الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ضَرْبَ الرِّياحِ النِّطَع المَنْدُودَا (1)
والأنطاع: من أكسية الكعبة (2).
والنِّطْع ضرب من الفُرُش المتخذة من الجلود الثمينة، وارتبط اسمه بالسيف في كثير من المواقف التاريخية، فكل من كان يُحكم عليه بالإعدام يُستعمل له السيف لضرب عنقه والنطع ليُدرج فيه بعد القتل، وكثيرًا ما ردَّد الحجاج بن يوسف الثقفي عبارة: يا غلام، عليَّ بالسيف والنطع.
المِنْطَق:
والمِنْطقة -بكسر الميم- والنِّطاق -بكسر النون-: كل ما شد به الإنسان وسطه، ونطَّقتُ الرَّجُل تنطيقًا فتنطق؛ أي شد المنطقة في وسطه، وقد انتطق بالنطاق والمِنطقة وتنطَّق وتمنطق.
والمنْطق قد يُطلق على الإزار؛ كما في قول الراعى:
كأنَّ مِنْطَقهَا لِيْثَتْ معاقِدُه
…
بواضحٍ من ذُرى الأنقاء بَجْباجِ
منطقها: إزارها، يقول: كأنَّ إزارها دير على نقا رَمْل، وهو الكثيب، ورمل بجباج مُجتمع ضخم.
والنِّطاق: شبه إزار فيه تكة كانت المرأة تنتطق به، وفى حديث أم إسماعيل:"أول ما اتخذ النساء المنطق من قِبَل أم إسماعيل اتخذت مِنطقًا" وهو النطاق؛ وجمعه: مناطق. وهو أن تليس المرأة ثوبها ثم تشد وسطها بشئ وترفع وسط ثوبها وترسله على الأسفل عند معاناة الأشغال لئلا تعثر في ذيلها.
وفى المحكم: النطاق شُقة أو ثوب تلبسه المرأة ثم تشدّ وسطها بحبل ثم ترسل الأعلى على الأسفل إلى الركبة، فالأسفل ينجر على الأرض وليس لها حجزة ولا نيفق ولا ساقان، والجمع: نُطُق.
وقال بعضهم: النطاق والإزار الذي يُثنى والمِنطق ما دخل فيه من خيط أو غيره.
وانتطق الرجل؛ أي لبس المِنْطق،
(1) اللسان 6/ 4460: نطع.
(2)
صبح الأعشى 4/ 277.
وهو كل ما شددت به وسطك، وقالت عائشة في نساء الأنصار: فعمدن إلى حُجَز أو حُجوز مناطقهن فشققنها وسوَّين منها خُمُرًا واختمرن بها حين أنزل اللَّه تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} . والمناطق: واحدها مِنْطَق، وهو النطاق. يُقال: مِنْطق ونِطاق بمعنى واحد، كما يقال مئزر وإزار؛ وملحف ولحاف، ومِسْرد وسِراد.
وكان يُقال لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ذات النطاقين لأنها كانت تطارق نطاقًا على نطاق، وقيل: إنه كان لها نطاقان تلبس أحدهما وتحمل في الآخر الزاد إلى سيدنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبى بكر رضي الله عنه، وهما في الغار، وقيل: إنها شقت نطاقها نصفين فاستعملت أحدهما وجعلت الآخر شدادًا لزادهما.
وروى عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج مع أبي بكر مهاجرين صنعنا لهما سُفْرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما من نطاقها وأوكت به الجراب، لذلك كانت تسمى ذات النطاقين (1).
والمناطق جمع مِنطقة، وهي حزام يُشدُّ على الوسط، ويعبر عنها بالحياصة، ويُلْبسها المَلِك للأمراء عند إلباسهم الخلع.
ويحدثنا المسعودى أن المعتز باللَّه كان أول خليفة أظهر الركوب بحلية الذهب وكان من سلف قبله من خلفاء بنى العباس وكذلك جماعة من بنفي أمية يركبون بالحلية الخفيفة من الفضة والمناطق وأنجاد السيوف والسروج واللُّجم، فلما ركب المعتز بحلية الدهب اتبعه الناس في فعل ذلك" (2).
وعند دوزى: تشير كلمتما: المِنْطَق والمِنْطَقة إلى الحزام، ولكنه دائمًا حزام من الذهب أو الفضة، ولن نقرأ أبدًا منطق أو منطقة من الجلد أو من القماش، أيا كان نوع القماش، وبالرغم من تحريم التحلى بالذهب أو
(1) اللسان 6/ 4463 - 4463: نطق.
(2)
مروج الذهب 4/ 180.