الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شبهه في مخرفته بالصائد يختل الصيد، والاصل فيه الخداع. والمعنى أن يطلب الدنيا بعمل الآخرة.
وفيه (يخبل الدين بالشبهات)، بالباء المنقوطة بواحدة، من الخبال وهو الفساد، أي يفسد دينه بالشبهات فصحف.
وفيه: (رغب يذله) الرواية عندي بفتح الغين، أي تذله الرغبة في الدنيا، ومن الناس من يقول رغب بضم الراء وسكون الغين، وهة الشره يقال: الرغب شؤم، ولعل الأصل في السعة، يقال: جوف رغيب، أي: واسع، فكنى به عن الحرص والشره. والحديث فيه كلام، رواه الترمذي بإسناد له عن هشام بن سعيد الكوفي وقد ذكره ابن أبي عدي في كتابه، وقال: عامة ما يرويه لا يتابع عليه.
وقد ذكر الترمذي بعد الحديث أن إسناده ليس بالقوي.
ومن
باب الظلم
(من الصحاح)
[3853]
حديث ابن عمر- رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مر بالحجر قال: (لا تدخلوا بيوت الذين ظلموا أنفسهم
…
) الحديث.
الحجر: منازل ثمود، وذلك في مسيره إلى تبوك، خشى على أصحابه أن يجتازوا على تلك الديار ساهين غير متعظين بما أصاب أهل تلك الديار، وقد أمرهم الله بالانتباه والاعتبار في مثل تلك المواطن.
وفيه: (قنع رأسه) يحتمل وجهين:
أحدهما: أنه أخذ قناعاً على رأسه شبه الطيلسان، وهو الأظهر.
والآخر: أن يكون مبالغة من الإقناع أي: أطرق فلم يلتفت يميناً ولا شمالاً كيلا يقع بصره عليها وقد حلت بأهلها المثلات، وهم فيهان فصارت معلمة بمقت الله وغضبه.
وفي الحديث: أنه نهاهم أن يشربوا ماءها، وكانوا قد خمروا به عجينتهم، فأمرهم أن يعلفوها [164/ب] دوابهم، ولم يرخص لهم في الأكل منها.
[3855]
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه: (فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم، فطرح عليه ثم طرح في النار).
فإن قيل: كيف التوفيق بين قوله سبحانه: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وبين هذا الحديث؟.
قلنا: تأويل هذا الحديث عندنا أن نقول: إذا لم يكن له حسنة يقتص بها ما عليه من المظالم أخذ بمظلمة صاحبهن فطرح في النار، وغفر لصاحبه خطاياه؛ لكون مظلوماً، فيصبر كأنه أخذ من المظلوم ما عليه من الوزر، وطرح على الظالم.
(ومن الحسان)
[3856]
حديث أبي هريرة- رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها ..) الحديث.
لتؤدن: على بناء المجهول، والحقوق مرفوع. هذه هي الرواية المعتد بها، ويزعم بعضهم ضم الدال ونصب الحقوق، والفعل مسند إلى الجماعة الذين خوطبوا به، والصحيح ما قدمناه.
(الجلحاء): التي لا قرن لها:، يقال: بقر جلح.