الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: أنشده يا نصيب.
فأنشده. فقال عبد العزيز: كيف تسمع يا أيمن؟
قال: شعر أسود هو أشعر أهل جلدته.
قال: هو والله أشعر منك!
قال: منّي أيّها الأمير؟
قال: إي والله، منك.
قال: والله أيّها الأمير، إنك لملول طرف (1).
قال: كذبت، والله ما أنا كذلك، ولو كنت كذاك ما صبرت عليك تنازعني التحيّة وتؤاكلني الطعام وتتكئ على وسادتي وفرشي، وبك ما بك- يعني وضحا كان بأيمن-.
فقال: ائذن لي أن أخرج إلى بشر بالعراق، واحملني على البريد.
قال: قد أذنت لك.
وأمر به فحمل على البريد إلى بشر فقال الأبيات المذكورة.
وروى مسلمة بن محارب الزياديّ أنّ خريم بن فاتك مرّ بمجذوم في الطريق فاحتمله وآواه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: رحم الله من فعل هذا [262 ب] بالمجذوم!
وقال أبو اليقظان (2): كان لأيمن فضل ودين.
وكتب إليه عبد الملك بن مروان أن يقاتل معه عمرو بن سعيد [بن العاص، الأشدق] فقال [وافر]:
أأقتل في حجاج بين عمرو
…
وبين خصيمه عبد العزيز
فأقتل ضيعة في غير جرم
ويبقى بعدنا أهل الكنوز؟
…
لعمرك ما هديت إذن لرشدي
ولا وفّقت للحرز الحريز
…
فإنّي تارك لهما جميعا
ومعتزل كما اعتزل ابن كوز (3)
وقال [الرمل]:
إنّ للفتنة شرّا [بيّنا]
…
فاصطبر للأمر حتى يعتدل
وإذا كان عطاء فأتهم
…
وإذا كان قتالا فاعتزل
إنّما يسعرها جهّالها
…
حطب النار فدعها تشتعل
وقال- وقيل: هو لغيره-[وافر]:
يقول لي الأمير إذا رآني
…
تقدّم حين جدّ به المراس
فما لي إن أطعتك غير نفس
…
وما لي غير هذا الرأس رأس
894 - أيوب ابن النحّاس [617 - 699]
(4)
[262 ب] أيّوب بن أبي بكر بن إبراهيم بن هبة الله بن طارق بن سالم بن عبد الله، [الأسديّ]، الحلبيّ، [بهاء الدين]، أبو صابر، الحنفيّ، ابن النحّاس، [مدرّس القليجيّة وشيخ الحديث بها].
سمع بمكّة من ابن بنت الجمّيزى، وبالقاهرة
(1) طرف: قليل المداومة سريع الملل.
(2)
هو النسابة عمر بن حفص الملقّب بسخيم (ت 190).
(3)
ابن كوز رجل من بني أسد رهط أيمن. اعتزل مثله النزاع بين عبد العزيز بن مروان وعمرو بن سعيد بن العاص:
الأغاني 20/ 271.
(4)
الوافي 10/ 36 (4448)، وأعيان العصر 1/ 672 (380)، المنهل 3/ 224 (630)، النجوم 8/ 194، شذرات 5/ 445.