الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[3913]
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أنس- رضي الله عنه (بجاء بابن آدم يوم القيامة كأنه بذج). البذج من أولاد الضأن بمنزلة العنود من أولاد المعز. أراد بذلك هوانه وعجزه. وفي بعض طرق هذا الحديث (كأنه بذج من الذل).
ومن
باب فضل الفقراء
(من الصحاح)
[3916]
حديث أبي هريرة- رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رب أشعث مدفوع بالأبواب
…
) الحديث ..
يريد أنه يدفع عند الدخول إما باليد وإما باللسان، فيرد بالفعل وهو الفع بالقهر، أو بالقول وهو أن لا يؤذن له، بل يعلل بالعذر.
وصحف الكلمتان في المصابيح فلم نجد نسخة إلا ما أصلح من النسخ غلا وفيها: (مرقوع الأثواب) بالراء والقاف والثاء المنقوطة بثلاث.
وفيه: (لو أقسم على الله لأبره). يذهب كثير من الناس في معنى ذلك إلى أنه مثل قول القائل: اللهم إني أقسم عليك بجلالك أن تفعل كذا.
ولا يستقيم هذا المعنى في مثل هذا الموضع، لأنه قال: لأبره، أي: صدقه وصدق يمينه، يقال: أبر الله قسمك: إذا لم يكن حانثا. ولا مدخل للصدق والكذب في مثل هذه اليمين، فيدخلها الإبرار.
وإنما المعنى أنه لو حلف يمينا على أن الله يفعل الشيء أو لا يفعله جاء الأمر فيه ما يوافق يمينه. يدل عليه حديث أنس بن النضر [167/ب] عم أنس- رضي الله عنهما أنه قال حين كسرت أخته الربيع ثنية جارية من الأنصار، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص:(لا والله لا تكسر ثنيتها يا رسول الله) فرضي القوم وقبلوا الأرش، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره).
قلت: وقد وجدنا فيما ذكر عن السلف أن أبا جعفر الدوانيقي لما قرب من الحرم في آخر قدمة قدمها أنذر به سفيان الثوري وخوف منه، وكان سيء الرأي في سفيان فقال: برنت من رب هذه البنية لو دخلها ابو جعفر، فقتله القولنج ميمون ولم يدخلها.
[3918]
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة- ضي الله عنه: (وأصحاب الجد محبوسون). أصحاب الجد هم الأغنياء، والجد بالفتح الغنى.
[2924]
ومنه قول أنس- رضي الله عنه في حديثه: (أنه مشى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بخبز شعير وإهالة سنخة).
الإهالة: الدسم ما كان. والنسخة: المتغيرة. يقالب: سنخ الطعام وزنخ: إذا تغير.
[3925]
ومنه حديث عمر- رضي الله عنه: (دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على رمال حصير).
رملت الحصير أي: سففته، وأرملته مثله، ورمل سريره وأرمله إذا رمل شريطا أو غيره فجعله ظهرا له.
ورمال الحصير: ما نسج منه عودا عودا. يقال لكل نسجة منه رمل، وتجمع على رمال.
وفي كتاب الترمذي (على رمل حصير) مكان رمال، فكأنه جعل الكل نسجة واحدة، وفي بعض الروايات (على رمال سرير).
وفي حديث عمر هذا (رمال حصير) أثبت، وكذا روى في الصحاح.
=====
=====