الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقاتله حتى ظفر به وأسره ووجّهه الى الخليفة فحبسه الى أن قتل في محبسه ببغداد؛ وكان من أجلّ الأمراء بأسا وشجاعة، وهو أوّل من ظهر أمره من ملوك بنى حمدان.
وفيها توفّى عبدان بن أحمد بن موسى بن زياد أبو محمد الأهوازىّ الجواليقىّ الحافظ، وكان اسمه عبد الله فخفّف بعبدان، وهو أحد من طاف البلاد في طلب الحديث وسمع الكثير وصنّف التصانيف ورحل الناس إليه، وكان أحد الحفّاظ الأثبات.
وفيها توفّى محمد بن خلف بن حيّان بن صدقة أبو بكر القاضى الضّبّىّ ويعرف بوكيع، كان عالما نبيلا فصيحا عارفا بالسّير وأيام الناس، وله تصانيف كثيرة في أخبار القضاء وعدد آيات القرآن وغير ذلك.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم خمس أذرع سواء. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وتسع عشرة إصبعا.
ذكر ولاية تكين الثانية على مصر
ولاية الأمير تكين الثانية على مصر- وليها من قبل المقتدر بعد موت ذكا الرومىّ في شهر ربيع الأوّل سنة سبع وثلثمائة، وسار من بغداد الى مصر؛ وكان المقتدر قد جهّز جيشا الى مصر نجدة لذكا وعلى الجيش الأمير إبراهيم بن كيغلغ والأمير محمود ابن جمل «1» فدخلوا مصر قبل تكين في شهر ربيع الأوّل المذكور؛ ثم دخل تكين بعدهم بمدّة فى حادى عشرين من شعبان من السنة؛ فلما وصل تكين الى مصر أقرّ على شرطته ابن طاهر، ثم تجهّز بسرعة وخرج من الديار المصريّة بجيوش مصر والعراق ونزل بالجيزة وحفر بها خندقا ثانيا غير الذي حفره ذكا قبل موته.
وأمّا عسكر المغاربة فإنّ مقدّمة القائم ابن المهدىّ عبيد الله الفاطمىّ دخلت الإسكندريّة في صفر هذه السنة، فاضطرب أهل مصر ولحق كثير منهم بالقلزم والحجاز لا سيما لمّا مات ذكا؛ فلما قدم تكين هذا تراجع الناس. ثم إنّ تكين بلغه أنّ القائم محمدا قد اعتلّ بالإسكندريّة علّة صعبة وكثر المرض في جنده فمات داود بن حباسة ووجوه من القوّاد؛ ثم تحاملوا ومشوا إلى جهة مصر، فاستمرّ تكين بمنزلته من الجيزة إلى أن أقبلت عساكر المهدىّ، فاستقبله المذكور فتقاتلا قتالا شديدا انتصر فيه تكين وظفر بالمراكب في شوّال من السنة؛ وتوجّهت عساكر المهدىّ إلى نحو الصعيد، وعاد تكين إلى مصر مؤيّدا منصورا، ودام بها إلى أن حضر إليها مؤنس الخادم فى نحو ثلاثة آلاف من عساكر العراق في المحرّم سنة ثمان وثلثمائة، وخرج تكين إلى الجيزة ثانيا وبعث ابن كيغلغ إلى الأشمونين «1» لقتال عساكر المهدىّ (أعنى المغاربة) فتوجّه إليه ابن كيغلغ المذكور فمات بالبهنسا في أوّل ذى القعدة. ثم بلغ تكين أنّ ابن المدينىّ القاضى وجماعة بمصر يدعون إلى المهدىّ، فأخذهم وضرب أعناقهم وحبس أصحابه. وملك أصحاب المهدىّ الفيّوم وجزيرة الأشمونين وعدّة بلاد، وضعف أمر تكين عنهم؛ فقدم عليه نجدة ثانية من العراق عليها جنّىّ الخادم «2» فى ذى الحجّة من السنة؛ خرج جنىّ أيضا بمن معه إلى الجزيرة؛ وتوجّه الجميع لقتال عساكر المهدىّ، فكانت بينهم حروب وخطوب بالفيوم والإسكندريّة، وطال ذلك بينهم أياما كثيرة إلى أن رجع أبو القاسم القائم محمد بن المهدىّ عبيد الله بعساكره إلى برقة.
وأقام تكين بعد ذلك مدّة، وصرفه مؤنس الخادم عن إمرة مصر في يوم الأحد