الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفى إبراهيم الحربىّ «1» ، وإسحاق بن إبراهيم الدّبرىّ»
، وعبيد [الله «3» ] بن عبد الواحد بن شريك، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرّد.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم سبع أذرع وستّ عشرة إصبعا، مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وتسع عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 286]
السنة الثالثة من ولاية هارون على مصر، وهى سنة ستّ وثمانين ومائتين- فيها أرسل هارون بن خمارويه صاحب الترجمة الى الخليفة المعتضد يعلمه أنه نزل عن أعمال قنّسرين والعواصم، وأنّه يحمل الى المعتضد في كلّ سنة أربعمائة ألف دينار وخمسين ألف دينار، وسأله تجديد الولاية له على مصر والشأم؛ فأجابه المعتضد الى ذلك وكتب له تقليدا بهما. وفيها في شهر ربيع الآخر نازل «4» المعتضد آمد وبها محمد بن أحمد ابن [عيسى «5» بن] الشيخ فحاصرها أربعين يوما حتى ضعف محمد وطلب «6» الأمان [لنفسه وأهل البلد فأجابه الى ذلك فخرج إليه محمد ومعه أصحابه وأولياؤه فوصلوا الى المعتضد «7» ] فخلع عليه المعتضد. وفيها قبض المعتضد على راغب الخادم أمير طرسوس واستأصل «8» أمواله فمات بعد أيّام. وفيها التقى جيش عمرو بن الليث الصفّار واسماعيل بن أحمد
ابن أسد [السامانىّ «1» ] بما وراء «2» النهر فانكسر أصحاب عمرو، ثم التقى هو وعمرو ثانيا على بلخ، وكان أهل بلخ قد ملّوا عمرا وأصحابه ونجروا من نزولهم في دورهم وأخذهم أموالهم، فساعد أهل بلخ إسماعيل فانكسر عمرو وانهزم الى بلخ، فوجد أبوابها مغلقة ثم فتحوا له ولجماعة معه؛ فلما دخل وثب عليه أهل بلخ فأوثقوه وحملوه الى إسماعيل فأكرمه إسماعيل ثم بعث به الى المعتضد فخلع المعتضد على إسماعيل خلعة السلطنة، وأدخل عمرو بغداد على جمل ليشهّروه بها ثم حبسه المعتضد في مطمورة «3» ، فكان يقول: لو أردت أن أعمل على جيحون جسرا من ذهب لفعلت، وكان مطبخى يحمل على ستمائة جمل، وأركب في مائة ألف، أصارنى «4» الدهر إلى القيد والذلّ! وقيل: إنه خنق قبل موت المعتضد بيسير. وفيها ظهر بالبحرين أبو سعيد الجنّابىّ «5» القرمطىّ «6» في أوّل السنة، وفي وسطها قويت شوكته وانضمّ إليه طائفة من الأعراب، فقتل «7» أهل تلك
القرى وقصد البصرة، فبنى عليها المعتضد سورا؛ وكان أبو سعيد هذا كيّالا بالبصرة.
وجنّابة من قرى الأهواز، وقيل: من قرى البحرين «1» .
قلت: وهذا أوّل «2» من ظهر من القرامطة الآتى ذكرهم في هذا الكتاب في عدّة مواطن. وهذا القرمطىّ هو الذي قتل الحجيج واقتلع الحجر «3» الأسود حسبما يأتى ذكره.
وفيها حضر مجلس القاضى موسى بن إسحاق قاضى الرّىّ وكيل امرأة ادّعى على زوجها صداقها بخمسمائة دينار فأنكر الزوج؛ فقال القاضى: البيّنة، فأحضرها الوكيل فى الوقت، فقالوا: لا بدّ أن ننظر المرأة [وهى «4» مسفرة لتصحّ عندهم معرفتها] فتتحقّق الشهادة؛ فقال الزوج: ولا بدّ؟ فقالوا: ولا بدّ؛ فقال الزوج: أيها القاضى عندى الخمسمائة دينار ولا ينظر هؤلاء الى امرأتى [فأخبرت بما كان من زوجها «5» ] ؛ فقالت المرأة: إنى أشهد القاضى أنّنى قد وهبت له ذلك وأبرأته منه في الدنيا والآخرة! فقال القاضى: تكتب هذه الواقعة في مكارم الأخلاق. وفيها توفّى إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران أبو بكر السّراج النيسابورىّ مولى ثقيف، سمع الإمام أحمد وصحبه. وفيها توفى «6» الحسين بن سيّار أبو على البغدادىّ الخيّاط، كان إماما عارفا بتعبير الرؤيا، وكانت وفاته في صفر، أسند عن أبى بلال الأشعرىّ