الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واستقرّ رأس نوبة الجمداريّة في أيّام [169 ب] أستاذه الناصر محمّد، وزوّجه بأمّ [ولديه] الصالح إسماعيل والكامل شعبان، وعمله لالا أولاده.
فلما مات السلطان الملك الناصر محمّد، أخرجه الأمير قوصون منفيّا إلى صفد، فعاد عن قريب صحبة الأمير قطلوبغا الفخريّ، وأقام حتى خلع الأمير الناصر أحمد، وأقاموا الصالح إسماعيل في السلطنة، [ف] جعل أمير مائة، مقدّم ألف، مدبّر الدولة، وكافل الممالك، وأنعم عليه بعشرين ألف دينار، ومائتي ألف درهم فضّة. فاستمرّ على ذلك مدّة أيّام الصالح وأيّام أخيه الكامل شعبان.
وولي نظر المارستان المنصوريّ بعد موت الأمير جنكلي بن البابا. فأنشأ السبيل وكتّاب السبيل علوة على باب المارستان ووقف عليهما أرضا.
وما زال مكينا في الدولة، وساعدته الأقدار، وكثرت إقطاعاته وأملاكه وأمواله، وهو باق على وظيفة رأس نوبة الجمداريّة، إلّا أنّه أكثر من النوّاب [
…
] إلى أن ركب الكامل لمحاربة الأمراء، وقد ركبوا لحربه. فركب العلائيّ معه، حتى كانوا تجاه الأمراء عند قبّة النصر خارج القاهرة، وقد انفلّ (1) أكثر من كان مع الكامل، فحمل عدّة من الأمراء عليه، وبدر الأمير شجاع الدين أغرلو وضرب العلائيّ في وجهه بسيف بعد ما كان قد ضرب بدبّوس، حتى سقط إلى الأرض وأخذ أسيرا. فعنّفه الأمراء، وكان من خلع الكامل وإقامة المظفّر حاجي ما ذكر في ترجمتهما (2).
ثمّ أخرج إلى الإسكندريّة فسجن بها، حتى قتل في يوم [
…
] سنة ثمان وأربعين وسبعمائة.
وكان كثير المكارم على المماليك السلطانية ونحوهم، متلطّفا مع جميع الناس بالأدب والمداراة وإقامة منار الشرع. وله صدقات ومعروف.
وعمّر بالقرافة خانكاه، وأنعم في سنة واحدة بمائتين وثلاثين فرسا وأربعين ألف دينار.
703 - أرغون الصغيّر الكامليّ [- 758]
(3)
[131 ب] أرغون الكامليّ، الأمير سيف الدين، أحد مماليك الصالح إسماعيل بن محمد بن قلاوون، ويعرف بأرغون الصّغيّر.
رقّاه وهو صغير السنّ حتى صار أمير طبلخاناه، ثمّ اختصّ به الكامل شعبان بن محمّد، ورسم أن يقال له: أرغون الكامليّ، وأنعم عليه بتقدمة ألف، وأعطاه في جمعة واحدة ثلاثمائة ألف درهم، وعشرة آلاف إردبّ غلّة، وعمّر له دارا على بركة الفيل.
ثمّ بعثه ليزور القدس، وأنعم عليه بمائة ألف درهم، وكتب لنوّاب الشام بخدمته، وتقديم التقادم له، وعيّنت له الإقامات طول الطريق.
فلمّا زالت أيّام الكامل، أخذت منه تقدمته وأمر أن يلزم بيته، على إقطاع يقوم به.
ثمّ أنعم عليه في شوّال سنة ثمان وأربعين بإمرة مائة، ثمّ أخرج لنيابة حلب بعد موت قطليجا (4) الحمويّ. فقدمها يوم الثلاثاء نصف رجب سنة خمسين [وسبعمائة]. وباشر النيابة بمهابة إلى أن قدم الأمير كجك الدوادار بأخذ الطرقات على أمير أحمد [الساقي] نائب صفد. فبرز إلى ظاهر
(1) انفلّوا: غلبوا وتفرّقوا.
(2)
حاجي بن محمد بن قلاوون (ت 748). انظر ترجمته في المقفّى ج 3/ 121 رقم 1108. أمّا ترجمة الكامل شعبان، فمفقودة. وأغرلوا السيفي يأتي ص 224 (798).
(3)
الوافي 8/ 356 (3790) وأعيان العصر 1/ 466 (237).
الدرر 1/ 874. المنهل 2/ 319. النجوم 10/ 326.
(4)
قطليجا الحمويّ مات سنة 750.