الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو طاهر أحمد بن أحمد «1» بن عمرو المدينىّ، وأبو علىّ إسماعيل بن محمد الصفّار في المحرّم، والمنصور إسماعيل ابن القائم العبيدىّ الرافضىّ صاحب المغرب، وأبو الطيب محمد بن حميد الحورانىّ، وأبو الحسن محمد «2» بن النّضر الرّبعىّ المقرئ ابن الأخرم.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وعشرون إصبعا.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وعشر أصابع سواء.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 342]
السنة الثامنة من ولاية أنوجور على مصر، وهى سنة اثنتين وأربعين وثلثمائة- فيها جاء صاحب خراسان ابن محتاج إلى الرىّ محاربا لابن بويه وجرت بينهما حروب وعاد إلى خراسان. وفيها عاد سيف الدولة بن حمدان من الروم سالما غانما مؤيّدا، وقد أسر قسطنطين «3» بن الدّمستق ملك الروم، ودخل سيف الدولة حلب وابن الدمستق بين يديه، وكان مليح الصورة، فبقى عنده مكرما حتّى مات. وفيها توفّى القاسم بن [القاسم «4» بن] مهدىّ أبو العباس السيّارىّ «5» ، كان من أهل مرو، كتب الحديث وتفقّه، وكان شيخ أهل مرو وأوّل من تكلّم عندهم
فى حقائق الأحوال. ومن كلامه: من حفظ قلبه مع الله بالصدق أجرى الله الحكمة على لسانه. وفيها توفّى أحمد بن إسحاق بن أيّوب بن يزيد أبو بكر النّيسابورىّ الفقيه الشافعىّ المعروف بالصّبغىّ، «1» سمع الحديث وروى عنه جماعة، وكان إماما فقيها عالما عابدا؛ ولد سنة ثمان وخمسين ومائتين، وله تصانيف كثيرة في عدّة علوم، منها: كتاب «الأسماء والصفات» وكتاب «الإيمان والقدر» وكتاب «فضائل الخلفاء الأربعة» وعدّة تصانيف أخر. وفيها توفّى الحسن بن طغج بن جفّ الأمير أبو المظفّر الفرغانىّ التركىّ أخو الإخشيذ. ولى إمرة دمشق من قبل أخيه الإخشيذ مدّة، ثم عزله أخوه الإخشيذ وولّى أخاه عبيد الله بن طغج مكانه. ثم ولى الحسن هذا إمرة دمشق مرّة أخرى من قبل ابن أخيه أنوجور صاحب الترجمة، ثم ردّ الى الرملة فمات بها ودفن بالقدس. وكان أميرا جليلا شجاعا مقداما، باشر الحروب وولى الأعمال الجليلة إلى أن مات. وفيها توفّى عثمان بن محمد بن علىّ أبو الحسين الذهبىّ البغدادىّ، سكن مصر وحدّث بها وبدمشق. وفيها توفّى علىّ بن محمد بن أبى الفهم داود بن إبراهيم بن تميم أبو القاسم التّنوخىّ، أصله من ملوك تنوخ الأقدمين من ولد قضاعة، ولد بأنطاكية في سنة ثمان وسبعين ومائتين، وهو صاحب كتاب «الفرج بعد الشدّة» ؛ كان فقيها حنفيّا بارعا في الفقه والأصول والنحو، وكان شاعرا فصيحا، وله ديوان شعر. وكانت وفاته بالبصرة في شهر ربيع الأول. ومن شعره فى مليح دخل الحمّام:
رأيت في الحمّام بدر الدّجى
…
وشعره الأسود محلول
قد عمّموه بدجى شعره
…
ونقّطوا الفضّة باللول «2»