الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها دخل الدّمستق إلى رأس العين «1» فى ثمانين ألفا من الروم، فقتل وسبى خلقا كثيرا؛ وقيل: كان ذلك في الماضية.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو العباس أحمد ابن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ، وأبو بكر محمد بن الحسين النّيسابورىّ القطّان، وعبد الله بن أحمد بن إسحاق المصرىّ الجوهرى. رضى الله عنهم.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وإصبع واحدة. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وتسع أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 333]
السنة الحادية عشرة من ولاية الإخشيذ على مصر، وهى سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة- فيها خلع المتقى إبراهيم من الخلافة وسمل، فعل به ذلك توزون. قال المسعودىّ: لما التقى توزون بالمتقى ترجّل وقبّل الأرض، فأمره المتقى بالركوب فلم يفعل، ومشى بين يديه الى المخيّم الذي ضرب له؛ فلمّا نزل قبض عليه توزون وأكحله، فصاح المتقى وصاح النساء، فأمر توزون بضرب الدبادب «2» حول المخيّم، ثم دخل توزون بالمتّقى الى بغداد مسمول العينين؛ وأحضر توزون عبد الله بن المكتفى وبايعه بالخلافة ولقّبه بالمستكفى بالله. ولما بلغ القاهر بالله المخلوع عن الخلافة والمسمول أيضا قبل تاريخه أن المتقى خلع وسمل، قال: صرنا اثنين ونحتاج الى ثالث؛ يعرّض بالمستكفى الذي بويع بالخلافة؛ وكان كما قال على ما يأتى
ذكره إن شاء الله تعالى. وكنية المستكفى أبو القاسم. وأمّه أمّ ولد «1» . وبويع بالخلافة وعمره إحدى وأربعون سنة. وعاش المتقى بعد خلعه وسمله خمسا وعشرين سنة أعمى. وكان خلعه في عشرين صفر؛ فلم يحل الحول على توزون حتى مات. وفيها كانت وقعات عديدة بين توزون وبين أحمد بن بويه وكلّها على توزون والصّرع يعتريه، حتّى كلّ الرجال من الطائفتين؛ ورجع ابن بويه الى الأهواز، ورجع توزون الى بغداد مشغولا بنفسه من العلّة بالصرع الى أن مات. وفيها سار سيف الدولة ابن حمدان الى حلب فملكها وهرب أميرها يأنس المؤنسى الى مصر؛ فجهّز الإخشيذ صاحب الترجمة جيشا لحربه، كما تقدّم في أول الترجمة. وفيها غزا سيف الدولة ابن حمدان بلاد الروم وردّ سالما بعد أن بدّع بالعدوّ. وسبب هذه الغزوة أنه بلغ الدّمستق ما فيه سيف الدولة من الشغل بحرب أضداده، فسار في جيش عظيم وأوقع بأهل بغراس «2» ومرعش «3» وقتل وسبى؛ فأسرع سيف الدولة الى مضيق وشعاب وأوقع