الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم يتشهد وبه قال محمَّد بن مسلم بن شهاب الزهري. وأتي المصنف به لتقوية هذه الرواية
(باب من نسي أن يتشهد وهو جالس)
أي في بيان ما يطلب ممن نسي التشهد الأول ثم تذكره قبل أنا يستوي قائمًا أو بعده والفرق بين هذه الترجمة والتي قبلها أن تلك بين فيها حكم من نسي التشهد ولم يتذكر حتى استوي قائمًا ولذا قال البيهقي "باب من سها فلم يذكر حتى استتمّ قائمًا لم يجلس وسجد للسهو" وهذه بين فيها حكم من تذكر قبل الاستواء قائمًا أو بعده
(ص) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ -يَعْنِي الْجُعْفِيَّ- قَالَ نَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُبَيْلٍ الأَحْمَسِيُّ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "إِذَا قَامَ الإِمَامُ في الرَّكْعَتَيْنِ فَإِنْ ذَكَرَ قَبْلَ أَنْ يَسْتَوِيَ قَائِمًا فَلْيَجْلِسْ فَإِنِ اسْتَوَي قَائِمًا فَلَا يَجْلِسْ وَيَسْجُدُ سَجْدَتَي السَّهْوِ".
(ش)(رجال الحديث)(سفيان) الثوري تقدم في الجزء الأول صفحة 65. و (جابر) ابن يزيد بن الحارث بن عبد يغوث الجعفي أبي عبد الله الكوفي ويقال أبو زيد. روى عن عكرمة وعطاء وأبي الضحى وأبي الطفيل والمغيرة بن شبيل وجماعة. وعنه شريك ومسعر والثوري وشعبة ومعمر وأبو عوانة وكثيرون. قال ابن سعد كان يدلس وكان ضعيفًا جدًا في رأيه وروايته وقال العجلي كان ضعيفًا يغلو في التشيع وكان يدلس وقال الميموني قلت لأحمد ابن خراش أكان جابر يكذب قال إي والله وذاك في حديثه بين وقال أبو حنيفة ما لقيت فيمن لقيت أكذب من جابر الجعفي ما أتيته بشيء من رأيي إلا أتي فيه بأثر وقال سفيان ما رأيت أورع منه في الحديث وقال شعبة صدوق في الحديث وقال وكيع مهما شككتم في شيء فلا تشكوا في أن جابرًا ثقة. توفي سنة سبع أو ثمان وعشرين ومائة. روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه.
و(المغيرة بن شبيل) بالتصغير ويقال ابن شبل (الأحمسي) أبو الطفيل الكوفي روى عن قيس بن أبي حازم وجرير البجلي وطارق بن شهاب. وعنه الأعمش وسعيد بن مسروق وداود في يزيد وحبيب بن أبي ثابت. وثقه ابن معين وقال أبو حاتم لا بأس به وقال في التقريب ثقة من الرابعة. روى له أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
و(قيس بن أبي حازم) ابن عوف البجلي الأحمسي الكوفي. روى عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلى وباقي العشرة وغيرهم من الصحابة. وعنه إسماعيل بن أبي خالد وبيان بن بشر ومجالد بن سعيد والمغيرة بن شبيل
ْوالأعمش وآخرون. أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهاجر إلى المدينة ليبايعه فقبض صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يلقاه وبايع أبا بكر. وأخرج أبو نعيم من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال دخلت المسجد مع أبي فإذا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يخطب فلما خرجت قال لي أبي هذا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يا قيس وكنت ابن سبع أو ثمان (قال) الحافظ لو ثبت هذا لكان قيس من الصحابة. والمشهور عند الجمهور أنه لم ير النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. والصحيح أنه غير صحابي فقد أخرج الحاكم أبو أحمد من طريق جعفر الأحمر عن السري بن يحيى عن قيس قال أتيت النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لأبايعه فجئت وقد قبض النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وأبو بكر قائم على المنبر في مقامه فأطاب الثناء وأكثر البكاء. فيفيد أنه غير صحابي. توفي سنة أربع وثمانين روى له الجماعة
(معنى الحديث)
(قوله إذا قام الإِمام في الركعتين الخ) وفي رواية ابن ماجه إذا قام أحدكم من الركعتين وهو صريح في أن المصلي إذا ترك التشهد الأول والجلوس له رجع إليه ما لم يستقل قائمًا فإن استقل قائمًا لم يرجع وسجد سجدتي السهو
(وبه قال الجمهور) ومنهم الحنفية والشافعية فإن عاد بعد أن استقلّ قائمًا فسدت صلاته على الصحيح عند الشافعية، وعلى الصحيح عند الحنفية
(قال النووي) هذا هو المذهب وبه قطع الجمهور ودليله حديث المغيرة. فإن عاد متعمدًا عالمًا بتحريمه بطلت صلاته وإن لم ينتصب قائمًا عاد (وفي سجود) السهو قولان أصحهما عند جمهور الأصحاب لا يسجد "وقال" القفال وطائفة إن صار إلى القيام أقرب منه إلى القعود ثم عاد سجد وإن كان إلى القعود أقرب أو استوت نسبتهما لم يسجد اهـ
(وقالت) الحنابلة إن استتمّ قائمًا ولم يقرأ فعدم رجوعه أولى. وإنما جاز رجوعه لأنه لم يتلبس بركن مقصود لأن القيام ليس بمقصود في نفسه وعليه سجود السهو لذلك كله
(وقالت) المالكية يرجع ما لم يفارق الأرض بيديه وركبتيه ولا سجود عليه وإن فارق الأرض بما ذكر فلا يرجع فإن رجع ففي بطلان صلاته خلاف والراجح عدم البطلان ولو رجع بعد أن استقل بل ولو قرأ بعض الفاتحة. أما لو رجع بعد قراءة الفاتحة كلها بطلت صلاته. وهذا كله في حق الإِمام والمنفرد أما المأموم فلو ترك التشهد ناسيًا وجلس إمامه وجب عليه الرجوع مطلقًا لمتابعة إمامه (وبه قالت) المالكية والحنفية والحنابلة وهو الأرجح عند الشافعية. وفي بعض النسخ زيادة "قال أبو داود ليس في كتابي عن جابر الجعفي إلا هذا الحديث" ولعله يشير بها إلى ضعف جابر الجعفي وقد علمت ما فيه
(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه أحمد وابن ماجه والبيهقي والطحاوي والدارقطني ومداره على جابر الجعفي وهو ضعيف كما تقدم
(ص) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ نَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ صَلَّى بِنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَنَهَضَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قُلْنَا سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَمَضَى فَلَمَّا أَتَمَّ صَلَاتَهُ وَسَلَّمَ سَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَصْنَعُ كَمَا صَنَعْتُ.
(ش)(رجال الحديث)(المسعودي) هو عبد الرحمن بن عبد الله تقدم في الجزء الرابع صفحة 159. و (زياد بن علاقة) بكسر العين المهملة ابن مالك أبي مالك الثعلبي الكوفي. روى عن جابر بن سمرة والمغيرة بن شعبة وجرير بن عبد الله وأسامة بن شريك وجماعة. وعنه الأعمش والسفيانان وزائدة ومسعر وأبو عوانة وكثيرون. وثقه النسائي وابن معين والعجلي ويعقوب ابن سفيان وقال أبو حاتم صدوق الحديث. توفي سنة خمس وثلاثين ومائة. روى له الجماعة
(معنى الحديث)
(قوله فنهض في الركعتين الخ) وفي رواية الترمذي فلما صلى ركعتين قام ولم يجلس فسبح له من خلفه فأشار إليهم أن قوموا. وقوله فقلنا سبحان الله يعني أشرنا له إلى الجلوس. وقوله سبحان الله أشار لهم إلى القيام
(قوله رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يصنع كما صنعت) أتي به دليلًا على ما فعل. وقد صرّح في رواية الطحاوي بما صنعه رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقال صلى بنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فاستوي قائمًا من جلوسه فمضى في صلاته فلما قضي صلاته سجد سجدتين وهو جالس ثم قال إذا صلى أحدكم فقام من الجلوس فإن لم يستتم قائمًا فليجلس وليس عليه سجدتان فإن استوي قائمًا فليمض في صلاته وليسجد سجدتين وهو جالس
(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه البيهقي والطحاوي
(ص) قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ
(ش) غرض المصنف بسوق هذا التعليق والذي بعده تقوية رواية المسعودي في أن الثابت عن المغيرة بن شعبة فيمن ترك التشهد الأول سجود السهو بعد السلام.
ورواية ابن أبي ليلي أخرجها الترمذي من طريق هشيم نا ابن ليلى عن الشعبي قال صلى بنا المغيرة بن شعبة فنهض في الركعتين فسبح به القوم وسبح بهم فلما قضى صلاته سلم ثم سجد سجدتي السهو وهو جالس ثم حدثهم أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فعل بهم مثل الذي فعل وأخرجها البيهقي من طريق أبي أسامة عن ابن أبي ليلى
(ص) وَرَوَاهُ أَبُو عُمَيْسٍ عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ صَلَّى بِنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ مِثْلَ حَدِيثِ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ أَبُو عُمَيْسٍ أَخُو الْمَسْعُودِيِّ
(ش)(قوله أبو عميس أخو المسعودي) فإنهما أولاد عبد الله بن عتبة بن مسعود. ولم نقف على أثر ثابت من طريق أبي عميس. لكن روى ابن أبي شيبة قال حدثنا محمَّد بن بشر نا معشر عن ثابت بن عبيد قال صليت خلف المغيرة بن شعبة فقام في الركعتين فلم يجلس فلما فرغ سجد سجدتين
(ص) وَفَعَلَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمُغِيرَةُ وَعِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ وَالضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ
(ش) أثر سعد بن أبي وقاص أخرجه ابن أبي شيبة عن بيان عن قيس قال صلى سعد بن مالك بأصحابه فقام في الركعة الثانية فسبح به القوم فلم يجلس وسبح هو وأشار إليهم أن قوموا فصلى
وسجد سجدتين وأخرج الطحاوي نحوه (وأثر) عمران بن حصين أخرجه ابن أبي شيبة عن هشام عن محمَّد قال صلى بنا عمران بن حصين في المسجد فنهض في ركعتين أو قعد في ثلاث وأكثر ظن هشام أنه نهض في الركعتين فلما أتمّ الصلاة سجد سجدتي السهو (وأثر) الضحاك بن قيس أخرجه ابن أبي شيبة أيضًا عن أسباط بن محمَّد عن مطرّف عن الشعبي قال صلى الضحاك بن قيس بالناس الظهر فلم يجلس في الركعتين الأوليين فلما سلم سجد سجدتين وهو جالس. و (الضحاك بن قيس) ابن خالد بن وهب بن ثعلبة بن وائلة الفهري أبو سعيد قال البخاري له صحبة وقال الحافظ استبعد بعضهم صحبته وجماعة من النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ولا بعد فيه فإن أقل ما قيل في سنه عند موت النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أنه كان ابن ثمان سنين وقال الطبري مات النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وهو غلام وقال الحاكم زعم الواقدي أن الضحاك بن قيس لم يسمع من النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم والصواب قول أبي جعفر محمَّد بن جرير إنه قد صحت له عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم روايات كثيرة ذكر فيها سماعه من رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم اهـ
(ومن الروايات) التي فيها سماع الضحاك منه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ما أخرجه الحاكم من طريق الحسن أن الضحاك ابن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد بن معاوية سلام عيك أما بعد فإني سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الدخان يموت منها قلب
الرجل كما يموت بدنه يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا يبيع أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل وإن يزيد قد مات وأنتم إخواننا وأشقاؤنا. ومنها ما أخرجه من طريق يزيد بن عبد الله بن الشخير قال سمعت أبا سعيد الضحاك بن قيس الفهري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا أتي الرجل القوم فقالوا مرحبًا فمرحبًا به يوم يلق ربه وإذا أتي الرجل القوم فقالوا له قحطًا فقحطًا له يوم القيامة. روى عنه محمَّد بن سوقة وأبو إسحاق السبيعي وتميم بن طرفة وميمون بن مهران وعبد الملك بن عمير. قيل توفي سنة أربع وستين (ولم نقف) على أثرمعاوية بن أبي سفيان الموافق لفعل سعد بن أبي وقاص من تأخير سجدتي السهو بعد السلام "وربما" يستأنس له بما أخرجه النسائي بسنده عن محمَّد بن يوسف مولى عثمان عن أبيه يوسف أن معاوية صلى إمامهم فقام في الصلاة وعليه جلوس فسبح الناس فتمّ على قيامه ثم سجد سجدتين وهو جالس بعد أن أتمّ الصلاة ثم قعد على المنبر فقال إلى سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول من نسي شيئًا من صلاته فليسجد مثل هاتين السجدتين "وبما قاله" الترمذي في جامعة في "باب ما جاء في سجدتي السهو بعد السلام والكلام " بعد ما أخرج حديث ابن مسعود وفي الباب عن معاوية وعبد الله بن جعفر وأبي هريرة اهـ
لكن يخالف ذلك ما أخرجه الطحاوي من طريق محمَّد بن يوسف مولى عن عن أبيه قال إن معاوية ابن أبي سفيان صلى بهم فقام وعليه جلوس فلم يجلس فلما كان في آخر صلاته سجد سجدتين قبل أن يسلم وقال هكذا رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يصنع
(ص) وَابْنُ عَبَّاسٍ أَفْتَى بِذَلِكَ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
(ش) أي أفتي عبد الله بن عباس وعمر بن عبد العزيز بأن من قام من ثنتين ولم يتشهد يمضي في صلاته ويسجد للسهو بعد السلام (وفتوي) ابن عباس أخرجها الطحاوي بسنده عن عمرو ابن دينار عن عبد الله بن عباس قال سجدتا السهو بعد السلام. وأخرج أيضًا بسنده عن عطاء ابن أبي رباح قال صليت خلف ابن الزبير فسلم في الركعتين فسبح القوم فقام فأتم الصلاة فلما سلم سجد سجدتين بعد السلام قال عطاء فانطلقت إلى ابن عباس فذكرت له ما فعل ابن الزبير فقال أحسن وأصاب اهـ
(وأما فتوي) عمر بن عبد العزيز فقد أخرجها الطحاوي أيضًا بسنده قال الزهري قلت لعمر بن عبد العزيز السجود قبل السلام فلم يأخذ به
(ص) قَالَ أَبُو دَاوُدَ هَذَا فِيمَنْ قَامَ مِنْ ثِنْتَيْنِ ثُمَّ سَجَدُوا بَعْدَ مَا سَلَّمُوا.
(ش) أي سجدكل من ذكر للسهو بعد ما سلم من الصلاة إلا معاوية بن أبي سفيان فإنه
سجد قبل السلام كما علم من رواية الطحاوي. ولعل غرضه بذكر هذه العبارة زيادة الإيضاح وإلا فهي معلومة مما قبلها
(ص) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ وَالرَّبِيعُ بْنُ نَافِعٍ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَشُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ -بِمَعْنَي الإِسْنَادِ- أَنَّ ابْنَ عَيَّاشٍ حَدَّثَهُمْ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدٍ الْكَلَاعِيِّ عَنْ زُهَيْرٍ -يَعْنِي ابْنَ سَالِمٍ الْعَنْسِيِّ- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ عَمْرٌو وَحْدَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ "لِكُلِّ سَهْوٍ سَجْدَتَانِ بَعْدَ مَا يُسَلِّمُ". لَمْ يَذْكُرْ عَنْ أَبِيهِ. غَيْرُ عَمْرٍو.
(ش)(رجال الحديث)(شجاع بن مخلد) الفلاس نزيل بغداد أبو الفضل البغوي روى عن يحيى بن زكرياء وابن علية وإسماعيل بن عياش ووكيع بن الجراح وغيرها. وعنه مسلم وأبو داود وابن ماجه وموسي بن هارون والبغوي وآخرون. وثقه أحمد وأبو زرعة وابن قانع وابن معين. توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين
(قوله بمعني الإسناد) يعني أنهم اتفقوا في معنى سند الحديث لا في لفظه. و (بن عياش) هكذا في أكثر النسخ بالياء التحتانية والشين المعجمة وفي بعض النسخ ابن عباس بالموحدة والسين المهملة ولعله تصحيف. وابن عياش هو إسماعيل تقدم في الجزء الأول صفحة 141.
و(عبيد الله بن عبيد) أبي وهب الدمشقي. روى عن مكحول وبلال ابن سعد وزهير بن سالم وحسان بن عطية. وعنه سويد بن عبد العزين والأوزاعي ويحيي بن حمزة وإسماعيل بن عياش. وثقه دحيم وقال ابن معين ليس به بأس وقال في التقريب صدوق من السادسة. توفي سنة ثنتين وثلاثين ومائة. روى له أبو داود وابن ماجه.
و(الكلاعي) بفتح الكاف نسبة إلى كلاع. إقليم بالأندلس ومحلة بنيسابور. و (زهير بن سالم) أبي المخارق الشامي روى عن ابن عمرو وعبد الرحمن بن جبير والحارث بن أيمن وعميربن سعد. وعنه عبيد الله بن عبيد وثور بن يزيد وفضيل بن فضالة وطائفة. قال الدارقطني منكر الحديث وقال في التقريب صدوق فيه لين وكان يرسل من الرابعة.
و(العنسي) بالنون نسبة إلى عنس بفتح أوله وسكون ثانيه مخلاف باليمن ينسب إلى عنس بن مالك بن أدد
(قوله قال عمرو وحده عن أبيه) أي قال عمرو بن عثمان في روايته عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه ولم يذكر عن أبيه من شيوخ المصنف غيره
(معنى الحديث)
(قوله لكل سهو وسجدتان) ظاهره أن السجود يتكرّر بتكرّر السهو في الصلاة