الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أي: اشتكى أنفه من البره، فهو أنف على القصر، والمد فيه خطأ، والبعير إذا كان أنفًا للوجع الذي به ذلول منقاد، أي سبيل سلكوا به فيه اتبع وأي مناخ وعر ناب أنيخ عليه استناخ.
قال أبو عبيد: كان الأصل في هذا أن يقال: مأنوف: لأنه مفعول به، كما قالوا: مصدور ومبطون، وجميع ما في الجسد على هذا، وجاء هذا الحرف شاذاً، والله أعلم.
ومن
باب الغضب والكبر
(من الصحاح)
[3838]
حديث أبي هريرة- رضي الله عنه (أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني، قال: لا تغضب ..) الحديث.
قلت: قد كان صلى الله عليه وسلم مكاشفاً بأوضاع الخلق عارفاً بأدوائهم، يضع الهناء مواضع النقب، يأمرهم بما هو أولى بهم، فلما استوصاه الرجل، وقد رآه ممنواً بالقوة الغضبية لم ير له خيراً ان يتجنب عن دواعي الغضب، ويزحزح نفسه عنه.
[3839]
ومنه حديثه الآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم (ليس الشديد بالصرعة).
الصرعة على مثال الهمزة: الذي يصرع الناس [163/ب].
حول المعنى فيه من القوة الظاهرة إلى القوة الباطنة، وقد سبق القول فيه.
[3842]
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود- رضي الله عنه: (الكبر بطر الحق وغمط الناس).
البطر: سوء احتمال الغنى. وقيل: الطغيان عند النعمة. وقيل: معنى بطر الحق أن يجعل ما جعله حقاً من توحيده وعبادته باطلاً. وأصله مأخوذ من قول العرب: ذهب دمه بطراً أو بطرا.
وقيل: البطر الحيرة، ومعناه أن يتحير عند الحق فلا يراه حقاً.
وقيل: هو أن يتكبر عند الحق فلا يقبله.
وتفسيره على الباطل أشبه لما ورد في غير هذه الرواية: (إنما ذلك من سفه الحق وغمض الناس)، أي: رأى الحق سفهاً.
وغمط الناس: أي احتقرهم، وفي معناه غمض وقد ورد بهما الرواية.
(ومن الحسان)
[3846]
حديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يحشر المتكبرون أمثال الذر).
يحمل ذلك على المجاز دون الحقيقة، أي: أذلاء مهانين يطأوهم الناس بأرجلهم.
وإنما منعنا عن القول بظاهره ما أخبرنا به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن الأجساد تعاد على ما كانت عليه من الأجزاء حتى إنهم يحشرون غرلاً يعاد منهم ما انفصل عنهم من القلفة، وإلى هذا المعنى أشار بقوله صلى الله عليه وسلم:(يغشاهم الذل من كل مكان).
وفيه: (تعلون نار الأنيار) المشهور في الأنيار أنها جمع النير وهو العلم، وهو أيضاً الخشبة المعترضة في عنق الثورين، ويجمع على نيران وأنيار، وجمع النار: نور وأنور ونيران، فلعل بعض الرواة رواه كذلك قياساً على النيران والأنيار.
ومعنى نار الأنوار: أن النار تحترق منها احتراق الأشياء من النار.
[3847]
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عطية بن عروة السعدي- رضي الله عنه: (إذا غضب أحدكم فليتوضأ).
أراد أن ذلك يسكن غضبه، وقد ذكر السبب فيه، وقد روى في هذا الحديث الاغتسال مكان الوضوء [164/أ] فيحمل أمر الاغتسال على الحال التي يكون الغضب فيها أقوى وأغلب [أم] يحمل على أنه أتم الأمرين.
[3849]
ومنه حديث أسماء بنت عميس- رضي الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بئس العبد تخيل واختال). أي: تخيل له أنه خير من غيره.
واختال أي: تكبر. (يختل الدنيا بالدين) أي يراودها ويطلبها.