الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الدارقطنى: كان كثير التدليس يحدّث بما لم يسمع.
ومات في ذى الحجّة.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو الحسن علىّ ابن محمد بن موسى بن الفرات الوزير، وأبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندىّ، وأبو بكر محمد بن هارون بن المجدّر.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وسبع أصابع. مبلغ الزيادة ثمانى عشرة ذراعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 313]
السنة الثانية من ولاية تكين الرابعة على مصر، وهى سنة ثلاث عشرة وثلثمائة- فيها سار الحاجّ من بغداد ومعهم جعفر بن ورقاء في ألف فارس، فلقيهم القرمطىّ فناوشهم بالحرب، فرجع الناس الى بغداد، ونزل القرمطىّ على الكوفة، فقاتلوه فغلبهم ودخل البلد ونهب ما لا يحصى؛ فندب المقتدر مؤنسا الخادم لحرب القرمطىّ، وجهّزه بألف ألف دينار. وفيها عزل المقتدر أبا القاسم الخاقانىّ الوزير عن الوزارة؛ فكانت وزارته [سنة و «1» ] ستة أشهر؛ واستوزر أحمد ابن عبيد الله بن أحمد بن الخصيب، فسلّم إليه الخاقانىّ، فصادره وكتّابه وأخذ أموالهم. وفيها كان الرّطب كثيرا ببغداد حتى أبيع كلّ ثمانية أرطال بحبّة. وفيها قدم مصر علىّ بن عيسى الوزير من مكّة ليكشفها وخرج بعد ثلاثة أشهر للرملة.
وفيها عزل عن قضاء مصر عبد الله بن ابراهيم [بن «2» محمد] بن مكرم بهارون [بن إبراهيم «3» ] بن حمّاد القاضى من قبل المقتدر. وفيها توفّى علىّ بن عبد الحميد [بن عبد «4» الله
ابن سليمان] بن سليمان أبو الحسن الغضائرىّ «1» نزيل حلب، كان صالحا زاهدا، حجّ أربعين حجّة على أقدامه؛ قال: طرقت باب السّرىّ السّقطىّ فسمعته يقول:
«اللهمّ اشغل من شغلنى عنك بك» [قال فنالنى «2» بركة هذه الدعوة فحججت على قدمى من حلب الى مكّة أربعين سنة ذاهبا وآئبا] . وفيها توفّى علىّ بن محمد بن بشّار الشيخ أبو الحسن الزاهد العابد البغدادىّ صاحب الكرامات، كان من الأبدال، كان يتكلّم ويعظ الناس وكان لكلامه تأثير في القلوب؛ وكانت وفاته ببغداد ودفن غربيّها، وقبره هناك يقصد للزيارة. وفيها توفّى محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثّقفىّ مولاهم النّيسابورىّ الحافظ أبو العبّاس السّراج محدّث خراسان ومسندها. قال أبو إسحاق المزكّى «3» سمعته يقول:«ختمت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتى عشرة ألف ختمة، وضحّيت عنه اثنتى عشرة ألف ضحيّة» . قال محمد بن أحمد الدقّاق:
رأيت السّراج يضحّى في كل أسبوع أو أسبوعين أضحية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يصيح بأصحاب الحديث فيأكلون. وقال الحاكم «4» : سمعت أبى يقول: لمّا ورد الزعفرانىّ «5» وأظهر خلق القرآن سمعت السّراج غير مرّة إذا مرّ بالسوق يقول:
«العنوا الزعفرانىّ» ؛ فيصيح الناس بلعنه، حتى ضيّق عليه نيسابور وخرج الى بخارى. وكانت وفاة السّراج في شهر ربيع الآخر، وله سبع «6» وتسعون سنة.