الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرازىّ، ومحمد بن حامد بن سرىّ يعرف «1» بخال السّنّىّ، ومحمد بن يزيد «2» بن عبد الصمد، وممشاد الدّينورىّ «3» الزاهد.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع وثلاث عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وثلاث أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 310]
السنة الثانية من ولاية هلال بن بدر على مصر، وهى سنة عشر وثلثمائة- فيها قبض الخليفة المقتدر على أمّ موسى القهرمانة وصادر أخاها وحواشيها وأهلها؛ وسبب ذلك أنّها زوّجت بنت أخيها أبى بكر «4» أحمد بن العباس من أبى العباس محمد بن إسحاق بن المتوكّل على الله، وكان من سادة بنى العباس يترشّح للخلافة، فتمكّن أعداؤها من السعى عليها، وكانت قد أسرفت بالمال في جهازها، وبلغ المقتدر أنها تعمل له على الخلافة؛ فكاشفتها السيدة أمّ المقتدر وقالت: قد دبرّث على ولدى وصاهرت ابن المتوكّل حتى تقعديه في الخلافة؛ فسلّمتها الى ثمل القهرمانة ومعها أخوها وأختها، وكانت ثمل مشهورة بالشرّ وقساوة القلب، فبسطت عليهم العذاب واستخرجت منهم الأموال والجوهر؛ يقال: إنه حصّل من جهتهم ما مقداره ألف ألف دينار. وفيها قلّد الخليفة المقتدر نازوك الشّرطة بمدينة السلام مكان محمد بن
عبد الله بن طاهر. وفيها توفّى بدر [بن عبد الله «1» ] الحمامىّ الكبير أبو النجم «2» المعتضدىّ، كان أوّلا مع ابن طولون فولّاه الأعمال الجليلة، ثم جهّزه خمارويه إلى الشأم لقتال القرمطىّ فواقعه وقتله، ثم ولى من قبل الخلفاء أصبهان وغيرها إلى أن مات على عمل مدينة «3» فارس، وكان أميرا ديّنا شجاعا وجوادا محبّا للعلماء والفقراء؛ وقيل: إنّه كان مستجاب الدعوة؛ ولما مات ولّى المقتدر مكانه ابنه محمّدا. وفيها توفّى محمد بن جرير ابن يزيد بن كثير «4» بن غالب أبو جعفر الطبرىّ العالم المشهور صاحب التاريخ وغيره، مولده في آخر سنة أربع وعشرين ومائتين أو أوّل سنة خمس وعشرين ومائتين، وهو أحد أئمة العلم، يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه، وكان متفنّنا في علوم كثيرة، وكان واحد عصره؛ وكانت وفاته في شوّال بخراسان، وأصله من مدينة طبرستان. قال أبو بكر الخطيب:«جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، فكان حافظا لكتاب الله، بصيرا بالمعانى، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، بصيرا بأيّام الناس وأخبارهم؛ له الكتاب المشهور في تاريخ الأمم، وكتاب التفسير، وكتاب تهذيب الآثار لكن لم يتمّه؛ وله في الأصول والفروع كتب كثيرة» . انتهى. وفيها توفّى أحمد بن يحيى بن زهير أبو جعفر التسترىّ الحافظ الزاهد، سمع الكثير وحدّث وروى عنه خلق كثير. قال الحافظ أبو عبد الله بن مندة: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبى جعفر التسترىّ؛ وقال التسترىّ: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبى زرعة الرازىّ؛ وقال أبو زرعة: ما رأيت في الدنيا أحفظ من أبى بكر بن أبى شيبة.