الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بلاد فارس، وكانت أيّامه ستّ عشرة سنة، وأبو الحسن علىّ بن محمد الواعظ المصرىّ، وعلى بن حمشاد «1» العدل.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع وسبع عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وثمانى عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 339]
السنة الخامسة من ولاية أنوجور على مصر، وهى سنة تسع وثلاثين وثلثمائة- فيها غزا سيف الدولة علىّ بن عبد الله بن حمدان بلاد الروم في ثلاثين ألفا، ففتح حصونا وقتل وسبى وغنم؛ فأخذ الروم عليه الدرب عند خروجه فاستولوا على عسكره قتلا وأسرا، واستردّوا جميع ما أخذ لهم، وأخذوا جميع خزائن سيف الدولة، [ونجا «2» ] فى عدد يسير. وفيها استولى [منصور «3» بن] قرا تكين على الرّىّ والجبال ودفع عنها عسكر ركن الدولة. وفيها ردّ الحجر الأسود الى موضعه، بعث به القرمطىّ مع [أبى] محمد بن سنبر «4» الى الخليفة المطيع لله، وكان بجكم قد دفع فيه قبل تاريخه خمسين ألف دينار وما أجابوا، وقالوا: أخذناه بأمر وما نردّه إلا بأمر؛ فلما ردّوه في هذه السنة قالوا: رددناه بأمر من أخذناه بأمره. وكذبوا؛ فإن الله تعالى قال: (وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللَّهُ أَمَرَنا بِها)
. [فكذّبهم «5» الله تعالى بقوله] : (قُلْ إِنَ
اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ)
. وإن عنوا بالأمر القدر فليس ذلك حجّة لهم، فالله تعالى قدّر عليهم الضلال والمروق من الدين، وقدّر عليهم أن يدخلهم النار، فلا ينفعهم قولهم:«أخذناه بأمر» . ولما أتوا بالحجر الأسود أعطاهم المطيع مالا له جرم؛ وكان الحجر الأسود قد بقى اثنتين وعشرين سنة. وقال المسبّحىّ: وفيها وافى سنبر بن الحسن الى مكّة ومعه الحجر الأسود، وأمير مكّة معه. فلما صار بفناء البيت أظهر الحجر، وعليه ضباب فضّة قد عملت من طوله وعرضه تضبط شقوقا قد حدثت عليه بعد انقلاعه، وأحضر له صانعا معه جصّ يشدّه [به] . فوضع سنبر بن الحسن ابن سنبر الحجر الأسود بيده وشدّه الصانع بالجصّ. وقال لمّا ردّه: أخذناه بقدرة الله ورددناه بمشيئته. وفيها توفّى محمد بن أحمد الصّيمرىّ كاتب معزّ الدولة ووزيره، فقلّد مكانه أبا محمد الحسن بن محمد المهلّبىّ. وفيها في عيد الأضحى قتل الناصر لدين «1» الله عبد الرّحمن بن محمد الأموىّ صاحب الأندلس ولده عبد الله، وكان قد خاف من خروجه «2» عليه؛ وكان الناصر من كبار العلماء، روى عن محمد بن عبد الملك بن أيمن وقاسم بن أصبغ وله تصانيف: منها مجلّد في" مناقب بقىّ بن مخلد" رواه عنه مسلمة «3» ابن قاسم. وفيها توفّى عبد الرّحمن بن إسحاق أبو القاسم الزّجّاجىّ النحوىّ من أهل
بغداد، وسكن طبريّة وأيلة وحدّث بدمشق وصنّف في النحو" مختصرا". وفيها غزا سيف الدولة في شهر ربيع الأوّل ووافاه عسكر طرسوس في أربعة آلاف عليهم القاضى أبو الحصين، فسار إلى قيساريّة وفتح عدّة حصون وسبى وقتل، ثم سار إلى سمندو «1» ثم إلى خرشنة يقتل ويسبى، ثم الى صارخة «2» بينها وبين قسطنطينيّة سبعة أيّام. فلمّا نزل عليها واقع الدّمستق مقدّمته فظهرت عليه فلجأ إلى الحصن، وخاف على نفسه؛ ثم جمع والتقى بسيف الدولة، فهزمه الله أقبح هزيمة وأسرت بطارقته.
وكانت غزوة مشهورة، وغنم المسلمون مالا يوصف؛ وبقوا في الغزو أشهرا. وفيها توفّى الخليفة القاهر أبو منصور محمد ابن الخليفة المعتضد بالله أحمد ابن ولىّ العهد أبى أحمد طلحة الموفّق ابن الخليفة المتوكّل جعفر العباسى الهاشمىّ البغدادىّ.
استخلف أوّلا بعد خلع المقتدر بالله جعفر، ثم خلع بعد ثلاثة أيّام، ودام دهرا الى أن بويع ثانيا بالخلافة بعد قتل جعفر المقتدر سنة عشرين وثلثمائة؛ فأقام في الخلافة الى أن خلعوه من الخلافة في جمادى الأولى سنة اثنتين وعشرين وثلثمائة بالراضى بالله أبى العباس محمد «3» ، وسملت عيناه فسالتا على خدّه، وحبسوه مدّة ثم أهملوه وسيّبوه حتّى