الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن
باب حفظ اللسان والغيبة
(من الصحاح)
] 3629 [حديث أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم).
أهلكهم بضم الكاف. ويروى أيضا] 155/أ [بفتح الكاف. قيل: هذا إذا قاله استحقارا واستصغارا لشأنهم وما هم عليه، لا تحزنا وإشفاقا، فيكون ما أكتسب بذلك عجبا بنفسه أشد مما هم فيه. وقيل: المراد به أهل البدع والغلاة الذين يؤيسون الناس من رحمة الله ويوجبون لهم الخلود بذنوبهم، إذا قال ذلك في أهل السنة والجماعة.
وعلى الفتح معناه أنهم ليسوا كذلك إلا هلكوا، إلا من قبله، بما نسبهم إليه من الهلاك، لا من قبل الله.
[3637]
ومنه حديث عائشة: (أن رجلا استأذن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ائذنوا له فبئس أخو العشيرة ..) الحديث.
لا سبيل الى معرفة وجه هذا الحديث وما ورد في معناه إلا بعد التحقق بامتياز حال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك من حال غيره، فإنه كان يخبر عن الغيب بأمر الله، ولو لم يأذن له لم يكن ليفعل، ففي قوله:(ائذنوا له فبئس أخو العشيرة) تنبيه للسامعين على أخذ حذرهم منه، ورخصة للأمة في التوقى عن شر من لا يؤمن شره، بإظهار البشر له والانبساط اليه.
وقولها: تطلق له، يحتمل أنه بني من الطلاقة. ويحتمل أنه بمعنى الانشراح يقال: ما تطلق له نفسي، أي ما تنشرح.
[3638]
ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرين) .. الحديث.
يعني الذين يعملون المعاصي جهرة، ويكشفون ما ستره الله عليهم من ذلك.
وفيه وجه آخر، وهو أنهم يجاهرون بأعمالهم القبيحة فيتحدثون به.
يقال: جهر به وأجهره. وهذا الوجه أشبه بنظم الكلام.
و (المجاهرين) حرف في كتاب المصابيح، وقدم الهاء على الجيم ثم كتب مرفوعا، وحقه النصب على الاستثناء،] والمجانة [أن لا يبالي الإنسان ما صنع.
(ومن الحان)
] 3647 [حديث أبي سعيد الخدري رفعه الى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أصبح ابن دم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان ..) التكفير: أن يخضع الإنسان لغيره كما يكفر العلج للدهاقين يضع يده على صدره ويتطامن له.
قال جرير:
وإذا سمعت بحرب قيس بعدها
…
فضعوا السلاح، وكفروا تكفيرا.
[3659]
ومنه حديث عائشة: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: (حسبك من صفية أنها كذا) يعني قصيرة.
فقال: (لقد قلتي كلمة لو مزجت بالبحر لمزجته)
قلت: قد حرفت الفاظ هذا الحديث في كتاب المصابيح، والصواب على ما ذكرناه، والمزج على معنى] 155/ب [المجاز والاتساع. والمراد منه أن تلك الكلمة التي اغتبت بها أختك المؤمنة، وعبتها بها لو قدر أن لو كانت مما تمزج بالبحر مع غزارته لغيرته عن حاله.