الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصيف المذكور إلى الحضرة؛ فأخذه المكتفى وقيّده وصادره وطالبه بالأموال التى أخذها من مصر. ولم يزل محمد بن سليمان معتقلا إلى أن تولّى ابن الفرات للخليفة المقتدر جعفر، فأخرجه إلى قزوين «1» واليا على الضّباع والأعشار بها. يأتى ذكر محمد ابن سليمان هذا ثانيا بعد ذلك في حوادث هارون على الترتيب المقدّم ذكره بعد فى ولاية شيبان إن شاء الله تعالى.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 284]
السنة الأولى من ولاية هارون بن خمارويه على مصر، وهى سنة أربع وثمانين ومائتين- فيها كانت وقعة بين الأمير عيسى النّوشرىّ الآتى ذكره في أمراء مصر وبين بكر بن عبد العزيز بن أبى دلف، وكان قد أظهر العصيان فهزمه النّوشرىّ بقرب أصبهان واستباح عسكره. وفيها ظهرت بمصر حمرة عظيمة في الجوّ حتى إنه كان الرجل إذا نظر في وجه الرجل يراه أحمر وكذا الحيطان، فتضرّع الناس بالدعاء إلى الله، وكانت من العصر إلى الليل. وفيها بعث عمرو بن الليث بألف ألف درهم لتنفق على إصلاح درب مكّة من العراق، قاله ابن جرير الطبرىّ.
وفيها عزم المعتضد على لعن معاوية على المنابر، فخوّفه عبيد «2» الله الوزير باضطراب العامة، فلم يلتفت وتقدّم إلى العامة بلزوم أشغالهم وترك الاجتماع بالناس، ومنع القصّاص «3» من القعود في الأماكن، ثم منع من اجتماع الحلق في الجوامع، وكتب المعتضد
كتابا «1» فى ذلك واجتمع الناس يوم الجمعة بناء «2» على أنّ الخطيب يقرؤه فما قرئ. وفيها ظهر في دار الخليفة المعتضد شخص في يده سيف مسلول، فقصده بعض الخدّام فضربه بالسيف فجرحه واختفى في البستان، فطلب فلم يوجد له أثر؛ فعظم ذلك على المعتضد واحترز على نفسه وساءت الظنون فيه فقيل هو من الجنّ، وقيل غير ذلك؛ وأقام الشخص يظهر مرارا ثم يختفى، ولم يظهر خبره حتى مات المعتضد والمكتفى، فاذا هو خادم كان يميل إلى بعض الجوارى التى في الدور، وكانت عادة المعتضد أنه من بلغ الحلم من الخدّام منعه من الدخول الى الحرم، وكان خارج دور الحرم بستان كبير، فاتخذ هذا الخادم لحية بيضاء وبقى تارة يظهر في صورة راهب وتارة يظهر بزىّ جندىّ بيده سيف، واتخذ عدّة لحّى مختلفة الهيئات والألوان؛ فاذا ظهر خرجت الجارية مع الجوارى لتراه فيخلو بها بين الشجر، فاذا طلب دخل بين الشجر ونزع اللحية والبرنس ونحو ذلك، وخبأها وترك السيف في يده مسلولا كأنه من جملة الطالبين لذلك الشخص؛ وبقى كذلك إلى أن ولى المقتدر الخلافة وأخرج الخادم إلى طرسوس «3» ، فتحدّثت الجارية بحديثه بعد ذلك. وفيها في يوم الخميس رابع المحرّم قدم [رسول «4» ] عمرو بن الليث الصفّار على المعتضد برأس رافع بن هرثمة؛ فخلع على الرسول ونصب الرأس في جانبى «5» بغداد. وفيها وعد المنجّمون الناس بغرق الأقاليم السبعة، ويكون ذلك من كثرة الأمطار وزيادة المياه في العيون والآبار، فانقطع الغيث وغارت العيون وقلّت المياه، حتى احتاج الناس إلى أن استسقوا ببغداد حتى