الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التركىّ فانتصر الخبيث على أغرتمش المذكور وقتل ونهب وبعث برءوس القتلى ونصبها على سور مدينته. وفيها وثب الأعراب على الحجّاج وأخذوا الكسوة، وصار بعضهم إلى صاحب الزّنج، وأصاب الحجّ شدة عظيمة. وفيها دخل أصحاب الزنج رامهرمز «1» واستباحوها. وفيها كانت بين الأكراد والزّنج وقعة ظهر فيها [الزّنج]«2» فى الأوّل ثم كان النصر للأكراد على الزنج، وأعمل فيهم السيف، ولله الحمد والمنّة. وفيها توفى محمد بن شجاع الحافظ أبو عبد الله الثّلجىّ البغدادىّ الفقيه الحنفىّ أحد الأعلام، قرأ القرآن على اليزيدىّ، وروى الحروف عن يحيى بن آدم، وتفقّه على الحسن بن زياد اللؤلؤيّ وغيره، وصار إمام عصره، وبه تخرّج غالب علماء عصره. وفيها توفى حمّاد [ابن «3» الحسن] بن عنبسة الورّاق العالم المشهور. وفيها توفى محمد بن عبد الملك الدّقيقىّ «4» .
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ستّ أذرع وستّ أصابع. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وأربع عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 267]
السنة الثالثة عشرة من ولاية أحمد بن طولون على مصر، وهى سنة سبع وستين ومائتين- فيها دخلت الزّنج واسطا واستباحوها وأحرقوا فيها، فجهّز الموفّق
ابنه أبا العباس لحربهم في جيش عظيم، فكانت بينه وبينهم وقعة عظيمة انهزم فيها الزنج، وقتل أبو العباس فيهم مقتلة عظيمة وأسر جماعة، وفرّقهم وغرّق مراكبهم فى الماء، فكان ذلك أوّل نصر المسلمين على الزنج؛ ثم كان بعد ذلك في هذه السنة أيضا عدّة وقائع بين الزنج وبينه والجميع ينتصر فيها أبو العباس بن الموفّق. وفيها بنى الموفّق مدينة بإزاء مدينة صاحب الزنج، وسمّاها الموفّقيّة. وفيها وثب صاحب الترجمة أحمد ابن طولون على أحمد [بن محمد «1» ] بن المدبّر، وكان أحمد [بن محمد] بن المدبر متولى خراج دمشق والأردنّ وفلسطين، وحبسه وأخذ أمواله، ثم صالحه على سمّائة ألف دينار.
وفيها حجّ بالناس هارون بن محمد بن إسحاق العباسىّ. وفيها توفّى على بن الحسن «2» بن موسى بن ميسرة الهلالىّ النّيسابورىّ الدّرابجردىّ- ودرابجرد محلة بنيسابور- كان من أكابر علماء نيسابور وابن عالمهم، وله مسجد بدرابجرد «3» يقصد للزيارة، وقيل: إنه روى عنه البخارىّ ومسلم وغيرهما، وكان ثقة صدوقا فاضلا، وجد فى مسجده ميتا بعد أسبوع ولم يعلموا به، وقيل: أكله الذئب «4» . وفيها توفّى محمد بن حمّاد بن بكر المقرئ صاحب خلف بن هشام، كان أحد القرّاء المجوّدين وعباد الله الصالحين. وفيها توفّى شهيدا يحيى بن محمد بن يحيى أبو زكرياء الذّهلىّ إمام أهل نيسابور في الفتوى والرياسة، وكان يتفقّه على مذهب الإمام الأعظم أبى حنيفة، وهو ابن صاحب الواقعة مع محمد بن إسماعيل البخارىّ.