الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كنتُ غصنا بين الرياض رطيبا
…
مائسَ العِطْف من غناء الحمام
صرتُ أحكى عداك في الذل إذ
…
صرتُ برغمى أُداس بالأقدام (1)
والقَبْقَاب يلفظ في مصر بضم القاف: القُبْقَاب، ويستعمله الرجال والنساء على حد سواء داخل الحمامات، غير أن النساء لا يلبسنه في البيوت إلا نادرًا، وبعضهن لا يلبسنه إلا لتفادى تجرير ذلاذل أثوابهن على الأرض، وبعضهن يستعملنه لإطالة قامتهن.
والسوريون في البيوت والدروب يلبسون كذلك غالبًا أحذية من الخشب؛ وهي تعلو على الأرض أكثر من خمسة عشر سنتيمترًا، وهي مقورة تقويرًا عميقًا من الباطن، في الوسط، بين القطعتين الخشبيتين اللتين تمسان الأرض، وهي مطلية طلاء جميلًا بعدة ألوان. وتلبسها النساء كذلك (2).
القُبْطيَّة:
القُبْطِيَّة بضم القاف وسكون الباء: ثياب كتان بيض رقاق تعمل بمصر، وهي منسوبة إلى القِبْط على غير قياس، والجمع: قُباطى، بضم القاف، وقَباطى بفتح القاف.
قال الليث: لما أُلزمت الثياب هذا الاسم غيَّروا اللفظ، فنسبوا إلى الإنسان فقالوا: قُبْطى بالكسر، والثوب: قُبْطى بالضم. وقال شَمِر: القباطىّ ثياب إلى الدِّقة والرِّقة والبياض، قال الكميت يصف ثورًا:
لياحٌ كأنْ بالأتحمية مُسْبَعٌ
…
إزارًا وفى قُبطيِّه متجلبب
وفى حديث أسامة: كسانى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قُبْطيَّة.
قال القُبْطِيَّة: ثوب من ثياب مصر رقيقة بيضاء، وكأنه منسوب إلى القِبْط، وهم أهل مصر. وفى حديث قتل ابن أبي الحُقيق:"ما دلَّنا عليه إلا بياضه في سواد الليل كأنه قبطية". وفى الحديث: أنه كسا امرأة قبطية، فقال: مُرْها فلتتخذ تحتها غلالة لا
(1) التاج 1/ 419: قبب.
(2)
المعجم المفصل لدوزى 281 - 282.
تصف حجم عِظامها. وفى حديث ابن عمر: أنه كان يجلِّل بُدْنه القُباطى والأنماط.
وفى حديث عمر رضى اللَّه عنه: لا تُلْبِسوا نساءكم القباطىّ فإنَّه إن لا يشفُّ فإنَّه يصفُ"؛ ومعناه أنَّ قباطى مصر ثياب رقاق، وهي مع رقتها صفيقة النسج فإذا لبستها المرأة لصقت بأردافها فوصفتها، فنهى عن لُبْسها وأحبَّ أن يكسين الثخان الغلاظ (1).
والقُبْطية وجمعها القباطى: هي ثياب بيض من كتان تتخذ بمصر، والثوب منها: قُبْطى، نسبة إلى القبط؛ والقبط هم المصريون باللغة الإغريقية، ويحدثنا المقريزى أن المقوقس أهدى إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيما أهدى قباء وعشرين ثوبًا من قباطى مصر؛ كما أن الخلفاء كسوا الكعبة بالقباطى المصرية، وقد عُرف هذا النسيج عند الأوربيين باسم Tapestry (2) .
والذى يؤكد أن الخلفاء العباسيين كسوا الكعبة القباطى قول المسعودي: وظهر في أيَّام المأمون ابن الأفطس ودخل مكّة وجرَّد البيت ممَّا عليه من الكسوة إلا القباطى البيض فقط" (3).
وقد كانت هذه القباطى شديدة البياض والصقل؛ وقد ضرب بها المثل؛ فقيل: كأنه القباطى؛ وقال زهير بن أبي سلمى:
ليأْتينَّك منى مَنْطقٌ قَذعٌ
…
باقٍ كما دنَّسَ القبطيةَ الودكُ (4)
وفى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى دحية الكلبى قبطية، وقال: تختمر بها صاحبتك؛ فلما ولى دعاه؛ فقال: مُرْها تجعل تحتها شيئًا لئلا تصف (5). ويبدو أن نسيج القباطى كان يُصنع في مصر منذ العصر الفرعونى، واستمر خلال عصورها التاريخية دون انقطاع، وفى تطوير مستمر، وهو أقدم المنسوجات المصرية المزخرفة.
(1) اللسان 5/ 3514: قبط، المصباح المنير 186.
(2)
النسيج الإسلامي، د. سعاد ماهر، ص 33.
(3)
مروج الذهب 3/ 27.
(4)
الفاخر للمفضل بن أبي سلمة 315، المثل رقم 506.
(5)
شفاء الغليل 312.