الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإمام أبو سعيد بن الأعرابىّ نزيل مكّة، كان إماما حافظا ثبتا، سمع الكثير، وروى عنه عالم كثير، وكان كثير العبادة، شيخ الحرم في وقته علما وزهدا وتسليكا وكان صحب الجنيد وعمرو بن عثمان المكىّ وأبا أحمد القلانسىّ وغيرهم.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو سعيد أحمد ابن محمد بن زياد بن بشر البصرىّ ابن الأعرابىّ، وإبراهيم بن أحمد أبو إسحاق المروزىّ الشافعىّ، وأبو علىّ الحسين «1» بن صفوان البردعىّ، والكلاباذىّ المعروف بالأستاذ «2» أحد أئمة الخليفة، والزجاجىّ صاحب «الجمل» أبو القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق، وأبو محمد قاسم بن أصبغ القرطبىّ، وأبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علىّ ابن حرب، وأبو الحسن الكرخىّ شيخ حنفيّة العراق عبيد الله بن الحسين.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع وأربع عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ست عشرة ذراعا وسبع أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 341]
السنة السابعة من ولاية أنوجور على مصر، وهى سنة إحدى وأربعين وثلثمائة- فيها ظفر الوزير المهلّبىّ بقوم التناسخيّة، وفيهم شاب يزعم أن روح علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه انتقلت فيه، وفيهم امرأة تزعم أن روح فاطمة رضى الله عنها انتقلت اليها، وفيهم آخر يزعم أنّه جبريل؛ فضربوا، فتعزّوا «3» بالانتماء لأهل البيت؛ فأمر معزّ الدولة بإطلاقهم لتشيّع كان فيه. قلت: والمشهور عن بنى بويه
التشيّع والرّفض. وفيها أخذت الروم سروج «1» فقتلوا وسبوا وأحرقوا البلد. وفيها حجّ بالناس أحمد بن عمر بن يحيى العلوىّ. وفيها في آخر شوال توفّى المنصور أبو طاهر إسماعيل بن القائم بأمر الله محمد بن عبيد الله المهدىّ العبيدىّ الفاطمىّ صاحب المغرب، مات بالمنصورة التى بناها ومصرها، وصلّى عليه ابنه ولىّ عهده أبو تميم معذ الملقّب بالمعزّ لدين الله؛ وهو الذي تولّى الخلافة بعده. وكان ملكا حادّ الذهن سريع الجواب فصيحا مفوّها يخترع الخطب، عادلا في الرعيّة، أبطل كثيرا من المظالم مما أحدثه آباؤه؛ ومات وله أربعون سنة، وكانت مدّة مملكته سبعة أعوام وأيّاما؛ وخلّف خمسة بنين وخمس بنات. وقام بعده ابنه المعزّ لدين الله فأحسن السّيرة وصفت له المغرب. ثم افتتح المعزّ لدين الله مصر وبنى القاهرة؛ على ما يأتى ذكره إن شاء الله تعالى بأطول من هذا في ترجمة المعزّ المذكور. وفيها توفّى أحمد بن محمد أبو العبّاس الدّينورىّ، كان من أجلّ المشايخ وأحسنهم طريقة، وكان يتكلّم على لسان أهل المعرفة بأحسن كلام. تكلّم يوما فصاحت عجوز في مجلسه؛ فقال لها: موتى؛ فقامت وخطت خطوات، ثم التفتت إليه وقالت: هأنا قد متّ، ووقعت ميّتة. وكان يقول:
مكاشفات الأعيان بالأبصار، ومكاشفات القلوب بالاتصال. وفيها توفّى الشيخ العابد القدوة أبو الخير التّيناتىّ «2» الأقطع صاحب الكرامات- وتينات «3» : قرية من قرى أنطاكية، وقيل: هى على أميال من المصّيصة- أقام بتينات مدّة سنين، وكان يسمّى الأقطع لأن يده كانت قطعت ظلما في واقعة جرت له يطول الشرح فى ذكرها. ومن كراماته [أن] كانت الوحوش تأنس به رضى الله عنه.