الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جزءًا من صلاته. وفي رواية البخاري يري أن حقًا أن لا ينصرف إلا عن يمينه. وهو بيان للنصيب الذي يجعله المصلي للشيطان. وكان هذا من نصيب الشيطان لمخالفته ما ثبت عنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فإنه كان ينصرف يمينًا وشمالًا كما تقدم. وفيه ذمّ من اعتقد غير الواجب واجبًا
(قوله وقد رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أكثر الخ) بصيغة أفعل وهي رواية مسلم أيضًا. وفي رواية البخاري لقد رأيت النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كثيرًا ينصرف عن شماله (وفي هذا) دلالة على أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أكثر ما كان ينصرف من صلاته بعد السلام على يساره. وفي رواية مسلم والبيهقي من طريق إسماعيل بن عبد الرحمن السدي قال سالت أنسًا كيف أنصرف إذا صليت عن يميني أو عن يساري قال أما أنا فأكثر ما رأيت النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ينصرف عن يمينه. ولا ينافي حديث الباب لأنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان ينصرف عن يمينه تارة وعن شماله تارة أخري فأخبر كل منهما بما اعتقده الأكثر. وتقدم تمام الكلام عليه في "باب الإِمام ينحرف بعد التسليم"
(قوله قال عمارة أتيت المدينة بعد الخ) أي أتيت المدينة بعد ما سمعت هذا الحديث من الأسود بن يزيد فرأيت حجرات أزواجه صلى الله عليه وآله وسلم عن يساره إذا استقبل القبلة في الصلاة. ولعله كان ينصرف كثيرًا إلى جهة يساره ليدخل منزله
(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه والبيهقي
(باب صلاة الرجل التطوع في بيته)
وفي نسخة "باب التطوع في البيت"
(ص) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ نَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللهِ أَخْبَرَنِي نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "اجْعَلُوا في بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلَاتِكُمْ وَلَا تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا".
(ش)(يحيى) القطان تقدم في الجزء الأول صفحة 248. وكذا (عبيد الله) بن عمر بن حفص صفحة 271
(قوله اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم) أي اجعلوا بعض صلاتكم في بيوتكم فمن تبعيضية والمراد به النافلة للحديث الذي بعده ولما رواه البيهقي وسيأتي للمصنف أيضًا أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أتي مسجد بنى عبد الأشهل فصلى فيه المغرب فلما قضوا صلاتهم رآهم يسبحون فقال هذه صلاة البيوت
"وقوله يسبحون أي يصلون النافلة" وفي رواية
الترمذي والنسائي عليكم بهذه الصلاة في البيوت (وقال القاضي عياض) قيل هذا في الفريضة ومعناه اجعلوا بعض فرائضكم في بيوتكم ليقتدي بكم من لا يخرج إلى المسجد من نسوة وعبيد ومريض ونحوهم اهـ (وقال النووي) الصواب أن المراد النافلة وجميع أحاديث الباب تقتضيه ولا يجوز حمله على الفريضة اهـ
(قوله ولا تتخذوها قبورًا) أي لا تجعلوها كالقبور في عدم الصلاة فيها ففيه تشبيه البيوت التي لا يصلي فيها بالقبور لعدم قدرة من فيها على العبادة وفي رواية مسلم عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مثل البيت الذي يذكر الله تعالى فيه والبيت الذي لا يذكر الله تعالى فيه كمثل الحي والميت
(وقال) التوربشتي المراد أن من لم يصلّ في ييته جعل نفسه كالميت وبيته كالقبر اهـ
(وقال الخطابي) المراد لا تجعلوا بيوتكم وطنًا للنوم فقط لا تصلون فيها فإن النوم أخو الموت والميت لا يصلي. وأما من تأوله على النهي عن دفن الموتى في البيوت فليس بشيء فقد دفن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في بيته الذي كانت يسكنه أيام حياته اهـ
وقوله وأما من تأوله على النهي عن دفن الموتى الخ "تعقبه" الحافظ في الفتح بأن النهي عن دفن الموتى في البيوت هو ظاهر لفظ الحديث قال وما استدل به الخطابي على ردّة من دفنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في بيته فقد قال الكرماني لعل ذلك من خصائصه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وقد روى أن الأنبياء يدفنون حيث يموتون. وإذا حمل دفنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في بيته على الاختصاص لم يبعد غيره عن ذلك بل هو متجه لأن استمرار الدفن في البيوت ربما صيرها مقابر فتصير الصلاة فيها مكروهة اهـ ببعض تصرّف (وحثّ) صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على النافلة في البيت لكونه أخفي وأبعد من الرياء وأصون من المحبطات وليتبرّك البيت بالصلاة فيه وتنزل فيه الرحمة والملائكة كما جاء في رواية مسلم والبيهقي عن جابر قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إذا قضي أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرًا
(فقه الحديث) دلّ الحديث على استحباب صلاة النافلة في البيوت. ودلّ بمفهومه على أن المقابر ليست محلا للصلاة. وتقدم بسط الكلام عليه في "باب النهي عن الصلاة في المواضع التي لا تجوز فيها الصلاة"
(والحديث) أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه والترمذي والبيهقي
(ص) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي النَّضْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله