الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الى الخليفة عبد الله المأمون. وفيها توفّى خيثمة بن سليمان بن حيدرة الحافظ أبو الحسن «1» القرشىّ الأطرابلسىّ أحد الحفّاظ الثّقات المشهورين، ومولده سنة خمسين ومائتين، وقيل غير ذلك؛ ومات في ذى القعدة من هذه السنة. وفيها توفّى محمد بن العبّاس بن الوليد القاضى أبو الحسين البغدادىّ، كان فاضلا بارعا، مات ببغداد في شوّال، وكان ثقة صدوقا.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أحمد ابن الزاهد أبى عثمان سعيد بن إسماعيل الحيرىّ، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسىّ، وعلىّ بن الفضل [بن إدريس «2» ] السامرىّ، وأبو الحسن علىّ بن محمد [بن محمد «3» ] بن عقبة الشّيبانىّ.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم ثلاث أذرع وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وسبع أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 344]
السنة العاشرة من ولاية أنوجور على مصر، وهى سنة أربع وأربعين وثلثمائة- فيها تحرّك ابن محتاج صاحب خراسان على ركن الدولة الحسن بن بويه، فنجده أخوه معزّ الدولة بجيش من العراق. وفيها في المحرّم عقد معزّ الدولة بن بويه إمرة الأمراء لابنه أبى منصور بختيار. وفيها دخل [محمد] بن ما كان «4» الديلمىّ أحد قوّاد صاحب خراسان الى أصبهان، فخرج عن أصبهان أبو منصور بن ركن الدولة، فتبعه ابن ما كان، فأخذ خزائنه؛ وعارضه أبو الفضل بن العميد وزير ركن الدولة ومعه
القرامطة، فأوقعوا به وأثخنوه بالجراح وأسروا قوّاده، وسار ابن العميد الى أصبهان.
وفيها وقع وباء عظيم بالرّىّ، وكان الأمير أبو علىّ بن محتاج صاحب خراسان قد نزلها فمات في الوباء. وفيها فلج أبو الحسين علىّ بن أبى علىّ بن مقلة وأسكت وله تسع وثلاثون سنة. وفيها زلزلت مصر زلزلة عظيمة هدمت البيوت ودامت مقدار ثلاث ساعات زمانيّة، وفزع الناس الى الله تعالى بالدعاء. وفيها توفّى محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر أبو بكر بن الحدّاد الكنانىّ المصرىّ الفقيه الشافعىّ شيخ المصريّين، ولد يوم وفاة المزنىّ، وكان إماما فقيها له وجه في مذهب الشافعىّ رضى الله عنه. وفيها توفّى شعلة بن بدر الأمير أبو العباس الإخشيذىّ، ولى إمرة دمشق من قبل أبى القاسم أنوجو بن الإخشيذ، وكان شجاعا بطلا «1» قتل في طبريّة في حرب كان بينه وبين مهلهل العقيلى. وفيها توفى محمد «2» بن يعقوب بن يوسف الحافظ أبو عبد الله الشّيبانىّ النّيسابورىّ ابن الأخرم «3» ، ويعرف أبوه بابن الكرمانىّ. قال الحاكم: كان أبو عبد الله صدرا من أهل الحديث ببلادنا بعد أبى حامد بن الشّرقىّ، وكان يحفظ ويفهم، وصنّف على صحيح البخارىّ ومسلم، وصنّف المسند الكبير؛ وسأله أبو العباس بن السراج أن يخرّج له على صحيح مسلم ففعل ذلك. وفيها حجّ الناس من غير أمير. وفيها توفّى محمد بن محمد بن يوسف بن الحجّاج الشيخ أبو النّضر «4» الطّوسىّ الزاهد العابد، كان يصوم النهار ويقوم الليل ويتصدّق بالفاضل من قوته،