الواو كزُحَل-: ضرب من الثياب قصار غلاظ تكون مآزر، واحدتها فوطة (4).
وفى اللسان: الفوطة ثوب قصير غليظ يكون مئزرًا يُجلب من السند، وقيل: الفوطة ثوب من صوف، وجمعها: الفوط؛ قال أبو منصور: لم أسمع في شيء من كلام العرب في الفوط، ورأيت بالكوفة أُزرًا مخططة يشتريها
(1) المعرَّب للجواليقي 348، شفاء الغليل للخفاجى 148، الألفاظ الفارسية المعربة 122.
(2)
اللسان 5/ 3476 - 3477: فنن.
(3)
المعجم الفارسي الكبير 2/ 2046.
(4)
المخصص 4/ 73.
الجمَّالون والخدم فيتزرون بها، الواحدة فوطة، فلا أدرى أعربى أم لا (1).
وفى المعرب: فأمَّا الفوط التى تُلبس فليست بعربية (2).
وفى شفاء الغليل: الفوطة: منديل يُتمسَّح به، وهي النشَّافة؛ والفوطة: إزار جمعه فُوَط، قال أبو منصور ليس بعربى (3).
وفى تاج العروس: وقال ابن دريد: فأمَّا الفوط التى تُلبس فليست بعربية، أو هي لغة سندية معربة بُوتة بضمة غير مشبعة، قلت: وهي التى تُسمَّى عندنا باليمن الأزهرية، وكثر استعمال هذا اللفظ حتى اشتقوا منها فعلًا؛ فقالوا: فوَّطه تفويطًا إذا ألبسه الفوطة، ورجل مفوَّط كمعظَّم لابسها، واستعملوها أيضًا الآن على مناديل قصار مخططة الأطراف تنسج بالمحلة الكبرى من أرض مصر يضعها الإنسان على ركبتيه ليقى بها عند الطعام، والفوَّاط ككتان من ينسجها أو يبيعها (4).
وقد وردت الفوطة وجمعها الفوط عند الرحَّالة العربي ابن بطوطة تحمل عدة مدلولات هي:
- نسيج من الحرير يشده العامل على وسطه أثناء العمل عند أهل مدينة شيراز، ويتضح ذلك من قوله:"وكانوا حين الحفر يلبسون أجمل ملابسهم، ويربطون فوط الحرير على أوساطهم، والسلطان يشاهد أفعالهم من منظرة له"(5).
- ثوب قصير غليظ يتزر به عند دخول الحمَّام أو الخروج منه، ويتخذ أيضًا لتتشيف الماء عن الجسد بعد الاستحمام عند أهل مدينة بغداد؛ ويتضح ذلك من قوله: "وكل داخل
(1) اللسان 5/ 3486: فوط.
(2)
المعرب للجواليقي 245.
(3)
شفاء الغليل 146.
(4)
تاج العروس 5/ 200: فوط.
(5)
رحله ابن بطوطة 223.
للحمام يُعطى ثلاثًا من الفوط، إحداها ينزل بها عند دخوله، والأخرى يتزر بها عند خروجه، والأخرى ينشف بها الماء عن جسده" (1)
- سروال يشده الإنسان في وسطه يستر به النصف الأسفل من جسمه عند أهل مقديشيو بالصومال؛ ويتضح ذلك من قوله: "وأتونى بكسوة، وكسوتهم فوطة خز يشدها الإنسان في وسطه عوض السراويل فإنهم لا يعرفونها"(2).
ومن قوله: "ويشدون الفوط في أوساطهم عوضًا عن السروال، وأكثرهم يشد فوطة في وسطه"(3).
- شُقَّة من البز أو القطن توضع على الظهر للتوقى من حرارة الشَّمس عند أهل ظفار باليمن؛ ويتضح ذلك من قوله: "وأكثرهم يشد فوطة في وسطه، وتجعل فوق ظهره أخرى من شدة الحر"(4).
- ثياب من حرير يريطها مُقطِّع اللحم على سائر ملابسه ليصونها من آثار الطعام أثناء إعداد المائدة عند الأتراك، ويتضح ذلك من قوله:"ويأتى الباورجى، وهو مقطع اللحم، وعليه ثياب حرير، وقد ربط عليها فوطة حرير، وفى حزامه جملة سكاكين في أغمادها"(5).
- قطعة من القماش تبلل وتوضع على الجسم لتلطف من شدة الحر؛ عند أهل باكستان؛ وذلك في قوله: "فكان أصحابى يقعدون عراة، يجعل أحدهم فوطة على وسطه، وفوطة على كتفيه مبلولة بالماء، فما يمضى اليسير من الزمان حتى تيبس تلك الفوطة، فيبلها مرَّة أخرى، وهكذا أبدًا"(6).
وقد تكون الفوطة من الحرير الخالص؛ أو من الحرير المخلوط بالقطن أو الكتان؛ ويتضح ذلك من خلال قول
(1) رحلة ابن بطوطة 236.
(2)
السابق 272.
(3)
رحلة ابن بطوطة 276.
(4)
السابق 276.
(5)
رحلة ابن بطوطة 353.
(6)
رحلة ابن بطوطة 417.