الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عدلت «1» على ما لو علمت بقدره
…
بسطت فكان العدل واللوم من عذرى
جهلت ولم تعلم بأنّك جاهل
…
فمن لى بأن تدرى بأنّك لا تدرى
ومن شعره قوله:
وكان لنا أصدقاء حماة «2»
…
وأعداء سوء فما خلّدوا
تساقوا جميعا بكأس الردى
…
فمات الصديق ومات العدو
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى إبراهيم بن على الذّهلى، وداود بن الحسين البيهقىّ، وعبدان «3» المروزىّ، وعيسى بن محمد [بن عيسى «4» ] ابن طهمان المروزىّ، والفضل بن العبّاس بن صفوان الأصبهانىّ، ومحمد بن أسد المدنىّ «5» ، ومحمد بن عبدوس بن كامل السرّاج، وهميم بن همّام الطبرىّ.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وسبع أصابع ونصف، مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وسبع أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 294]
السنة الثالثة من ولاية عيسى النّوشرىّ على مصر، وهى سنة أربع وتسعين ومائتين- فيها خرج زكرويه القرمطىّ من بلاد القطيف «6» يريد الحاجّ، فوافاهم وقاتلهم حتّى ظفر بهم، وواقع الحاجّ وأخذ جميع ما كان معهم، وكان قيمة ذلك
ألفى ألف دينار بعد أن قتل من الحاجّ عشرين ألفا. وجاء الخبر إلى بغداد بذلك، فعظم ذلك على المكتفى وعلى المسلمين، ووقع النّوح والبكاء وانتدب جيش لقتاله فساروا، وسار زكرويه الى زبالة «1» فنزلها، وكانت قد تأخرت القافلة الثالثة وهى معظم الحاجّ، فسار زكرويه المذكور ينتظرها، وكان في القافلة أعين «2» أصحاب السلطان ومعهم الخزائن والأموال وشمسة «3» الخليفة، فوصلوا إلى فيد «4» وبلغهم الخبر فأقاموا ينتظرون عسكر السلطان فلم يرد عليهم الجند، فساروا فوافوا الملعون بالهبير «5» فقاتلهم يوما إلى الليل ثم عاودهم الحرب في اليوم الثانى، فعطشوا واستسلموا، فوضع فيهم السيف فلم يفلت منهم إلا اليسير، وأخذ الحريم والأموال؛ فندب المكتفى لقتاله القائد وصيفا ومعه الجيوش، وكتب إلى شيبان أن يوافوا فجاءوا فى ألفين ومائتى فارس، فلقيه وصيف يوم السبت رابع شهر ربيع الأوّل، فاقتتلوا حتى حجز بينهم الليل، وأصبحوا على القتال فنصر الله وصيفا وقتل عامّة أصحاب زكرويه المذكور، الرجال والنساء، وخلّصوا من كان معه من النساء والأموال، وخلص بعض الجند إلى زكرويه فضربه وهو مولّ على قفاه، ثم أسره وأسروا خليفته وخواصّه وابنه وأقاربه وكاتبه وامرأته؛ فعاش زكرويه خمسة أيام ومات من الضربة، فشقّوا بطنه وحمل إلى بغداد، وقتل الأسارى وأحرقوا. وقيل: إن
الذي جرح زكرويه هو وصيف بنفسه. قلت: لا شلّت يداه. وتفرّق أصحاب زكرويه في البرّيّة وماتوا عطشا. وفيها توفّى محمد بن نصر أبو عبد الله المروزىّ الفقيه أحد الأئمة الأعلام وصاحب التصانيف الكثيرة والكتب المشهورة؛ مولده ببغداد في سنة اثنتين ومائتين ونشأ بنيسابور واستوطن سمرقند، وكان أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الأحكام. وفيها توفّى صالح «1» بن محمد ابن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن أبى الأبرش عمّار، مولى أسد بن خزيمة، الحافظ أبو علىّ الأسدىّ البغدادىّ المعروف بجزرة نزيل بخارى، ولد سنة خمس ومائتين ببغداد. قال أبو سعيد «2» الإدريسىّ الحافظ: صالح بن محمد جزرة ما أعلم فى عصره بالعراق وخراسان في الحفظ مثله. ولقّب جزرة «3» لأنه جاء في حديث عبد الله بن بشر أنه كانت عنده خرزة يرقى بها المرضى، وكانت لأبى أمامة الباهلىّ، فصحّفها جزرة (بجيم وزاى معجمتين) .
الذين ذكر الذهبى وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى الحسن بن المثنّى العنبرىّ، وأبو على صالح بن محمد جزرة، وعبيد «4» العجلىّ، ومحمد بن إسحاق بن