الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(باب إذا لم يخرج الإِمام للعيد من يومه يخرج من الغد)
أي إذا لم يخرج الإِمام لصلاة العيد يومه لعذر فليخرج إلى الصلاة من اليوم التالي له. وفي بعض النسخ "باب إذا لم يخرج الإِمام في يوم العيد أيخرج من الغد"
(ص) حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ نَا شُعْبَةُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ رَكْبًا جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَشْهَدُونَ أَنَّهُمْ رَأَوُا الْهِلَالَ بِالأَمْسِ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُفْطِرُوا وَإِذَا أَصْبَحُوا أَنْ يَغْدُوا إِلَى مُصَلَاّهُمْ.
(ش)(شعبة) بن الحجاج بن الورد تقدم في الجزء الأول صفحة 32، و (أبو عمير) هو
عبد الله بن أنس بن مالك
(قوله عن عمومة له) جمع عمّ كالخؤولة جمع خال
(قوله أن ركبًا جاءوا إلى النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الخ) أي أن جماعة أتوا النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس لأنه غمّ على أهل المدينة هلال شوّال فأصبح الناس صيامًا فجاء هذا الركب إليه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وأخبروه بأنهم رأوا الهلال فأمر الناس بالفطر وأن يغدوا إلى المصلى في اليوم الثاني صرّح بذلك في رواية ابن ماجه عن أبي عمير أيضًا قال حدثني عمومتي من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا أغمي علينا هلال شوّال وأصبحنا صيامًا فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أنهم رأوا الهلال بالأمس فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يفطروا وأن يخرجوا إلى عيدهم من الغد (وفيه دلالة) على أنه إذا فات وقت صلاة العيد أول يوم صليت في اليوم الثاني قبل الزوال (وإلى ذلك) ذهب أبو حنيفة وصاحباه والأوزاعي والثوري وأحمد وإسحاق والقاسم والناصر والمؤيد بالله لا فرق عندهم بين ما إذا فاتت للبس أو غيره من الأعذار (وقيده أبو طالب) بما إذا كان الترك في اليوم الأول لعذر اللبس
(وذهبت الشافعية) إلى أنها تقضي أبدًا على الصحيح عندهم لأنه يسنّ قضاء النفل المؤقت إن خرج وقته. وروى الخطابي عن الشافعي أنهم إن علموا بالعيد قبل الزوال صلوا وإلا لم يصلوا يومهم ولا من الغد لأنه عمل في وقت فلا يعمل في غيره (وكذا) قال مالك وأبو ثور
(والحديث) حجة عليهم قال الخطابي سنة النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أولى بالاتباع وحديث أبي عمير صحيح فالمصير إليه واجب اهـ
(قال في النيل) وصحح الحديث ابن السكن وابن حزم وابن حجر اهـ
وقال
ابن القطان وعندي أنه حديث يجب النظر فيه ولا يقبل إلا أن تثبت عدالة أبي عمير فإنه لا يعرف له كبير شيء وإنما حديثان أو ثلاثة لم يروها عنه غير أبي بشر "جعفر بن أبي وحشية" ولا أعرف أحدًا عرف من حاله ما يوجب قبول روايته اهـ
(وقال) ابن عبد البر أبو عمير مجهول
(قال) الحافظ كذا قال وقد عرف أبا عمير من صحح حديثه اهـ بتصرّف
(وقال النووي) في الخلاصة هو حديث صحيح وعمومة أبي عمير صحابة لا تضرّ جهالة أعيانهم لأن الصحابة كلهم عدول واسم أبي عمير عبد الله اهـ
والحديث وإن كان واردًا في عيد الفطر يلحق به عيد الأضحى إذ لا فرق بينهما وهذا الحديث من أدلة القائلين بوجوب صلاة العيد وتقدم الكلام عليه
(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه وابن حبان والبيهقي وقال إسناده حسن والصحابة كلهم ثقات سموا أولم يسموا وأخرجه الدارقطني وقال إسناده حسن وأخرجه الصحاوى في شرح معانى الآثار
(ص) حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ نُصَيْرٍ نَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ نَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُوَيْدٍ أَخْبَرَنِي أُنَيْسُ بْنُ أَبِي يَحْيَى أَخْبَرَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سَالِمٍ مَوْلَى نَوْفَلِ بْنِ عَدِيٍّ أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُبَشِّرٍ الأَنْصَارِيُّ قَالَ كُنْتُ أَغْدُو مَعَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الْمُصَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الأَضْحَى فَنَسْلُكُ بَطْنَ بَطْحَانَ حَتَّى نَأْتِىَ الْمُصَلَّى فَنُصَلِّيَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ نَرْجِعُ مِنْ بَطْنِ بَطْحَانَ إِلَى بُيُوتِنَا.
(ش)(رجال الحديث)(حمزة بن نصير) بن حمزة بن نصير الأسلمي مولاهم أبو عبد الله العسال المصري. ووهم من زعم أنه ابن نصير بن الفرج لأن ذاك طرسوسي وهذا مصري. روى عن ابن أبي مريم ويحيى بن حسان وأسد بن موسى. وعنه أبو داود وعلى بن أحمد وأحمد بن راشد. قال في التقريب مقبول من الحادية عشرة.
و(ابن أبي مريم) هو سعيد ابن الحكم تقدم في الجزء الأول صفحة 100 و (إبراهيم بن سويد) بن حيان المدني. روى عن عمرو بن أبي عمرو وأنيس بن أبي يحيى ويزيد بن أبي عبيد. وعنه ابن أبي مريم وابن وهب. وثقه ابن معين وقال أبو زرعة ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أتى بمناكير وقال في التقريب ثقة يغرب من الثامنة. روى له البخاري وأبو داود. و (أنيس) مصغرًا (ابن أبي يحيى) ابن سمعان الأسلمي. روى عن أبيه وإسحاق بن سالم. وعنه إبراهيم بن سويد وحاتم بن إسماعيل