الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لله درّى إذ أعدو على فرسى
…
الى الهياج ونار الحرب تستعر
وفى يدى صارم أفرى الرءوس به
…
فى حدّه الموت لا يبقى ولا يذر
إن كنت سائلة عنى وعن خبرى
…
فهأنا الليث والصّمصامة الذّكر
من آل طولون أصلى إن سألت فما
…
فوقى لمفتخر فى الجود مفتخر «1»
وكان أبوه أحمد بن طولون لما خرج الى الشام فى السنة الماضية أخذه مقيّدا معه وعاد به على ذلك.
وخلّف أحمد بن طولون فى خزائنه من الذهب النقد عشرة آلاف ألف دينار؛ ومن المماليك سبعة آلاف مملوك، [ومن «2» الغلمان أربعة وعشرين ألف غلام] ، ومن الخيل [الميدانية «3» ] سبعة آلاف رأس، ومن البغال والحمير ستة آلاف رأس، ومن الدوابّ لخاصته ثلثمائة، ومن مراكبه الجياد مائة. وكان ما يدخل إلى خزائنه فى كل سنة بعد مصاريفه ألف ألف دينار. رحمه الله تعالى.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 255]
السنة الأولى من ولاية أحمد بن طولون على مصر وهى سنة خمس وخمسين ومائتين- فيها كان ابتداء خروج الزّنج، وخرج قائدهم «4» بالبصرة، فلما خرج انتسب
إلى زيد بن علىّ، وزعم أنّه علىّ بن محمد بن أحمد بن علىّ بن عيسى بن زيد بن علىّ [بن «1» الحسين بن علىّ بن أبى طالب] ؛ وهذا نسب غير صحيح. وانضمّ عليه معظم أهل البصرة، وعظم أمره وفعل بالمسلمين الأفاعيل، وهزم جيوش الخليفة، وامتدّت أيّامه الى أن قتل فى سنة سبعين ومائتين بعد أن واقعه الموفّق أخو الخليفة غير مرّة.
وفيها كان بين يعقوب بن الليث وطوق بن المغلّس «2» وقعة كبيرة. وفيها عظم أمر ابن وصيف، وقبض على حواشى المعتزّ بالله الخليفة؛ فسأله المعتزّ فى إطلاق واحد منهم فلم يفعل. ولا زال أمره يعظم إلى أن خلع المعتزّ بالله من الخلافة فى رجب «3» ، ثم قتل بعد خلعه بأيّام. واختفت أمّ المعتزّ قبيحة، ثم ظهرت فصادرها صالح بن وصيف المذكور وأخذ منها أموالا عظيمة، ثم نفاها إلى مكّة؛ وكان مما أخذ منها ابن وصيف ألف ألف دينار وثلثمائة ألف دينار، وأخذ منها من الجواهر ما قيمته ألفا ألف دينار. وكان الجند سألوا المعتزّ فى خمسين ألف دينار ويصطلحون معه؛ فسألها المعتزّ فى ذلك؛ فقالت: ما عندى شىء. فلمّا رأى ابن وصيف هذا المال قال: قبّح الله قبيحة، عرّضت ابنها للقتل لأجل خمسين ألف دينار وعندها هذا كلّه. وفيها بويع المهتدى بالله محمد، وكنيته أبو إسحاق، وقيل: أبو عبد الله، ابن الخليفة الواثق بالله هارون بالخلافة بعد خلع المعتزّ بالله فى ثانى «4» شعبان. وفيها توفّى عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد الحافظ أبو محمد التّميمىّ الدارمىّ السمرقندى الإمام المحدّث صاحب المسند؛ ومولده سنة مات عبد الله
ابن المبارك سنة اثنتين وثمانين ومائة، وكان من الأئمة الأعلام، وقد روينا مسنده المذكور عن الشيخ زين الدين رجب بن يوسف الخيرىّ «1» ومحمد بن أبى الشائب «2» الأنصارىّ حدّثانا أخبرنا أبو إسحاق التّنوخىّ، حدّثنا أبو العباس الحجّار وإسماعيل ابن مكتوم وعيسى المطعّم «3» إجازة، قالوا: أخبرنا ابن اللّيثىّ، حدّثنا أبو الوقت عبد الأوّل ابن [أبى عبد الله «4» ] عيسى [بن شعيب بن إسحاق السجزى «5» ] ، أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن ابن محمد الدّاودىّ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّويه السّرخسىّ، أخبرنا أبو عمران عيسى بن عمر السمرقندىّ، حدّثنا الدارمىّ. وفيها توفى المعتزّ بالله أمير المؤمنين أبو عبد الله محمد، وقيل: إن اسمه الزبير، ابن الخليفة المتوكل على الله جعفر ابن الخليفة المعتصم بالله محمد ابن الخليفة الرشيد هارون ابن الخليفة محمد المهدىّ ابن الخليفة أبى جعفر المنصور بن محمد بن علىّ بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، الهاشمىّ العباسىّ البغدادىّ؛ ومولده سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، ولم يل الخلافة قبله أحد أصغر منه، وأمّه أمّ ولد رومية تسمى قبيحة لجمال صورتها من أسماء الأضداد، لم يقع لخليفة ما وقع عليه من الإهانة، لأن الأتراك أمسكوه وضربوه وجرّوا برجله وأقاموه فى الشمس «6» فى يوم صائف وهم يلطمون وجهه، ويقولون