الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورحل [الى] البلاد في طلب الحديث وسمع الكثير، وكان يجزّئ الليل ثلاثة أجزاء: جزءا لقراءة القرآن، وجزءا للتصنيف، وجزءا يستريح فيه.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو الحسين أحمد ابن عثمان بن بويان «1» المقرئ، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعىّ «2» ، وأبو عمرو عثمان بن أحمد الدقّاق بن السّماك في [شهر] ربيع الأول، وأبو بكر بن الحدّاد الكنانىّ محمد بن أحمد شيخ الشافعيّة بمصر وله نحو ثمانين سنة، وأبو النّضر محمد بن محمد بن يوسف الطّوسىّ الفقيه في شعبان، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ، وأبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله العنبرىّ الحافظ المفسّر الأديب.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع وسبع عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وستّ أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 345]
السنة الحادية عشرة من ولاية أنوجور على مصر، وهى سنة خمس وأربعين وثلثمائة- فيها أوقع الروم بأهل طرسوس وقتلوا وسبوا وأحرقوا قراها. وفيها زاد السلطان معزّ الدولة في إقطاع الوزير أبى محمد المهلّبىّ وعظم قدره عنده. وفيها خرج روزبهان «3» الدّيلمىّ على معز الدولة، فسيّر معزّ الدولة لقتاله الوزير المهلّبىّ؛ فلمّا كان
المهلّبىّ بقرب الأهواز تسلّل «1» رجال المهلّبىّ إلى روزبهان؛ فانحاز المهلّبىّ بمن معه الى حصن. فخرج معزّ الدولة بنفسه لقتال روزبهان المذكور، وانحدر معه الخليفة المطيع لله، فقاتله حتى ظفر به في المصافّ وفيه ضربات، وأسر قوّاده. وقدم معزّ الدولة بغداد وروزبهان بين يديه على جمل، ثم غرّق. وفيها غزا سيف الدولة بلاد الروم وافتتح حصونا وسبى وغنم وعاد الى حلب؛ ثم أغارت «2» الروم على نواحى ميّافارقين. وفيها توفّيت أمّ المطيع بعلّة الاستسقاء، وخرج المطيع في جنازتها في وجوه دولته وعظم عليه مصابها؛ وكانت تسمّى مشعلة «3» . وفيها توفّى على بن إبراهيم بن سلمة «4» بن بحر أبو الحسن القزوينىّ الحافظ القطّان. قال الخليلىّ: كان عالما بجميع العلوم والتفسير والفقه والنحو واللغة، ارتحل وسمع أبا حاتم الرازىّ، وإبراهيم [بن الحسين «5» بن ديزيل بن سيفنّة] ، ومحمد بن الفرج الأزرق، وخلقا سواهم؛ وانتهت اليه رياسة العلم وعلوّ السند بتلك الديار. ومولده سنة أربع وخمسين ومائتين، وروى عنه خلائق كثيرة. قال ابن فارس في بعض أماليه: سمعت أبا الحسن القطّان يقول: بعد ما علّمت سنة كنت حين رحلت أحفظ مائة ألف حديث، وأنا اليوم لا أقوم على حفظ مائة حديث. وفيها توفّى علىّ بن الحسين بن على الشيخ الإمام المؤرّخ العلامة أبو الحسن المسعودىّ صاحب التاريخ المسمّى «بمروج الذهب» قيل: إنه من ذريّة ابن مسعود، وكان أصله من بغداد ثم أقام بمصر الى أن مات بها في جمادى الآخرة. قاله المسبّحىّ في تاريخه: وكان أخباريا علّامة صاحب
غرائب وملح ونوادر وله عدّة مصنّفات: التاريخ المقدّم ذكره وهو غاية في معناه، وكتاب «تحف الأشراف والملوك» وكتاب «ذخائر العلوم» و «كتاب الرسائل «1» » ، وكتاب «الاستذكار لما مرّ في سالف الأعصار» وكتاب «المقالات في أصول الديانات» وكتاب «أخبار الخوارج» وغير ذلك؛ ومات قبل أن يطول عمره. قال الذهبىّ وكان معتزليّا، فإنّه ذكر غير واحد من المعتزلة ويقول فيه:«كان من أهل العدل» . وله رحلة الى البصرة التى فيها أبو خليفة «2» . وفيها توفّى محمد بن عبد الواحد ابن أبى هاشم أبو عمر الزاهد الصالح، ولد سنة إحدى وستين ومائتين، وكان بارعا فى العربيّة والنحو واللغة عابدا غزير العلم.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفى أبو بكر أحمد بن سليمان ابن أيّوب العبّادانىّ «3» وله سبع وتسعون سنة، وأبو [بكر «4» ] أحمد بن عثمان بن غلام السبّاك «5» المقرئ، وإسماعيل بن يعقوب بن الجراب البزّاز «6» بمصر، وأبو أحمد «7» بكر بن محمد بن حمدان المروزىّ الصّيرفىّ، وأبو على الحسن بن [الحسين بن «8» ] أبى هريرة شيخ الشافعيّة ببغداد، وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أحمد السّمرقندىّ، وأبو الحسن على بن إبراهيم بن سلمة القزوينىّ القطّان الزاهد؛ وله إحدى وتسعون سنة، وأبو عمر