الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطويل، وتمان تمر العمريّ (1) وأيدمر الدوادار.
فلمّا ركب يلبغا على السلطان [
…
] (2) كان أيدمر مع السلطان وهرب معه، فلمّا قبض يلبغا على السلطان وقتله نفى المذكور إلى الشام ثمّ ولّاه نيابة البيرة فأقام بها إلى أن قتل يلبغا فنقل المذكور إلى نيابة بهنسا ثمّ إلى نيابة غزّة، ثمّ في ذي الحجّة سنة سبعين ولي نيابة طرابلس، ثمّ في أوّل سنة ثلاث وسبعين نقل إلى نيابة حلب، ثمّ في جمادى الآخرة سنة أربع [وسبعين] أعيد إلى نيابة طرابلس، فاستمرّ بها إلى أن طلب في المحرّم سنة ستّ وسبعين إلى مصر وجعل أتابك العساكر بعد الجاي اليوسفيّ (3).
قال بعضهم: وكان مهابا سيوسا، حازما يبدأ الناس بالسلام ويتّبع الأحكام الشرعيّة. توفّى في ذي القعدة سنة ستّ وسبعين وسبعمائة.
880/ 3 - أيدمر الشمسيّ الناصريّ [- 783]
(4)
[237 أ] أمّا عزّ الدين أيدمر الشمسيّ الناصري فهو أحد مقدّمي الألوف بالديار المصريّة ورأس الميمنة.
أنعم عليه أستاذه الملك الناصر بطبلخانة وبعده أعطي تقدمة واستمرّت في يده سنين كثيرة. وأقعد رأس الميمنة واستمرّ على ذلك إلى أن توفّي.
وكان ليّنا، ولمّا حجّ الملك الأشرف كان من جملة الأمراء الذين أقاموا بمصر وهو نائب الغيبة فغلب عليهم المماليك وأخذوا مصر.
توفّي مطعونا في صفر سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة.
وقد [
…
] هو والذي قبله في [
…
] (5).
881 - أيدمر التركيّ المحيويّ [- 648]
(6)
[255 أ] أيدمر بن عبد الله المحيويّ التركيّ، علم الدين، مملوك محيي الدين أبي المظفّر محمد ابن محمد بن ندى الجزري.
اشتغل بالأدب على جماعة، منهم الإمام ضياء الدين أبو طالب بن عبد الله ابن أبي طالب بن سيّد السنجاري، فبرع في الأدب ونظم كفاية المتحفّظ في اللغة، وسمّاها «الغاية في نظم الكفاية» (7).
(1) يلبغا الخاصّكي، قتل يوم الأربعاء 12 ربيع الآخر 768:
البداية والنهاية 14/ 324، الدرر رقم 1218 ج 4، ذيل العبر 216 (سنة 768) وطيبغا الطويل: الدرر رقم 2059 ج 2 (ت 769). وتمان تمر (ت 778): تاريخ ابن قاضي شهبة 3/ 522 (778).
(2)
كلمة غير مفهومة، وسقطت من رواية ابن قاضي شهبة.
(3)
الجاي اليوسفيّ مات غريقا سنة 775: ذيل العبر ص 367.
(4)
هذه الترجمة تتبع ترجمة أيدمر الدوادار مباشرة بدون فاصل. وهي مثل سابقتها نسخة من الترجمتين في تاريخ ابن قاضي شهبة (ت 851) الذي اعتمد على كتابي المقريزيّ: السلوك ودرر العقود (انظر مقدمة عدنان درويش الفرنسية ص 36).
(5)
كلمات غير مفهومة، وقد سقطت من تاريخ ابن قاضي شهبة. والترجمتان كتبتا بخط مغاير لخط المقريزي كأنهما أقحمتا في بحر الكتاب. ثم إنهما سبقتا بنحو عشرين صفحة تراجم الأيادمرة اللاحقين. ثم إن أيدمر الشمسي تأتي له بعد قليل ترجمة برقم 889 ولا علاقة لها بالمترجم هنا. فهذا سؤال يضاف إلى التساؤلات حول مخطوط أو مخطوطات المقفّى.
(6)
الوافي 10/ 7 (4459)، المنهل 3/ 172 (602)، النجوم 7/ 210، فوات 1/ 208 (78)؛ وديوانه طبع منه مختارات بالقاهرة سنة 1931. وكنّاه في الخطة 1/ 342: فخر الترك عتيق وزير الجزيرة.
(7)
كفاية المتحفّظ: ألّفها ابن الأجدايي (ت 600)، كشف الظنون 1500 وهديّة العارفين 1/ 10 ولم يذكرا نظم المحيويّ.
وله [235 ب] قصيدة في فضل الصحابة، وله ديوان شعر مشهور. وأقام بالقاهرة دهرا طويلا.
فلمّا كانت الوقعة بين الملك المعزّ عزّ الدين أيبك التركماني ملك مصر، وبين الملك الناصر يوسف ابن العزيز صاحب الشام على العبّاسيّة في يوم الخميس عاشر ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وستّمائة، خرج فيها فوجد في مدينة بلبيس على بعض الدكاكين وقد ضربه بعض الأعراب بدبّوس على حنكه وقد ورم. فحمل إلى القاهرة فتوفّي بعد الوقعة بأربعة أيّام في يوم الاثنين رابع عشر ذي القعدة المذكور.
ومن شعره يمدح الملك الصالح نجم الدين أيّوب، من أبيات [البسيط]:
نصرت بالرعب قبل البيض والأسل
…
ولطف صنع كصنع الله للرّسل
أوتيت بسطة تمكين قهرت بها
…
معانديك فضع وارفع وصل وطل
تثبّتا ما ظننّاه يكون لإن
…
سان وقد خلق الإنسان من عجل (1)
له يقين أبي بكر وعدل أبي
…
حفص وجود أبي عمرو وبأس عليّ (2)
ومن أخرى [رمل]:
حفظ الله لنا الصال
…
ح مولانا وأبقاه
ووقاه حادث الده
…
ر ولا زال موقّاه
وقال [الهزج]:
أما والسيف لا ترجى
…
له أوبة مضروب
بحدّ غير مصنوع
…
وحسن غير مجلوب
ورمح من قنا الخطّ
…
إلى سمهر منسوب
صليب المتن مأمون ال
…
حشا صدق الأنابيب
وطرف يسبق الطرف
…
جواد غير مركوب
لقد ألبس هذا الدي
…
ن عزّا غير مسلوب
بهذا الملك الصال
…
ح نجم الدين أيّوب
وقال من أبيات في الملك الجواد مظفّر الدين يونس بن مودود ابن العادل أبي بكر بن أيّوب عند وصوله غزّة [البسيط]:
ما بعد مرآك للآمال مقترح
…
ولا وراء هواها فيك مطّرح
أهلا وسهلا وأدنى الله دارك با
…
ملكا هو الروح والدنيا له شبح
أنتم ملوك بني أيّوب إن فسدوا
…
يفسد ويصلح أمر الناس إن صلحوا
وله [الوافر]:
لقد عتب الأمير عليّ إذ لم
…
أسلّم إذ مررت به لماما
[255 ب] ولو علم المراد بذاك منّي
…
تبيّن عنده عذري وقاما
هو الروح الأمين فلست إلّا
…
بظهر الغيب أقريه السلاما
وقال [الوافر]:
(1) خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سورة الأنبياء، الآية:37.
(2)
أبو عمرو إحدى كنى عثمان (رضه). وانظر الديوان، ص 7.
أقول وقد تلاعبت الحميّا
…
بنا وطغى بسورته الشراب
عدوت قضيّة الإنصاف فينا
…
وغيّب من حكومتك الصواب
أخذت الشاربين بما جناه
…
عليك العاصرون وما أصابوا
فقالت وهي تضحك في كئوس
…
ينوب عن الثغور بها الحباب
وجرم جرّه سفهاء قوم
…
فحلّ بغير جارمه العذاب
وله من أبيات [الطويل]:
إلهي، أتاك العالمون بفضلهم
…
من العمل الزاكي ففازوا وأدركوا
ولا فضل إلّا أنّني بك مؤمن
…
وأنّي بحبّ المصطفى متمسّك
وقال [السريع]:
حللت نفسي من عقال الهموم
…
بعقدي الطرف بكتب العلوم [236 أ]
لمّا رأيت الحظّ بي قاعدا
…
قعدت أستأنيه حتى يقوم
وقال [الطويل]:
وذي سفه أضحى يدير لسانه
…
بغيبته منّي على صفح جلّد (1)
ولو شئت قول السوء فيه وفعله
…
لما خانني فيه لساني ولا يدي
وقال [الكامل]:
أهلا بغرّة وجهك الحسن الذي
…
غرر المحاسن أهله وذووه
إن زارني فبفضله أو زرته
…
فلفضله فالفضل لا يعدوه
وقال [الرمل]:
حبّذا الفسطاط من والدة
…
جنّبت أولادها درّ الجفا
يرد النيل إليها كدرا
…
فإذا مازج أهليها صفا
لطفوا فالمزن لا يألفهم
…
خجلا حين رآهم ألطفا (2)
وقال [السريع]:
يا حبّذا مجلسنا مجلسا
…
قد حفّت النعمة جلّاسه
يجلو عليه الغصن أعطافه
…
زهوا ويهدي الزهر أنفاسه
وقال في قصر النهار [الكامل]:
واها ليوم قد لهوت به
…
مقارب الطرفين مختصر
قطعت غزالته مسافتها
…
وثبا كمثل اللمح بالبصر
لم تبد فيه الشمس طالعة
…
حتى تلاها الليل في الأثر
وقال [الرجز]:
كأنّما الهالة حول بدرها
…
كمامة تفتّقت عن زهرها
وقال [المجتثّ]:
وليلة للمعانى
…
فيها اضطراب المريض
قد حال بين جفوني
…
ولذّة التّغميض
(1) قراءة هذا الشطر عسيرة.
(2)
ابن سعيد: المغرب (مصر) 9، الخطط 1/ 342.
رقص البراغيث فيها
…
على غناء البعوض
وقال [المنسرح]:
لو ينطق الدين قال مشتكيا
…
يوما مقال الشجيّ ذي الكمد
[256 أ] كم فارس لي وكم ظهير وكم
…
ركن وكم صارم ومعتمد
الحكم لله ما عرضت على
…
الخذلان حتى تكاثرت عددي
قد كنت ذا عزّة ممنّعة
…
أيّام ما لي في الناس من أحد
وقال [الوافر]:
إذا استقصى ودادك ذو وداد
…
فقد أبدى مقدّمة الزّهادة
إذا ما الشيء زاد إلى انتهاء
…
فلا يرقب سوى نقص الزيادة
وقال [الكامل]:
لي صاحب متلوّن
…
في خلقه جمّ التقلّب
لو كان يجني لم أبل
…
لكنّه يجني ويغضب
وقال [الخفيف]:
لا أهنّي مولاي بالعيد إلّا
…
خوف تعطيل سنّة تعتاد
فمن الجهل أن يهنّا بعيد
…
من به الدهر كلّه أعياد
وقال [الخفيف]:
خير صوم مضى وأعقب أجرا
…
ليس يمضي وخير فطر أتاكا
فتلقّاك بالسعادة هذا
…
وتوخّاك بالمثوبة ذاكا
وقال [الكامل]:
يا نائيا عنّي ولم يبعد وإن
…
بخلت بقرب مزاره الأيّام
[236 ب] وإذا تقاربت القلوب فأهون
…
الأشياء أن تتباعد الأجسام
لو كان أمكن سار كلّ عشيّة
…
منّي إليك تحيّة وسلام
وقال [الكامل]:
كثر العجائب في الزمان ولا أرى
…
عجبا كمثل عجيبة الخصيان
نقصوا فزاد البغض [فلت] عجبوا
…
لزيادة أخذت من النقصان (1)
وقال [م. الخفيف]:
عابني عيبه العيو
…
ب ولو شئت عبته
لكن الفحش لم تع
…
وّده نفسي فعفته
وقال [الكامل]:
انظر إلى الهرمين واسمع منهما
…
ما يرويان عن الزمان الغابر
وانظر إلى أثر الليالي فيهما
…
نظرا بعين القلب لا بالناظر
لو ينطقان يخبّرانا بالذي
…
فعل الزمان بأوّل وبآخر
وإذا هما بدوا لعيني ناظر
…
وصفا له أذني جواد عائر (2)
وقال [السريع]:
مررت مجتازا بصوفيّة
…
لهم لحى يضحك منها جحا
(1) في المخطوط: النقص فاعجبوا. والبيت مختلّ.
(2)
الفرس العائر: الهائم على وجهه.