الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من المتوكّل إلى المعتمد، وكانوا يعظّمونه، وكان عالما بأيام الناس راوية للأشعار.
وفيها توفّى محمد بن إسحاق بن إبراهيم العنبسىّ «1» الصّيمرىّ الشاعر، كان أديبا قدم بغداد ونادم المتوكّل؛ ومن شعره رضى الله عنه:
كم مريض قد عاش من بعد يأس
…
بعد موت الطبيب والعوّاد
قد يصاد القطا فينجو سليما
…
ويحلّ القضاء بالصّيّاد
وفيها توفّى المنذر بن محمد بن عبد الرّحمن بن الحكم بن هشام أبو الحكم أمير الأندلس، أقام على الأندلس سنتين، وأمّه أمّ ولد، وهو السادس لصلب عبد الرّحمن الداخل الأموىّ المقدّم ذكره.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وستّ عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعا وثمانى أصابع ونصف.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 276]
السنة السادسة من ولاية خمارويه على مصر، وهى سنة ستّ وسبعين ومائتين- فيها رضى الخليفة المعتمد على عمرو بن الليث الصّفّار، وكتب اسمه على الأعلام والعدد. وفيها في [شهر «2» ] ربيع الأوّل خرج الموفّق أخو الخليفة المعتمد من بغداد يريد أحمد بن عبد العزيز بن أبى دلف بأصبهان، فتنحّى له أحمد عن داره:
عن آلتها وفرشها، فنزل بها الموفّق؛ وقدم محمد بن أبى الساج على الموفّق هاربا من خمارويه صاحب الترجمة بعد وقعات جرت بينهما، فأكرمه الموفّق وخلع عليه.
وفيها ولّى عمرو بن الليث الصّفار شرطة بغداد. وفيها انفرج «1» تلّ بنهر الصّلح «2» عند فم الصّلح بالعراق، ويعرف بتلّ بنى شقيق «3» ، عن سبعة قبور فيها سبعة أبدان صحيحة والأكفان جدد تفوح منها رائحة المسك، وأحدهم شابّ «4» له جمّة «5» طويلة طريّة، ولم يتغيّر منه شىء، وفي خاصرته ضربة؛ وكانت القبور حجارة مثل المسنّ، وعندهم كتاب ما يدرى ما فيه. وفيها توفّى بقىّ بن مخلد بن يزيد الحافظ أبو عبد الرّحمن الأندلسىّ صاحب الرحلة والتصانيف، كان مجاب الدعوة، رحل الى مكة والمدينة ومصر والشام وبغداد والشرق والعراقين، وكان له مائتان وأربعة وثمانون شيخا، ومولده في شهر رمضان سنة إحدى ومائتين، ومات ليلة الثلاثاء ثامن عشرين جمادى الآخرة. وفيها توفّى عبد «6» الله الفرحان أبو طاهر الأصبهانى العابد المشهور، كان مجاب الدعوة وله آثار في الدعاء مشهورة، كتب الكثير من الحديث بالعراق والشام ومصر، وسمع هشام بن عمّار وغيره، وروى عنه محمد بن عبد الله الصّفّار وغيره. وفيها توفّى عبد الله بن مسلم بن قتيبة أبو محمد المروزىّ الكاتب مصنّف كتاب غريب الحديث وغريب القرآن ومشكل القرآن، مات فجأة، صاح صيحة عظيمة ثم مات في شهر رجب؛ وقال الدارقطنىّ: كان يميل الى التشبيه «7» ، وكلامه