الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن
كتاب الأطعمة
(من الصحاح)
[3079]
حديث أبي حذيفة بن عقبة القرشي البشمي- رضي الله عنه صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه). المعنى: أنه يجد سبيلا إلى تطيير بركة الطعام بترك التسمية عليه في أول ما يتناوله المتناولون، وذلك حظه من ذلك الطعام. ومعنى الاستحلال هو: أن تسمية الله تمنعه من الطعام، كما أن التحريم يمنع المؤمن عن تناول ما حرم عليه، والاستحلال: استنزال الشيء المحرم محل الحلال، وهو في الأصل مستعار من حل العقدة.
[3080]
ومنه حديث جابر- رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه) الحديث.
قلت: فيه تنبيه على أن الشيطان لا يستطيع أن يأوى إلى بيت ذكر صاحبه [اسم] الله عند دخوله، ولا ينتفع من طعام ذكر اسم الله عليه، وذلك أن انتهازه الفرصة من الإنسان دون الغفلة ونسيان الذكر يقع منه موقع الغذاء من الإنسان لتلذذه بذلك وتقويه، ويحتمل أن يكون إصابته من الطعام التقوى برائحته، والذكر هو المانع له عن حضور الطعام.
[3082]
ومنه حديث ابن عمر- رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (لا يأكلن أحدكم بشماله) الحديث.
المعنى أنه يحمل أولياؤه من الإنس على ذلك الصنيع ليضاد به عباد الله الصالحين، ثم إن من حق نعم الله، والقيام بشكره أن يكرم، ولا يستهان بها، ومن حق الكرامة أن تتناول باليمين، ويميز بها بين ما كان من النعمة وبين ما كان من الأذى.
[3086]
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر- رضي الله عنه (ولا يدعها للشيطان) إنما صار تركها للشيطان؛ لأن فيه إضاعة نعمة الله والاستحقار لها من غير ما بأس، ثم إنه من أخلاق المتكبرين، والمانع عن تناول تلك اللقمة في الغالب هو الكبر، وذلك من عمل الشيطان.
[3088]
ومنه حديث أنس- رضي الله عنه[127/ب](ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان قط، ولا في سكرجة) الحديث.
الخوان: الذي يؤكل عليه، معرب. والأكل عليه لم يزل من دأب المترفين، وصنيع الجبارين لئلا يفتقروا إلى التطأطؤ، عند الأكل. (ولا في سكرجة) الرواة يضمون الأحرف الثلاثة من أولها، وقيل: إن الصواب فتح الراء منها.
قلت: وهو الأشبه؛ لأنه فارسي معرب، والراء في الأصل منه مفتوحة، والعجم كانت تستعملها في الكواميخ وما أشبهها من الجوارشنات على الموائد حول الأطعمة للتشهي والهضم، فأخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأكل على هذه الصفة قط.
[3090]
ومنه حديث سهل بن سعد- رضي الله عنه (ما رأى رسول الله النقى) المراد بالنقى: الخبز الحواري، قال الشاعر:
من نقى فوقه أدمه
ومنه الحديث في صفة أرض المحشر: (كقرصة النقى).
[3093]
ومنه حديث أبي موسى (أن المؤمن يأكل في معي واحد) الحديث. أراد بذلك أن المؤمن يقل شرهه على الطعام ويبارك له في مطعمه ومشربه حتى تقع النسبة بينه وبين الكافر، كنسبه من يأكل في معي واحد مع من يأكل في سبعة أمعاء. فإن قيل: فقد يوجد في المؤمنين من تزداد نهمته على الكافر.
قلنا: الأوضاع مختلفة والناس يتفاوتون في التناول على حسب الأوضاع، فليس إلى المعنى الذي أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الوجه سبيل. وإنما يتحقق ذلك المعنى إذا قدرت ذلك في شخص واحد أو في مؤمن، وكذلك في الأشخاص. وقد قيل في تأويله: إنه مثل؛ لأن المؤمن لا يأكل إلا من الحلال ويتوقى الحرام والشبهة، والكافر لا يبالي ما أكل، ومن أين أكل، وكيف أكل. وهذا تأويل حسن غير أن في الحديث قصة تنقض هذا التأويل على قائله، وهي: ما ذكر أبو هريرة- رضي الله عنه في حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضافه ضيف كافر، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فحلبت فشرب حلابها، ثم أخرى فشربه، ثم أخرى فشربه، حتى شرب حلاب سبع شاه [128/أ] ثم أصبح من الغد فأسلم، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فحلبت فشرب حلابها، ثم أمر له بأخرى فلم يستتمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(المؤمن يشرب في معي واحد) الحديث. وهو حديث حسن.
وقد اختلف في الرجل من هو فقيل: هو نضلة بن عمرو الغفاري. وقيل: هو أبو نضرة جميل بن بصرة الغفاري، وقد اختلف في جميل، فمنهم من قال بالحاء المهملة المضمومة، ومنهم من [قاله] بالجيم المفتوحة، وهو جد عزة التي يشبب بها كثير، أبو أبيها.
[3095]
ومنه حديث عائشة- رضي الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (التلبينة مجمة لفؤاد المريض) الحديث. التلبينة: حساء يتخذ من دقيق أو نخالة، وربما جعل فيها عسل، سميت بذلك تشبيها باللبن لبياضها ورقتها، ويقال لها بالفارسية: سبوساب.
ومعنى مجمة أي: مريحة إذا ضمت ميمها، وقيل: تسرو عنه همه. وفي معناه: الحساء يرو عن فؤاد السقيم. وقيل: يجمعه ويكمل صلاحه ونشاطه، ومنهم من يفتح الميم، والضم أكثر وأجود.
[3098]
ومنه قول عمرو بن أمية- رضي الله عنه في حديثه (يحتز من كتف شاة) بالحاء المهملة أي: يقطع.
[3101]
ومنه حديث سعيد بن زيد- رضي الله عنه (الكمأة من المن) الكمأة: واحدها (كمء) على غير قياس، وهو من النوادر، تقول: هذا كمء، وهذان كمآن، وهؤلاء أكمؤ ثلاثة، فإذا كثرت فهي الكمأة.
وقد فسر المن في الرواية الأخرى، وقال أبو عبيد: إنما شبهها بالمن الذي كان يسقط على بني إسرائيل عفوا بلا علاج، كذلك الكمأة لا مؤنة فيها ببذر ولا بسقى.
قلت: ويستعمل المن في النعمة، ويستعمل بمعنى القطع، والذهاب فيه إلى كلا المعنيين صحيح أما النعمة فظاهر، وأما القطع فلأنه يسقط كالشيء المقطوع، ولهذا يقال للترنجبين.
[3103]
ومنه قول جابر- رضي الله عنه في حديثه (نجني الكباث) الكباث: بالفتح: النضيج من ثمر الأراك، وما لم يونع منه فهو برير.
[3107]
ومنه حديث سعد بن أبي وقاص- رشي الله عنه- (من تصبح بسبع تمرات عجوة) الحديث.
قيل: هو تفعل، من: صبحت القوم أي: سقيتهم الصبوح، وصبحت لغة في صبحت، والأصل في الصبوح شرب الغداة، وقد يستعمل في الأكل أيضا؛ لأن شرب اللبن عند العرب بمنزلة [128/ب] الأكل.
والعجوة: شرب من أجود التمر بالمدينة، ونخلتها تسمى اللينة. والخاصية التي ذكرها فيها إنما كانت بدعائه؛ وذلك أن القوم تبرموا عن الاجتراء بالتمر حتى قالوا: أحرق بطوننا التمر، وكان قد دعا في طعام المدينة غير مرة، وأعلمه الله بما جعل فيه من البركة، ووضع فيه من المنفعة، لاسيما في التمر الذي كان أكثر طعامهم، أعلمهم بما أعلمه الله ليعرفوا مواقع نعمة الله عليهم، ويشكروها ولا يزدروها.
[3112]
ومنه قول عائشة- رضي الله عنها في حديثها (توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وما شبعنا من الأسودين) الأسودان: التمر والماء، والسواد للتمر دون الماء، فنعتا بنعت واحد، والعرب تفعل ذلك في الشيئين يصطحبان فيسميان معا باسم الأشهر منهما. هذا قول أصحاب الغريب.
قلت: وقد بقى عليهم بقية، وذلك أنهم لم يبينوا وجه التسوية بين التمر والماء في العوز، ومن المعلوم أنهم كانوا في سعة من الماء، قلت: إنما قالت ذلك؛ لأن الري من الماء لم يكن ليحصل لهم من دون الشبع من الطعام، فإن أكثر الأمم لاسيما العرب يرون شرب الماء على الريق بالغا في المضرة، فقرنت بينهما لعوز التمتع بأحدهما بدون الإصابة من الآخر، وعبرت عن الأمرين: أعني الشبع والري بفعل واحد كما عبرت عن التمر والماء بوصف واحد.
[3116]
ومنه حديث جابر- رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم (أتى بقدر فيه خضروات
…
الحديث). كذا رواه البخاري في كتابه بالقاف، وقد قيل: إن الصواب فيه (أتى ببدر) بالباء، وهو طبق يتخذ من الخوص، ولعله سمي بذلك لاستدارته استدارة بالبدر، وخضروات بفتح الخاء وكسر الضاد جمع خضرة أي: بقول خضرات، ورواه بعضهم بضم الخاء وفتح الضاد.
[3118]
ومن قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي أمامة- رضي الله عنه (غير مكفي، ولا مودع، ولا مستغني عنه ربنا).
قال الخطابي في معناه: غير محتاج إلى الطعام؛ فيكفى لكنه يطعم فيكفى، (ولا مودع): ولا متروك الطلب إليه والرغبة فيما عنده، فإن كل من استغنى عن الشيء تركه.
قلت: وعلى هذا فالضمير من بناء المفعول في الألفاظ الثلاثة راجع إلى الله تعالى، (ربنا) خبر [129/أ] للمبتدأ وهو (غير).
قلت: وأكثر ظني أني وجدت الرواية فيهما بالنصب. وعلى هذا (فغير) منصوب صفة للمصدر الذي هو الحمد. وربنا على النداء، ويكون غير مكفي في معنى غير كاف أي: نحمدك حمدا لا نكتفي به بل نعود فيه كرة بعد أخرى.
وكذلك المعنى فيما بعده. وقد روى في بعض طرق هذا الحديث (غير مكفور) وهو مستقيم على الروايتين. والله أعلم.
(ومن الحسان)
[3122]
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أمية بن مخشي الخزاعي- رضي الله عنه (فلما ذكر اسم الله استقاء ما
في بطنه) أي: صار ما كان له وبالا عليه مستلبا عنه بالتسمية. وهذا تأويل على سبيل الاحتمال غير موثوق به، فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم يطلع من أمر الله في بريته على ما لا سبيل لأحد إلى معرفته إلا بالتوقيف من جهته.
[3126]
ومنه حديث سلمان- رضي الله عنه (قرأت في التوراة
…
الحديث) المراد من الوضوء- ها هنا- غسل اليد وتنظيفها لا غير. ولو ذهب ذاهب إلى أن المراد منه الطهارة الكاملة) التي نؤتي بها للصلاة رد قوله بحديث ابن عباس الذي يتلو هذا الحديث. فإن قيل: فما يمنعك أن تذهب في حديث سلمان إلى تأسيس العزيمة وفي حديث ابن عباس إلى تشريع الرخصة.
قلنا: يمنعنا قوله: (والوضوء بعده)؛ لأن الوضوء بعده على نعت الكمال لا معنى له في حصول البركة بعد الفراغ منه، كما أن أحدا لو ذكر الله سبحانه على غير طهر ثم تطهر لينال فضل الذكر على طهارة فيما سبق منه لم يقع ذلك موقعه. ومعنى البركة في الوضوء بعده: عظم فائدة الطعام باستعمال النظافة، فإنه إذا ترك ذلك أضر به الغمر الذي حصل في يده من الطعام وعاقه عن استمرائه، فيعود ترك ذلك إليه بالنقصان في قلة النماء ووجدان المنفعة.
قلت: والإتيان بالوضوء عند التناول والفراغ إنما يستحب في طعام تتلوث عنه اليد ويتولد منه الوضر.
[3132]
ومنه حديث أم المنذر بنة قيس الأنصارية- رضي الله عنها (دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه على، ولنا دول معلقة
…
الحديث). الدوالي: عذوق بسر تعلق فإذا أرطب أكل، واحدها في القياس دالية. قال أبو عبيد الهروي: ولم أسمع به.
[3133]
ومنه حديث أنس- رضي الله عنه (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الثفل)[130/ب] الثفل في الأصل: ما سفل من كل شيء [وقولهم]: (تركت بني فلان مثافلين) أي: ليس لهم لبن فهم يأكلون الحب، وذلك عند البدوي من أشد الأحوال، وقد فسر بعض العلماء الثفل بما يقتات. وفسره إبراهيم الحربي في هذا الحديث بالثريد، وأنشد:
يحلف بالله وإن لم يسأل
…
ما ذاق ثفلا منذ عام أول
قلت: [وصيغة] القول في الحديث تشهد له بالإصابة.
[3134]
ومنه حديث نبيشة الخير الهذلي- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أكل في قصعة
فلحسها
…
الحديث) استغفار القصعة عبارة عما صودف فيها من أمارة التواضع ممن أكل فيها وبرائته من الكبر، وذلك مما يوجب له المغفرة، فأضاف إلى القصعة؛ لأنها كالسبب لذلك.
[3136]
ومنه قول ابن عباس- رضي الله عنه في حديثه: (والثريد من الحيس). الحيس: تمر يخلط بأقط وسمن. والأصل فيه الخلط، ومنه قول الراجز:
التمر والسمن جميعا والأقط
…
الحيس إلا أنه لم يختلط
[3140]
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه إنك رجل مفؤود، وآت الحارث بن كلدة) الحديث. المفؤد: الذي أصابه داء في فؤاده. وفأدته فهو مفؤود: أصبت فؤاده. ويقال: رجل مفؤد وفئيد أي: لا فؤاد له. وأهل اللغة يقولون: الفؤاد هو القلب، وقيل: الفؤاد غشاء القلب. وقد قيل: يشبه أن سعدا كان مصدورا فكنى بالفؤاد عنه؛ لأنه كان محله.
ويشكل من هذا الحديث: أنه نعت العلاج، ثم أحاله إلى الطبيب، ثم أمر الطيب باستعمال ما نعته.
والوجه في ذلك أن نقول: إنما صنع ذلك لتحققه بان رأي الطبيب يوافق قوله، فأحب أن يصدقه ويشهد له بالإصابة، أو كان إحالته إلى الطبيب لعلمه باتخاذ الدواء والصنعة فيه وحذقه بكيفية الاستعمال، وذلك من الأبواب العملية، وقلما يوجد ذلك إلا من كثرة الممارسة منه. وإنما قال:(من عجوة المدينة) لما عرف فيها من البركة والخاصية التي جعلها الله فيها بدعائه، ثم لموافقتها مزاج من تعودها. وكان سعد قد مرض مرضه ذلك بمكة عام الفتح، ولهذا قال:(من عجوة المدينة) وكان مرضه هذا قبل الهجرة (فليجأهن) أي: فليدقهن [131/أ] وفي غير هذه الرواية أنه وصف له الوجئة وهي المدقوقة، حتى يلزم بعضها بعضاً،
وتبل عند الدق بسمن ولبن ليكون أشد لزوما. وإنما قال: (ليلدك) وهو سقي الإنسان الدواء في أحد شقي فيه؛ لأنه وجده على حالة من المرض لم يكن يسهل له تناوله الدواء إلا على تلك الهيئة، أو علم أن تناوله على تلك الهيئة أنجع. والحارث بن كلدة الثقفي مات في أول الإسلام، ولم يصح إسلامه. ويستدل بهذا الحديث على جواز مشاورة أهل الكفر في الطب إذا كانوا من أهله، وابنه الحارث بن الحارث بن كلدة يعد في المؤلفة قلوبهم.
[3143]
ومنه حديث سلمان- رضي الله عنه (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن والفراء) قلت: إنما سئل عنها توقيا عن الشبهات، فإن العرب يومئذ كانوا مسلمين وكفارا، فتداخلهم الشبهة لذلك، وقد غلط بعضهم في الفراء فرأى أنه جمع الفرا وهو الحمار الوحشي، وإنما هي جمع الفرو الذي يلبس. وإنما سألوا عنها حذرا من صنيع أهل الكفر في اتخاذهم الفراء من جلود الميتة من غير دباغ، ومما يبين صحة ما ذكرنا أن علماء الحديث أوردوا هذا الحديث في اللباس، ولو أورده مورد في باب الطعام لم يكن ذلك حجة على الاختلاف فيها؛ فإن الحديث مشتمل على السؤال مما هو طعام ومما هو لباس؛ فصح الاستدلال بهذا الحديث في كل واحد من الجنسين.
[3144]
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر- رضي الله عنه (من برة سمراء ملبقة بسمن) السمراء:
الحنطة. وقيل: هي حنطة فيها سواد خفي، وعلى هذا يصح أن يكون سمراء صفة لبرة. ولعل هذا النوع كان أحمد الأنواع عندهم. وإن لم يثبت هذا، فإن سمراء بدل من برة. و (ملبقة) ملخوطة به خلطا شديدا. يقال: ثريدة ملبقة: إذا خلطت خلطا شديدا.
[3148]
ومنه قول عكراش بن ذؤيب المزني- رضي الله عنه في حديثه (أتينا بجنفة كثيرة الثريد والوذر) الوذر: جمع وذرة مثل تمر وتمرة: وهي القطعة من اللحم.
[3149]
ومنه حديث عائشة- رضي الله عنها (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أهله الوعك
…
الحديث). الوعك: الحمى وشدة مراسها. والحساء- بالفتح والمد- طعام معروف، وكذلك الحسو على فعول.
وفيه (وإنه ليرتو) أي: يقوى ويشد.
[3150]
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه: (العجوة من الجنة) يريد بذلك (131/ب) المبالغة في الاختصاص بالمنفعة والبركة.