الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عليهم وعادوا بغنائم «1» لم يرفى دهر مثلها؛ فآنتدب المسلمون لغزو الروم من كلّ جانب.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أحمد «2» [بن عبيد بن أحمد] أبو بكر الحمصّىّ الصفار، وأبو الحسين أحمد بن محمود البيهقىّ، وأبو بكر محمد [بن محمد «3» ] بن أحمد بن مالك الإسكافىّ.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع سواء. مبلغ الزيادة خمس عشرة ذراعا وستّ عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 353]
السنة الرابعة من ولاية علىّ بن الإخشيذ على مصر، وهى سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة- فيها عمل يوم عاشوراء كعام أوّل من المأتم والنّوح الى الضّحا، فوقعت فتنة عظيمة بين أهل السنّة والرافضة، وجرح جماعة ونهب الناس. وفيها نزل ملك الروم الدّمستق المصّيصة في جيش ضخم، فأقام أسبوعا ونقب السور من أماكن؛ وقاتله أهلها الى أن رحل عنها بعد أن أهلك الضّياع. وكان رحيله لشدّة الغلاء؛ فإنّ القحط كان بالشام والثغور. وفيها بعث القرامطة الى سيف الدولة يستهدونه حديدا؛ فسيّر اليهم شيئا كثيرا، وحمل ذلك إليهم في الفرات ثم في البرّية الى هجر.
وفيها خرج معزّ الدولة ابن بويه إلى الموصل لقتال ناصر الدولة بن حمدان، فلحقه ذرب شديد؛ وسار ناصر الدولة أمامه الى ميّا فارقين ثم عاد الى الموصل، واقتتل مع أعوان معزّ الدولة فاستأمن إليه الدّيلم واستأسر جميع الترك، وأخذ
حواصل معزّ الدولة وثقله. فعاد معزّ الدولة يريد الموصل فوقع له مع ناصر الدولة فصول ثم اصطلحوا؛ وعاد معزّ الدولة الى بغداد خائبا. وفيها عمل سيف الدولة ابن حمدان خيمة عظيمة ارتفاع عمودها خمسون ذراعا. وفيها ورد الخبر أنّ الروم يريدون [أذنة و «1» ] المصّيصة؛ فاستنجد أهل أذنة بأهل طرسوس فجاءوهم بخمسة عشر ألفا من فارس وراجل، فالتقوا واشتدّ القتال وانهزم المشركون، فركب المسلمون أقفية الروم واتبعوهم؛ فخرج للروم كمين نحو أربعة آلاف مقاتل، فتحيّز المسلمون الى تلّ هناك فقاتلوهم يومين؛ ثم كثر عليهم جموع الروم فاستأصلوهم، وحاصروا أهل المصّيصة ونقبوا سورها من مواضع، فقاتلهم المسلمون أشدّ قتال الى أن ترحّلوا عنها مخذولين. وفيها ملك المسلمون حصن «2» اليمانيّة وهو على ثلاثة فراسخ من آمد. وفيها جاء عسكر من الروم وكادوا أن يملكوا حصنا من نواحى حلب، فسار لحربهم عسكر سيف الدولة وقاتلوهم فلم يفلت من الروم أحد، وقتل منهم خمسمائة نفر، وتجرّح «3» المسلمون وخيولهم. ثم جاء الخبر بنزول الروم أيضا الى المصّيصة [والى طرسوس «4» ] مع تقفور ملك الروم، وأنهم في ثلثمائة ألف وعاثوا وأفسدوا؛ ثم ساروا لعظم القحط كما وقع لهم أوّلا؛ فتبعهم أهل المصّيصة وطرسوس فقتلوا وأسروا طائفة كثيرة من الروم. وفيها توفّى إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة الحافظ أبو إسحاق ابن حمزة الأصبهانىّ. قال أبو نعيم: كان أوحد زمانه في الحفظ لم ير بعد عبد الله ابن مظاهر «5» فى الحفظ مثله، جمع الشيوخ والسند؛ وتوفّى في سابع رمضان. وعمارة
جدّهم، هو ابن «1» حمزة بن يسار بن عبد الرّحمن بن حفص؛ وحفص هو أخو أبى مسلم الخراسانىّ صاحب الدولة العباسيّة. وفيها توفّى سعيد بن عثمان بن سعيد بن السّكن الحافظ أبو علىّ البغدادىّ ثم المصرىّ البزّاز؛ ولد سنة أربع وتسعين ومائتين، وسمع بمصر والشام والجزيرة والعراق وخراسان وما وراء النهر، وكان كبير الشأن مكثرا متقنا مصنّفا بعيد الصيت، له تجارة في البريّة، ومات في المحرّم. وقد روى عنه صحيح البخارىّ [عبد الله «2» بن محمد] بن أسد الجهمىّ وأبو عبد الله محمد بن أحمد «3» ابن محمد بن يحيى بن مفرّج وأبو جعفر بن عون «4» الله. وفيها توفّى بندار «5» بن الحسين محمد بن المهلّب أبو الحسين الشّيرازىّ؛ كان يسكن بمدينة أرّجان، كان عالما بالأصول وله لسان في علوم الحقائق، وكان الشّبلىّ يعظّمه.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن حمزة الأصبهانىّ الحافظ في رمضان، وأبو عيسى بكّار بن أحمد [بن بكّار ابن بنان «6» ] المقرئ، وأبو علىّ سعيد بن عثمان [بن سعيد] بن السكن الحافظ بمصر،