الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأمير أبو محمد الخزاعىّ، كان من أجلّ الأمراء، ولى إمرة بغداد ونيابتها عن الخليفة وعدّة ولايات جليلة، وكان أديبا فاضلا شاعرا فصيحا، وقد تقدّم ذكر والده فى أمراء مصر في هذا الكتاب، وأيضا نبذة من أخبار جدّه في عدّة حوادث؛ وفي الجملة هو من بيت رياسة وفضل وكرم.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو العباس أحمد ابن محمد البراثىّ «1» ، وأبو أميّة الأحوص «2» بن الفضل الغلّابىّ، والحسين بن عمر بن أبى الأحوص، وعلىّ بن سعيد العسكرىّ الحافظ، وعبيد الله بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الأمير، وعبد الله بن محمد بن عبد الرّحمن الأموىّ صاحب الأندلس، ومحمد بن أحمد بن جعفر أبو العلاء الوكيعىّ، ومحمد بن الحسن بن سماعة، ومسدّد ابن قطن.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم سبع أذرع وإصبع واحدة. مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا وإصبع واحدة.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 301]
السنة الرابعة من ولاية تكين الأولى على مصر، وهى سنة إحدى وثلثمائة- فيها قبض المقتدر على وزيره الخاقانىّ «3» فى يوم الاثنين لعشر خلون من المحرّم، وكانت مدّة وزارته سنة واحدة وشهرا وخمسة أيام؛ وكان المقتدر قد أرسل يلبق «4» المؤنسىّ
فى ثلثمائة غلام إلى مكّة لإحضار علىّ بن عيسى للوزارة، فقدم ابن عيسى المذكور في المحرّم وتولّى الوزارة. وفيها في شعبان ركب الخليفة المقتدر من داره الى الشماسيّة «1» ثم عاد فى دجلة، وهى أوّل ركبة ظهر فيها للعامّة منذ ولى الخلافة. وفيها في يوم الاثنين سادس شهر ربيع الأوّل أدخل الحسين بن منصور المعروف بالحلّاج مشهورا على جمل إلى بغداد وصلب وهو حىّ في الجانب الغربىّ وعليه جبّة عوديّة «2» ، ونودى عليه: هذا أحد دعاة القرامطة؛ ثم أنزلوه وحبس وحده في دار ورمى بعظائم، نسأل الله السلامة في الدين؛ فأحضره علىّ بن عيسى الوزير وناظره فلم يجد عنده شيئا من القرآن ولا من الفقه ولا من الحديث ولا من العربيّة؛ فقال له الوزير: تعلّمك الوضوء والفرائض أولى من رسائل ما تدرى ما فيها ثم تدّعى الإلهية! فردّه الى الحبس فدام به إلى ما يأتى ذكره فى محلّه. وفيها أفرج المقتدر عن الوزير الخاقانىّ فأطلق وتوجّه إلى داره. وفيها فى شعبان خلع المقتدر على ابنه أبى العبّاس وقلّده أعمال الحرب بمصر والغرب، وعمره أربع سنين، واستخلف له [على مصر «3» ] مؤنس الخادم. وفيها توفّى الحسن بن بهرام أبو سعيد القرمطىّ المتغلّب على هجر، كان أصله كيّالا فهرب واستغوى خلقا من القرامطة والأعراب وغلب على القطيف «4» وهجر، وشغل المعتضد عنه الموت، فاستفحل أمره ووقع له مع عساكر المكتفى وقائع وأمور، وقتل الحجيج وأفسد البلاد، وفعل مالا يفعله مسلم، حتّى قتله خادم صقلبىّ في الحمّام أراده على الفاحشة فخنقه الخادم وقتله وذهبت روحه الى سقر. وفيها توفّى حمدويه بن أسد الدمشقىّ المعلم، كان من
الأبدال [و] كان مجاب الدعوة وله كرامات وأحوال، مات بدمشق. وفيها توفّى عبد الله بن على بن محمد بن عبد الملك بن أبى الشوارب القاضى، كان إماما فاضلا عالما، استقضاه الخليفة المكتفى على مدينة المنصور في سنة اثنتين وتسعين ومائتين الى أن نقله المقتدر الى الجانب الشرقىّ في سنة ست وتسعين ومائتين فأصابه فالج ومات منه. وتوفّى ابنه «1» بعده بثلاثة وسبعين يوما وكان يخلفه على القضاء. وفيها توفّى علىّ بن أحمد الراسبىّ الأمير أبو الحسن، كان متولّيا من حدود واسط الى جنديسابور «2» ومن السوس «3» الى شهرزور «4» ، وكان شجاعا مات بجنديسابور وخلّف ألف ألف دينار و [من «5» ] آنية الذهب والفضة [ما قيمته «6» ] مائة ألف دينار [ومن «7» الخزّ ألف ثوب] وألف فرس وألف بغل وألف جمل، وكان له ثمانون طرازا تنسج فيها الثياب التى لملبوسه. وفيها توفّى محمد بن عثمان «8» بن إبراهيم بن زرعة الثّقفىّ مولاهم، كان قاضى دمشق ثم ولى قضاء مصر؛ كان إماما عالما عفيفا؛ ولما أراد أحمد بن طولون خلع الموفّق من ولاية العهد أمره بخلعه، فوقف بإزاء منبر دمشق وقال: قد خلعت أبا أحمق (يعنى [أبا] «9» أحمد) كما خلعت خاتمى من إصبعى، ومضى سنون الى أن ولى المعتضد بن الموفّق الخلافة ودخل الشأم يطلب من كان يبغض أباه، فأحضر القاضى هذا وجماعة فحملوا في القيود معه وسافر؛ فلما كان