الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويخاطب بالأستاذ «1» الى أن ولّى الخليفة المقتدر ذكا «2» الرومىّ إمرة مصر عوضا عن تكين المذكور. فكانت ولايته على مصر خمس سنين وأياما.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 298]
السنة الأولى من ولاية تكين الأولى على مصر، وهى سنة تمان وتسعين ومائتين- فيها قدم الحسين بن حمدان من قمّ «3» ، فولّاه المقتدر ديار بكر وربيعة. وفيها توفّى محمد ابن عمرويه صاحب الشّرطة، توفّى بآمد وحمل الى بغداد. وفيها توفّى صافى الحرمىّ «4» فقلّد المقتدر مكانه مؤنسا الخادم المقدّم ذكره. وفيها خرج على عبيد الله المهدىّ داعياه «5» أبو عبد الله الشّيعىّ وأخوه أبو العباس، وجرت لهما وقعة هائلة، وذلك في جمادى الآخرة، فقتل «6» الداعيان في جندهما، ثم خالف على المهدىّ أهل طرابلس المغرب، فجهّز اليهم ابنه أبا القاسم القائم بأمر الله فأخذها عنوة في سنة ثلثمائة، وتمهّد بأخذها بلاد المغرب
للمهدىّ المذكور. وفيها قدم القاسم بن سيما من غزوة الصائفة بالروم ومعه خلق من الأسارى وخمسون علجا «1» قد شهّروا على الجمال وبأيديهم صلبان الذهب والفضة.
وفيها استخلف على الحرم بدار الخليفة نظير الحرمىّ. وفيها توفّى أحمد بن محمد بن مسروق الشيخ أبو العباس الصوفىّ الطّوسىّ أحد مشايخ القوم وأصحاب الكرامات، قدم بغداد وحدّث بها. وفيها «2» توفّى أحمد بن يحيى بن إسحاق أبو الحسين البغدادىّ المعروف بابن الرّاوندىّ «3» الماجن المنسوب الى الهزل والزندقة؛ كان أبوه يهوديا
فأسلم [هو «1» ] ؛ فكانت اليهود تقول للمسلمين: احذروا أن يفسد هذا عليكم كتابكم كما أفسد أبوه علينا كتابنا. وصنّف أحمد هذا في الزندقة كتبا كثيرة «2» ، منها: كتاب بعث «3» الحكمة، وكتاب الدامغ للقرآن وغير ذلك، وكان زنديقا، وكان يقول: إنا نجد في كلام أكثم بن صيفىّ أحسن من (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ)
و (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)
، وإنّ الأنبياء وقعوا بطلّسمات «4» كما أنّ المغناطيس يجذب الحديد؛ وقوله صلى الله عليه وسلم لعمّار «5» :" تقتلك الفئة الباغية"، قال: فإنّ المنجّم يقول مثل هذا إذا عرف المولد و [أخذ «6» ] الطالع. ولهذا التعيس الضالّ أشياء كثيرة من هذا الكفر البارد الذي يسئم أسماع الزنادقة لعدم طلاوة كلامه. وأمره في الزندقة والمخرقة «7» أشهر من